“إذا فاز ترامب فالدعم الأمريكي قد يتبخر”! أوروبا تعد خطة لمساعدة أوكرانيا عسكرياً بدون أمريكا

عربي بوست
تم النشر: 2024/01/01 الساعة 13:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2024/01/01 الساعة 13:44 بتوقيت غرينتش
دونالد ترامب/ رويترز

كشف مصدر رفيع المستوى في الحكومة البريطانية، أنَّ لندن وحكومات أوروبية أخرى "تتحرك بسرعة" في محاولة لتأمين المساعدة التي ستُمكَِّن أوكرانيا من الفوز في حربها مع روسيا دون الولايات المتحدة في حالة وصول دونالد ترامب إلى السلطة، وفق ما نقلت صحيفة The Times البريطانية.

ويحاول الوزراء الأوروبيون باستماتة تعزيز قدرات التصنيع في جميع أنحاء القارة، حتى يتمكنوا من إرسال الأسلحة والذخيرة إلى الخطوط الأمامية وإبقاء فلاديمير بوتين في وضع حرج لمدة عام آخر على الأقل، بغض النظر عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستقدم دعماً لأوكرانيا أم لا.

ويعتقد رؤساء المخابرات العسكرية البريطانية أنَّ أوكرانيا لا يمكنها الفوز في الحرب ضد روسيا في عام 2024؛ لأنها لا تمتلك القوة البشرية ولا الأسلحة اللازمة لتحقيق اختراق كبير في ساحة المعركة، إضافة إلى أنَّ الجيش الروسي لا يملك القوة اللازمة لشن هجوم مضاد كبير قادر على اختراق خطوط الدفاع الأوكرانية.

ومع ذلك، يعتقد البعض في وايتهول (حكومة المملكة المتحدة) أنَّ كل ما هو مطلوب للفوز على بوتين هو "الوقت"، ويجب على أوروبا أن تكون مستعدة لمساعدة أوكرانيا على المضي قدماً دون دعم الولايات المتحدة. 

أوروبا تتحرك بسرعة دون أمريكا

في السياق، نقلت الصحيفة عن مصدر في وايتهول قوله: "نراهن على إدارة ترامب، لكن أوروبا تتحرك بأقصى سرعة لفعل ذلك دون الولايات المتحدة إذا حاول ترامب إيقاف المساعدة".

أضاف: "هل ستتعرض أوروبا القارية للانهيار لمجرد أنَّ ترامب يرفض تقديم المزيد من الدولارات الأمريكية؟ أعتقد أنَّ معظمهم يدركون أنه لا يمكن السماح لبوتين بالفوز؛ لأنَّ العواقب على الأمن الأوروبي ستكون وخيمة".

وأشار المصدر إلى أنَّ إحدى طرق تحقيق النصر هي إرهاق بوتين وجيشه؛ لدرجة تجبره على الاستسلام، مضيفاً أنه بغض النظر عن درجة تحمُّل بوتين، فلن يكون قادراً على مواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى.

وتابع المصدر: "إنَّ عام 2024 لا يتعلق بتحقيق نجاح عملياتي كبير؛ إذ من غير المرجح أن يكون هناك تقدم كبير هذا العام. بل يدور عام 2024 حول مواصلة الضغط على بوتين حتى عام 2025 وما بعده، مما يعني كشف خدعته واختبار قوة تصميمه".

"إذا فاز ترامب فالدعم الأمريكي قد يتبخر"

ومع استمرار الحرب، هناك قلق في جميع أنحاء أوروبا من أنه إذا فاز ترامب في الانتخابات الأمريكية، فإنَّ الدعم الأمريكي لأوكرانيا قد يتبخر، ما يعني أن عدم القدرة على التنبؤ بالإدارة الأمريكية المستقبلية يشير إلى أنَّ الدول الأوروبية تحاول التخطيط لأية نتيجة.

وعلى الرغم من عدم التعليق على الرئاسة المستقبلية للولايات المتحدة، إلا أنَّ وزير الدفاع الأمريكي غرانت شابس قال إنه يتحدث إلى نظرائه في أوروبا باستمرار حول الحاجة إلى دعم أوكرانيا في "أحلك ساعاتها".

وفي تعليقات لصحيفة "التايمز" بعد يومين من هجمات جوية ضخمة من روسيا وأوكرانيا، قال: "نحن بحاجة إلى التكاتف لمساعدتهم في الحرب التي ستحدد أوروبا لعقود من الزمن – سواء بالمعدات أو بالدعم والقيادة الأخلاقية".

ويعتقد بعض المسؤولين الغربيين أنَّ أوكرانيا يمكن أن تستمر في السيطرة على الأراضي دون دعم أمريكا، التي قدمت لأوكرانيا مساعدات بمليارات الدولارات منذ بدء الحرب.

بدوره، قال أحد المسؤولين الغربيين: "من الأسهل بكثير إبقاء أوكرانيا، دفاعياً، قادرة على حماية المكاسب التي حققتها بدلاً من الاستمرار في الهجوم".

وعلى الجانب الآخر، بدأ العديد من الأوكرانيين يشعرون بالتعب والضجر من الحرب. واعترف مصدر عسكري أوكراني بأنَّ الأوكرانيين العاديين كانوا يتحدثون عن هدنة، لكن كانت هناك تساؤلات حول ثمنها.

وفي وقت سابق من شهر ديسمبر/كانون الأول العام المنصرم، فشل الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على حزمة مساعدات مالية بالغة الأهمية بقيمة 50 مليار يورو لأوكرانيا، بعدما استخدم رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، حق النقض ضد الاقتراح. 

وفي الولايات المتحدة، عرقل الجمهوريون خطط الرئيس بايدن لمنح أوكرانيا 60 مليار دولار أخرى، مستخدمين هذه القضية للمطالبة بتشريع جديد للهجرة.

تحميل المزيد