خرج الآلاف من المتظاهرين، السبت 6 يناير/كانون الثاني 2024، في مختلف المدن والعواصم الأوروبية، لتجديد التعبير عن إدانتهم الواسعة للجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، مطالبين بوقف العدوان ومحاسبة إسرائيل على ما ترتكبه من فظائع في القطاع.
فقد تداول عدد كبير من النشطاء صوراً ومقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مسيرات ومظاهرات متفرقة في عدد من المدن بالقارة العجوز، على غرار باريس وبرلين وأوسلو وخرونينغن الهولندية، يحملون العلم الفلسطيني ومرددين شعارات تدين جرائم الاحتلال.
عواصم أوروبا تتحرك
ففي العاصمة الألمانية برلين، خارج المئات من المتظاهرين في مسيرة جابت أبرز شوارعها، في مشهد بات مألوفاً في المدينة منذ اليوم الأول من العدان.
وتوشح أغلب المشاركين في المظاهرة بوشاح الكوفية وحملوا أعلام فلسطين، رافعين أغاني وشارات ممجدة لفلسطين، ومدينة لجرائم إسرائيل.
وفي العاصمة الفرنسية باريس، استجاب الآلاف لدعوات أطلقتها فعاليات المجتمع المدني في البلاد، وشاركوا في مسيرة حاشدة جابت أبرز شوارع عاصمة الأنوار.
وقد ردد المشاركون في المسيرة شعارات تطالب الحكومة الفرنسية بموقف حازم من العدوان الإسرائيلي، وأخرى رافضة لمساعي الاحتلال تهجير الفلسطينيين من بلادهم، وتطالبهم بمزيد من "المقاومة".
الأمر نفسه في النرويج، حيث تحدى العشرات ظروف الطقس القاسية، وتهاطل الثلوج وكذا الانخفاض الكبير لدرجات الحرارة ونظموا وقفة في العاصمة أوسلو، تنديداً بجرائم الاحتلال.
كذلك، شارك المئات في تظاهرات جابت شوارع مدينة خرونينخين الهولندية، حيث رفعوا العلم الفلسطيني ورددوا شعارات تدين البربرية الإسرائيلية في القطاع.
أوقفوا تسليح إسرائيل
في العاصمة البريطانية، لندن، وأمام مبنى البرلمان، استجاب المئات من المتظاهرين لدعوات أطلقتها فعاليات مدنية في البلاد، وتجمعوا أمام المبنى للتنديد من جديد بالعدوان الإسرائيلي على غزة.
وردد المتظاهرون مجموعة من الشعارات ورفعوا العديد من المطالب، أبرزها مطالبة حكومة البلاد بـ"وقف تسليح الاحتلال".
إلى جانب الشاعرات التي رددها المتظاهرون المطالبة بـ"وقف إطلاق النار الآن"، نظم العشرات شكلاً تعبيرياً احتجاجاً ضد المجزرة، بعد استلقائهم جميعهم قرب جسر وستمنستر على شكل أموات، في محاكاة للمشاهد التي نراها يومياً قادمة من غزة وفلسطين.
"إسرائيل مذنبة بحق البشرية"
في تركيا، واصل العاملون في القطاع الصحي بولايات أماسيا وصامسون وطرابزون وأرضروم ووان تنظيم الاحتجاجات ضد الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد المدنيين في غزة.
في ولاية أماسيا نظم العاملون في القطاع الصحي ومواطنون أتراك، مسيرة صامتة انطلقت من منطقة برينجلي وصولاً إلى ميدان ياووز سليم.
من جهتها، قرأت الدكتورة إليف صاكالي بياناً صحفياً باسم المجموعة، قالت فيه إن "جرائم الدولة الإرهابية في الأراضي الفلسطينية متصاعدة، وإن إسرائيل الإرهابية مذنبة ليس فقط بحق الشعب الفلسطيني والأطفال الفلسطينيين، ولكن أيضاً بحق الأطفال والبشرية جمعاء والأطفال".
كما أوضحت صاكالي أن موظفي القطاع الصحي والأطباء نظموا مسيرتهم الثامنة ضد "الاحتلال والإبادة الجماعية".
وقالت: "يواصل شعب غزة المقاومة ضد هدير الطائرات والقنابل، والدمار والقتل، لمدة 91 يوماً لم يكن لديهم أي من الاحتياجات الأساسية للإنسان مثل النوم، والشعور بالأمان، والغذاء".
المتحدثة نفسها، أكدت أن الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، هو حق لا يقدر بثمن، قائلة: "نحيي أهل غزة الشجعان الذين لا يستسلمون على الرغم من الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل، وعمال الصحة في غزة الذين لا يتركون وظائفهم حتى لو تم اعتقالهم أو قتلهم".
في ولاية صامسون، تجمع عاملون في القطاع الصحي بمنطقة "ترك إيش" وساروا حتى ميناء تشوبانلي.
وفي البيان الصحفي الذي قرأه الطالب في كلية الطب بجامعة "19 مايس" (OMÜ) ويسـل أرسلان، باسم المجموعة، أكد ضرورة عدم إفلات المجرمين من العقاب.
وقال أرسلان: "ستنتصر البشرية، وسينتصر شعب فلسطين، وسينتصر الذين جعلوا من ردائهم الأبيض جداراً ضد الإبادة الجماعية".
كما شهدت ولايات طرابزون وأرضروم ووان مسيرات مشابهة، استنكرت الهجمات الإسرائيلية على غزة، وطالبت بمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين.
يشار إلى أن وزارة الصحة بقطاع غزة أعلنت في وقت سابق السبت ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 22 ألفاً و722 شهيداً و58 ألفاً و166 مصاباً.