قدم "الأزهر" الشريف في مصر، التعازي إلى الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، مراسل قناة "الجزيرة" في قطاع غزة، في استشهاد نجله حمزة، فيما وافق مجلس نقابة الصحفيين المصرية على منحه "جائزة حرية الصحافة"، بحسب بيانين منفصلين لمشيخة الأزهر الشريف، ونقابة الصحفيين.
يأتي ذلك عقب "استشهاد" حمزة الدحدوح، الأحد 7 يناير/كانون الثاني 2024، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ومساعٍ قطرية مصرية لوقف إطلاق النار.
وقال الأزهر في بيان مساء الأحد، إنه "يتقدَّم بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الشعب الفلسطيني والصحفي الشجاع وائل الدحدوح والجماعة الصحفيَّة في كل مكان، في استشهاد نجله الصحفي حمزة، وزميله الصحفي مصطفى ثريا، واللذين تم استهدافهما في هجوم إرهابي جبان".
أضاف أن "العدوان الصهيوني على غزة شجع على قتل ما يزيد على 22 ألف شهيد، من بينهم أكثر من 9 آلاف طفل و6 آلاف امرأة إلى جانب مئات الأطباء وأفراد الطواقم الطبية ورجال الإسعاف والصحفيين والموظفين الدوليين، وتسجيل عشرات الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض".
وأعرب عن تعجبه من أن "تحدث كل جرائم الإبادة هذه ولا تجد من يُوقفها، وكأن كل ما يحدث في غزة لم يعد كافياً لاستصراخ الضمير الإنساني والمطالبة بوقف فوري لهذا العدوان الإرهابي".
جائزة "حرية الصحافة"
في سياق متصل، أعلن مجلس الصحفيين المصرية، في بيان مساء الأحد، "منح وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة لعام 2024 تمجيداً لصموده وصمود الصحفيين الفلسطينيين في وجه العدوان الصهيوني الغاشم"، دون إعلان موعد بشأن تسليمه الجائزة.
وأوضحت نقابة الصحفيين المصرية أن جائزة "حرية الصحافة تمنح للصحفيين، الذين يؤدون دوراً بارزاً في الدفاع عن حرية الصحافة".
تعازٍ دولية
في سياق متصل، قال الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، الإثنين، إن "ما تعرض له الصحفي الشجاع وائل الدحدوح وعائلته من استهداف وقتل هو تجسيد حي لمأساة شعب مظلوم".
من جانبها، علقت وزارة الخارجية البريطانية، الإثنين، على استشهاد حمزة نجل الدحدوح بأن "مقتل حمزة الدحدوح ومصطفى ثريا مأساة، وعلى إسرائيل ضمان قدرة الصحفيين على القيام بعملهم".
فيما قالت الخارجية الأسترالية في بيان: "نشعر بقلق عميق إزاء مقتل الكثير من المدنيين في غزة بمن فيهم العديد من الصحفيين"، مشيرة إلى أنها وقعت على بيان ائتلاف حرية الإعلام الذي يدعو أطراف النزاع في غزة لضمان حماية الصحفيين".
وأضافت أن "البيان يدعو للتحقيق في كل الهجمات ضد وسائل الإعلام في مناطق النزاع ومقاضاة مرتكبيها".
كان وائل الدحدوح فقد زوجته وابنه وابنته وحفيدته في غارة إسرائيلية استهدفت منزلاً نزحوا إليه وسط قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وبعدها بعدة أسابيع أصيب هو نفسه وقتل زميله المصور سامر أبو دقة بقصف إسرائيلي خلال تغطيتهم لمجريات الحرب بمدينة خان يونس، ليفجع الأحد، بمقتل نجله الأكبر حمزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى أمس الأحد "22 ألفاً و835 شهيداً و58 ألفاً و416 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.