أفادت صحيفة Globes الإسرائيلية، أن التحالف الذي حاولت الولايات المتحدة تشكيله لحماية السفن من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، بدأ يتعثر وأن إسرائيل "أحد أسباب ذلك"، مشيرة إلى أنه إلى الآن لم تنضم أي دولة لها ساحل فعلي على البحر الأحمر إلى هذا التحالف الدولي.
ومن بين عشرات الدول التي تواصلت معها الولايات المتحدة للانضمام إليه، أعربت عشر فقط عن استعدادها العلني للمشاركة، وعدد قليل منها فقط أعلن عن مستوى هذه المشاركة، الذي تراوح بين إرسال ضابط اتصال ليعمل على سفينة تابعة للتحالف وإرسال سفينة حربية أو طائرة كاملة إلى المنطقة.
يرفضون اتهامهم بدعم إسرائيل
ومن المنظور الإسرائيلي، فالأكثر إثارة للقلق هو أن أحد الأسباب التي أدت إلى تعثر التحالف هو أن الانضمام إليه أصبح "علامة دعم غير مباشر للحرب الإسرائيلية في غزة"، وفق الصحيفة.
أضافت أنه لا أحد من قادة أوروبا يصرح بذلك علناً، لكن تقييمات المعلقين والدبلوماسيين في أوروبا تشير إلى أن القضية الإسرائيلية الفلسطينية لها دور مركزي في مسألة الانضمام إلى التحالف البحري.
إذ أعلنت إسبانيا، التي تنتهج سياسة مؤيدة للفلسطينيين، بشكل قاطع أنها لن تشارك في التحالف الجديد، فيما أعلنت فرنسا، التي لديها سياسة أمنية مستقلة غالباً، أن "السفن الفرنسية ستبقى تحت القيادة الفرنسية".
بينما أعلنت إيطاليا أنها ستعزز وجود قوة بحرية دولية أخرى بقيادة الولايات المتحدة، لكنها لن تشارك في عملية "حارس الرخاء"، وحتى ألمانيا، التي حتى الآن تقدم دعماً أمنياً لإسرائيل، "لا تزال تدرس" ما إذا كانت ستشارك في هذا التحالف.
درس لإسرائيل كي تفهم
واعتبرت الصحيفة أن "هذا الموقف المتردد يساعد إسرائيل على أن تفهم جيداً ما تعنيه أوروبا حين تتعهد بالوقوف إلى جانب إسرائيل في أوقات الضيق؛ إدانة الأعمال الإرهابية التي تنفذها حماس– نعم، الامتناع عن المطالبة بوقف إطلاق النار– لا بأس، المساعدات الإنسانية لبناء غزة في اليوم التالي للحرب- بالتأكيد، لكن المشاركة في قوة عسكرية لحماية النقل البحري الحيوي حتى لأوروبا؟ لا"، وفق تعبيرها.
وخاصة في ألمانيا، التي يتحدث ساستها كل يوم تقريباً عن "الالتزام بأمن إسرائيل" وأن ضمان أمنها "جزء من أسباب وجود جمهورية ألمانيا الاتحادية"، يثير التناقض بين الأقوال والأفعال على أرض الواقع مشاعر ضيق وانزعاج.
والترسانة البحرية الأوروبية ليست ضخمة، ولكن في الحالة الراهنة، فالتجاهل الذي تلقاه الولايات المتحدة من الدول الأوروبية قد لا يرمز فقط إلى الخوف من الانحياز إلى إسرائيل، بل أيضاً إلى ضعف التحالف الغربي، الذي كان يفترض أن تكمن قوته تحديداً في كونه جبهة واسعة ومتنوعة من المشاركين.
تردّد بعد مهام فاشلة
ويجوز في الوقت الحالي أن تتردد الدول الأوروبية، بعد المهام الفاشلة في أفغانستان وليبيا، في الدخول في مغامرة عسكرية لا تزال ملامحها غير واضحة؛ مثل قتال الحوثيين.
فضلاً عن ذلك، من الممكن أنها تنتظر انتهاء القتال في غزة، وانتهاء أول مرحلتين نفذتهما إسرائيل حتى الآن، والدخول في المرحلة الثالثة التي يفترض أن تتراجع خلالها الأضرار التي تلحق بالمدنيين، وبطريقة أو بأخرى، السفن الوحيدة في المنطقة اليوم هي السفن الأمريكية والبريطانية والفرنسية، وهي ليست كثيرة.
تبقى بريطانيا هي الدولة الوحيدة حتى الآن التي أعلنت موقفاً حازماً مع الولايات المتحدة؛ حيث نشر وزير الدفاع البريطاني، غرانت شابس، خطاباً مفتوحاً مطلع هذا الأسبوع، حذر فيه الحوثيين من هجوم واسع النطاق ووشيك.
وتشير التقديرات إلى أن الحكومة البريطانية ترغب في الموافقة على هذا الإجراء في البرلمان، الذي سينعقد الإثنين المقبل 8 يناير/كانون الثاني 2024.