هاجم وزراء إسرائيليون رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بعد تسريب قراره بتشكيل لجنة تحقيق في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تنفيذ المقاومة الفلسطينية "حماس" لعملية طوفان الأقصى ضد الاحتلال.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة 5 يناير/كانون الثاني 2023، إن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قرر رفع جلسة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الليلة الماضية، بسبب مشادة كلامية خطيرة وصراخ بين وزراء ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي".
وأضافت أن "مشادة كلامية وقعت بين وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة المواصلات ميري ريغيف، ووزير التعاون الإقليمي دافيد أمسالم من جهة، وبين وزير الدفاع يوآف غالانت، والوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي، من جهة أخرى".
ولفتت الهيئة إلى أن الوزراء هاجموا هاليفي إثر تشكيله لجنة للتحقيق في إخفاق 7 أكتوبر/تشرين الأول، وذكرت أن غالانت وغانتس دافعا عن هاليفي، كما أوضحت أن لجنة التحقيق التي شكلها هاليفي، تضم كلاً من وزير الدفاع الأسبق ورئيس هيئة الأركان العامة الأسبق شاؤول موفاز، والميجور جنرال احتياط يوآف هار إيفين، والميجور جنرال احتياط أهارون زئيفي فركش.
وقالت الهيئة: "اندلعت الخلافات لعدة أسباب؛ منها أن أحد أعضاء لجنة التحقيق من داعمي خطة الانفصال عن قطاع غزة (عام 2005)"، في إشارة إلى موفاز.
توترات بحكومة نتنياهو
وفي أغسطس/آب 2005، أخلى الاحتلال الإسرائيلي 4 مستوطنات شمالي الضفة الغربية، إضافة إلى غوش قطيف جنوبي غزة، كجزء من خطة فك الارتباط الإسرائيلية أحادية الجانب، التي اتخذت خلال عهد رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون.
وأضافت الهيئة أن نتنياهو دعم موقف وزراء اليمين، وقال لهاليفي إنه "يجب أحياناً الإصغاء إلى الوزراء"، ثم أنهى الجلسة. ونقلت عن أحد الوزراء المشاركين في النقاش (لم تسمِّه): "تمت مهاجمة رئيس الأركان على أساس شخصي ودون توقف".
وأضاف: "ليس من الواضح أن هذا المنتدى مؤهل لاتخاذ القرارات الخاصة بالسياسات الأمنية للدولة".
كما نقلت عن وزير آخر (لم تسمِّه) قوله: "ما جرى كان نقاشاً غير محترم، وبعض كبار المسؤولين في الأجهزة الأمنية غادروا الجلسة قبل نهايتها".
وتتعرض حكومة نتنياهو، لحملة انتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية، جراء فشلها في التنبؤ المسبق بعملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأطلقت "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان الأقصى"، رداً على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
ورداً على ذلك، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الخميس "22 ألفاً و438 شهيداً و57 ألفاً و614 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.