ارتفع عدد معتقلي قطاع غزة في سجون الاحتلال بنسبة 150% عن الشهر الماضي، ولا تشمل الإحصائية الذين اعتُقلوا ومازالوا في مركز الاعتقال العسكري، وسط ظروف اعتقالية قاسية وعقابية مهينة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "Haaretz"، الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024.
ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي حالياً 661 فلسطينياً من قطاع غزة، بزيادة نحو 150% عن الشهر الماضي، عندما كان عددهم 260.
وعدد الأسرى في ذلك المركز العسكري "سدي تيمان" غير معروف للعامة، وبحسب مصدر تحدَّث لصحيفة Haaretz فإنهم يتعرضون للعنف والعقاب الذي يمارسه الجنود بمحض إرادتهم.
وبحسب المصدر فإنَّ الجنود يعاقبون الفلسطينيين إذا تحركوا أو تكلموا، وشملت العقوبات وضع المعتقل ويداه مُكبَّلتان فوق رأسه، أو ربط يديه المُكبَّلتين بالسياج، أو ربط الأصفاد بقوة أكبر، أو ربط يديه خلف ظهره.
ويُحتجَز المعتقلون في جميع الأوقات وأعينهم مغطاة وأيديهم مُكبَّلة بأصفاد بلاستيكية، وينامون على مراتب رقيقة تشبه سجادات اليوغا، مع بطانيات صوفية خشنة، ولا يسمَح لهم بتغيير ملابسهم، وأشار المصدر إلى أنَّ الأجواء العامة هناك تسمح بممارسة العنف ضد المعتقلين.
وفاة عدد من المعتقلين من غزة في المعتقل العسكري
وتشير شهادات الفلسطينيين والمصادر المطلعة على ما يحدث في المنشأة إلى أنَّ بعض إصابات المعتقلين ملوثة، ويبدو أنَّ بعض هذه الإصابات حدثت أثناء الحرب، والبعض الآخر داخل المنشأة.
كما يُعاد معظم المعتقلين المصابين إلى الزنازين دون تقديم الرعاية الطبية في العيادة العسكرية الموجودة في الموقع.
وأفادت صحيفة Haaretz بمقتل عدد من أهالي غزة الذين كانوا محتجزين في "سدي تيمان" منذ بداية الحرب. ويرفض الجيش إعطاء العدد الدقيق لهم، لكنه أكد وجود عدة حالات.
وفي الأسابيع الأخيرة أطلقت "إسرائيل" سراح بعض المعتقلين الذين احتجزتهم قبل عرضهم على القضاء في غزة. وقدم المعتقلون المُفرَج عنهم شهادات على معاناتهم من العنف ونقص الغذاء والإهمال الطبي الشديد. وقال بعضهم إنهم رأوا أشخاصاً ماتوا في مركز الاحتجاز.
ونقلت Haaretz عن أحد السجناء السابقين في سجن جلبوع، الذي أُطلِق سراحه منذ فترة قصيرة بعدما أمضى ثلاث سنوات في السجن، قوله: "وُضِع 11 سجيناً في زنزانة تتسع عادةً لثُلث هذا الرقم، وكان الطعام يُلقَى لهم على الأرض، وأحياناً يُداس بالأقدام، وفي كل يوم يُضرب السجناء بعُصيّ حديدية بحجة التفتيش، وكان الحراس يأتون حاملين العلم الإسرائيلي، وأي شخص لا يُقبِّل العلم يتعرض للضرب على جميع أنحاء الجسم، وطلب الحراس من السجناء الانحناء على أيديهم وأرجلهم وتقبيل العلم".
وأفاد السجناء الأمنيون والمعتقلون في سجن جلبوع- وبعضهم لم يُدَن- بأنَّ الحراس يهاجمونهم ويهينونهم ويسيئون إليهم ، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، بينما يتجاهل قادة السجون ما يحدث.
قانون "المقاتل غير الشرعي" يطبقه الاحتلال على معتقلي غزة
ويُحتجَز سكان غزة بموجب قانون "المقاتلين غير الشرعيين"، الذي يسمح باحتجاز أي شخص لا يُعرّفه بأنه أسير حرب في "إسرائيل".
وفي منتصف ديسمبر/كانون الأول، أقرّت الحكومة الإسرائيلية مشروع قانون يشدد ظروف احتجاز هذه الفئة والمدة التي يمكن أن تمر قبل عرضهم على القضاء. ويُشترَط الآن إصدار أمر بحبس المعتقلين لمدة تصل إلى 45 يوماً من يوم القبض عليهم وتقديمهم أمام القاضي خلال فترة تمتد إلى 75 يوماً من يوم حبسهم، ويمكن لقاضي المقاطعة منعهم من مقابلة محامٍ لمدة 180 يوماً.
وقد حصل مركز حماية الفرد على البيانات الخاصة بعدد سكان غزة المحتجزين بموجب هذا القانون في السجون الإسرائيلية، وقال المحامي دانييل شنهار، مدير الدائرة القانونية لحماية المدنيين في منظمة HaMoked الحقوقية الإسرائيلية، إنَّ "هذه البيانات لا تشمل المئات أو حتى الآلاف من سكان قطاع غزة المحتجزين في خيام عسكرية، في ظروف مجهولة ودون أي تدقيق خارجي. تتلقى منظمة HaMoked مئات الاستفسارات من عائلات في غزة تبحث عن أحبائها، ولا توجد جهة رسمية تعطي إجابات عن المعتقلين لدى الجيش والشاباك".
ووفقاً للبيانات تحتجز إسرائيل في سجونها حالياً 3291 معتقلاً إدارياً من شرقي القدس والضفة الغربية.