هدد أكثر من 250 من خريجي كلية هانتر، وهي جامعة عامة في نيويورك، في رسالة لهم، بوقف المساهمات المالية للكلية ما لم تسحب استثماراتها من الشركات التي لها علاقات بإسرائيل، وتعرب عن المزيد من الدعم للفلسطينيين.
وتمثل الرسالة انقلاباً فريداً في المعركة التي ظهرت في الجامعات بين الجماعات المؤيدة للفلسطينيين والمؤيدة لإسرائيل، وفقاً لموقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 10 يناير/كانون الثاني 2024.
وفي الرسالة، دعا خريجو كلية هانتر الجامعةَ إلى "التخلي" عما سمَّوه "الاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي والفصل العنصري".
وطالبوا الجامعة الحكومية التي تضم حوالي 25 ألف طالب "بتأييد الدعوة التي يقودها الفلسطينيون لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها"، بحسب الرسالة.
وحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات هي مبادرة سلمية يقودها الفلسطينيون، وتسعى إلى تحدي الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطينية، من خلال المقاطعة الاقتصادية والثقافية والأكاديمية المشابهة لحملات المقاطعة الناجحة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.
"موقف متحيز للصراع"
وقال صائغو الرسالة إنَّ كلية هانتر أظهرت "افتقارها إلى التعاطف والقلق بشأن الإبادة الجماعية المستمرة في غزة"، واتهموها باتخاذ "موقف متحيز لجانب واحد" بشأن الصراع.
وأضافوا أنَّ الكلية تتخذ "إجراءات أمنية غير كافية" للطلاب الفلسطينيين والمسلمين والعرب والمؤيدين للفلسطينيين، وتقمع التعبيرات الداعمة لفلسطين بحجة أنها "تدعم الإرهاب".
وكانت إحدى الشكاوى الرئيسية للخريجين هي تعيين كلية هانتر لأستاذة مساعدة في هيئة التدريس، (تامي بن تور)، التي أنتجت مقطع فيديو ساخراً يقولون إنه يقلل من شأن الفلسطينيين ويسخر منهم.
ودعا أصحاب الرسالة إلى إجراء تحقيق في كيفية تعيين تامي بن تور، وتبني ممارسات جديدة "لضمان أنَّ يكون أعضاء هيئة التدريس لدينا أكثر تمثيلاً للتنوع الديموغرافي للطلاب، وأن يحترموا وجهات النظر السياسية المتنوعة".
وأضاف الموقعون: "ندعو رئيسة كلية هانتر آن كيرشنر إلى إدانة تصرفات بن تور، والاعتراف بأنَّ إسرائيل ذبحت عدة آلاف من الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك الأطفال".
وتقلب الرسالة الجدل الدائر بين الجامعات والجهات المانحة حول الحرب الإسرائيلية الفلسطينية رأساً على عقب.
وقد دعا خريجون أقوياء من جامعات النخبة؛ مثل جامعة هارفارد وجامعة بنسلفانيا، جامعاتهم إلى اتخاذ موقف أكثر تأييداً لإسرائيل وسط القتال في غزة.
واضطر كل من رئيسَي جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى الاستقالة، بعدما تهربا من الإجابة عن سؤال طرحه أحد المُشرِّعين الأمريكيين في جلسة استماع بالكونغرس، حول ما إذا كانت دعوات بعض الطلاب لقتل اليهود تنتهك قواعد السلوك في مدارسهم.
لكن الطلاب المؤيدين للفلسطينيين قالوا لموقع ميدل إيست آي إنَّ الجامعات تقمع حقهم في حرية التعبير.
ونقل الموقع البريطاني كيف تعرضت طالبة أمريكية من أصل فلسطيني في جامعة هارفارد للملاحقة والترهيب، على يد زوجة أستاذ جامعي ومساعد سابق للرئيس باراك أوباما، قبل أيام قليلة من انتشار فيديو لها وهي تتحرش بطالبة أخرى، بسبب ارتدائها الكوفية الفلسطينية.