تظاهر أكثر من نصف مليون شخص، السبت 13 يناير/كانون الثاني 2024، في اليوم العالمي لنصرة غزة بالعاصمة البريطانية لندن؛ للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء العدوان على قطاع غزة، في الوقت ذاته انتقدوا توسيع نطاق الحرب في اليمن أو لبنان.
جاءت التظاهرة في سياق مظاهرات كبرى شهدتها القارات الست في أكثر من 121 مدينة في 45 بلداً حول العالم ضمن اليوم العالمي للتضامن مع غزة، حيث دعت هذه المظاهرات إلى وقف العدوان وتحقيق العدالة للفلسطينيين.
اليوم العالمي للتضامن مع غزة جاء بدعوة ائتلاف منظمات بريطانية إلى وقف الحرب في غزة، ضمت كلاً من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، وحملة التضامن مع فلسطين في بريطانيا، وتحالف أوقِفوا الحرب، وحملة نزع السلاح النووي، وجمعية أصدقاء الأقصى، والرابطة الإسلامية في بريطانيا.
"مطالبنا دولية"
جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني السابق، قال في كلمته خلال التظاهرة، إن "مطالبنا دولية.. نحن حركة مليونية متضامنة مع شعب فلسطين. ويمتد تضامننا إلى ما وراء الحدود، وقلوبنا متصلة عبر القارات". وأضاف: "سنستمر في سعينا المشترك لتحقيق العدالة، وسنقف متَّحدين من أجل حقوق الشعب الفلسطيني وحريته".
وتابع: "يجب أن يتم وقف إطلاق النار، ويجب أن تسود العدالة، لكن ذلك لا يتحقق عن طريق قصف اليمن، أو توسيع الحرب إلى لبنان أو البحر الأحمر أو أي مكان آخر".
دور تاريخي لجنوب أفريقيا
إلى ذلك، استهلت لجين عبد الله المتحدثة باسم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، كلمتها بالدور التاريخي لجنوب أفريقيا في رفع قضية الإبادة الجماعية ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية: "اليوم يمثل لحظة تاريخية… رأينا كيف يمكن التغلب على الفصل العنصري، وكيف يمكن وقف الإبادة الجماعية، وأنه يمكن تحقيق العدالة".
وتابعت لجين: "إننا نربت على أكتاف أولئك الذين ناضلوا ضد الظلم. إن النضال من أجل حرية غزة هو شهادة على صمود الروح الإنسانية".
من جانبها أوضحت زارا سلطانة، عضو البرلمان عن منطقة كوفنتري ساوث، أن "كل صوت يرتفع اليوم يساهم في المطالبة بإنهاء المعاناة في غزة وتحقيق العدالة للفلسطينيين".
من جهته، قال مصطفى الدباغ المتحدث باسم الرابطة الإسلامية في بريطانيا، إن "الإبادة الجماعية ليست كلمة تستخدم باستخفاف.. فلنطالب بصوت واحد بوقف فوري ودائم لإطلاق النار".
"الإبادة الجماعية لا تخلو من مذنب"
أما الناشط محمد الكرد، من مدينة القدس المحتلة، فقال: "إن هذه الإبادة الجماعية لا تخلو من مذنب… وعلينا ألا نتوقف حتى تتحرر فلسطين".
بينما الجراح الفلسطيني البريطاني القادم من غزة والشاهد على جرائم الاحتلال د. غسان أبو ستة، قال: "لقد انتهكت إسرائيل كل جانب من جوانب القانون الدولي، وجرائم إسرائيل في غزة اليوم إبادة جماعية… وحان الوقت للاعتراف بأن إسرائيل تتحمل المسؤولية".
وطالب أبو ستة، المجتمع الدولي بأن يدرك أن "الصمت تواطؤ". ودعا إلى "الوقوف متّحدين لإنهاء الفظائع في غزة". وأضاف: "من واجبنا الأخلاقي أن نتحدث علناً ضد الظلم الذي يواجهه أهل غزة. فالصمت ليس خياراً".
في سياق متصل دعا الدكتور طارق محمد، من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، المشاركين إلى "أداء واجبنا في دعم غزة، وإظهار مطالبنا وعرضها عبر وسائل التواصل الاجتماعي". وأضاف: "اكتبوا إلى نوابكم، واكتبوا إلى رئيس الوزراء، وإلى جميع أعضاء الكونغرس، واكتبوا إلى كل شخص يطالب بوقف فوري لإطلاق النار".
وكان متظاهرون مؤيدون للفلسطينيين قد نظموا في 6 يناير/كانون الثاني، اعتصاماً عند جسر وستمنستر بلندن في أول مظاهرة كبرى لهم هذا العام الجديد.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى السبت "23 ألفاً و843 شهيداً و60 ألفاً و317 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.