علم "عربي بوست"، من مصادر إيرانية مطلعة، أن طهران تبحث وتُجهز الرد المناسب على اغتيال إسرائيل لأبرز قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، العميد سيد رضي الموسوي.
ويقول مصدر من الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست"، مفضلاً عدم ذكر اسمه؛ لأنه غير مخول له بالحديث لوسائل الإعلام، إن "اغتيال الموسوي ضربة لهيبة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مثل ضربة اغتيال قاسم سليماني".
كان اغتيال العميد رضي الموسوي، أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا، والرفيق المقرّب من القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني، ضربة قوية لإيران منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
قائمة اغتيالات ضباط إسرائيليين
وفي الإجابة على تساؤل كيف يمكن أن تردّ طهران على اغتيال الموسوي، قال المصدر ذاته لـ"عربي بوست" إن "هناك 3 خطط للرد على اغتيال الموسوي، أبرزها والأكثر ترجيحاً هي اغتيال ضباط إسرائيليين موجودين في المنطقة".
ويوضح المتحدث قائلاً: "قامت استخبارات الحرس الثوري بإعداد قائمة بأسماء أبرز الضباط الإسرائيليين الموجودين في جورجيا وأذربيجان وكردستان العراق، للتحضير لاغتيالهم رداً على اغتيال إسرائيل لقادة الحرس الثوري في سوريا".
وأكد مصدر من مكتب المرشد الأعلى الإيراني، الحديث السابق قائلاً لـ"عربي بوست"، إن "الحرس الثوري قدّم قائمة بأسماء الضباط والسياسيين الإسرائيليين البارزين الموجودين في المنطقة للمرشد الأعلى لأخذ القرار النهائي".
وأضاف المصدر ذاته قائلاً "نعلم أن ضباطاً وسياسيين ورجال أعمال إسرائيليين موجودين في كردستان العراق، سيكون التعامل الإيراني معهم أسهل من الموجودين في جورجيا وأذربيجان كما قال المرشد الأعلى لقادة الحرس الثوري".
وقال المصدر السابق إن الخطة الثانية بعد خطة اغتيال الضباط الإسرائيليين هي ضرب القواعد العسكرية الإسرائيلية من الجولان السوري، وهي مسألة تمت مناقشتها أيضاً، لكن المرشد الأعلى أعطى الأولوية لاغتيال الضباط الإسرائيليين ليكون ذلك رداً حاسماً على اغتيال الموسوي".
لماذا اغتالت إسرائيل رضي الموسوي؟
أكدت المصادر الإيرانية والخبراء الإيرانيين الذين تحدثوا لـ"عربي بوست"، في هذا التقرير أن اغتيال سيد رضي الموسوي في أهمية اغتيال القائد السابق لـ"فيلق القدس" قاسم سليماني، والذي اغتالته الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2020، بضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي.
ويقول المحلل السياسي المقيم بالعاصمة طهران، فؤاد إيزدي لـ"عربي بوست" إن "اغتيال إسرائيل للموسوي ضربة لهيبة الجمهورية الإسلامية، خاصة أن التوقيت ومكان الاغتيال حساس للغاية، فاختيار إسرائيل لاغتيال الموسوي بالقرب من منطقة السيدة زينب بدمشق تم تفسيره في إيران على أنه إهانة لطهران، ليست فقط عسكرية بل وعقائدية أيضاً".
كما أشار المحلل السياسي الإيراني والمقرّب من دوائر صنع القرار في طهران، رامين نوري إلى أنه لدى إسرائيل رغبة حقيقية في توسيع نطاق الحرب الحالية وعدم حصرها في غزة.
وقال المتحدث لـ"عربي بوست" إن "إسرائيل تريد توسيع الحرب عن طريق توريط حزب الله، ويتوقع نتنياهو، الذي خسر حربه في غزة أنه باغتيال الموسوي ستقوم إيران بالرد على تل أبيب من خلال حزب الله".
ويضيف نوري قائلاً "عندما يتم توريط حزب الله حينها ستطلب إسرائيل من الولايات المتحدة الاشتراك في الحرب بشكل أكبر، وضرب حزب الله وإيران إلى المعركة".
وقال المتحدث: "ترى القيادة الإيرانية أن إسرائيل أصبحت غير متقبلة لفكرة التعايش مع وجود قوات حزب الله على حدودها الشمالية، لذلك تسعي بكل الطرق لتوريط إيران وحزب الله في صراع أوسع؛ لإجبار واشنطن للتحرك لإبعاد قوات حزب الله وراء نهر الليطاني كما يريد الإسرائيليون".
ويرى نوري أن رفض الولايات المتحدة توسيع الحرب الحالية بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، عن طريق توجيه ضربات لحزب الله اللبناني وإيران، أثار غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لذلك سعى إلى إشراك إيران بشكل مباشر عن طريق اغتيال العميد رضي الموسوي في سوريا.
"ترى إسرائيل أن حزب الله يشكل تهديداً مماثلاً لتهديد حماس والهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول، لذلك تريد إجبار إيران على الدخول في الحرب من خلال حزب الله لاستخدام تصرفات حزب الله المحتملة كذريعة لتوسيع الحرب وإجبار الولايات المتحدة على التدخل ضد حزب الله وإسرائيل"، يُضيف المتحدث.
كما أشار المصدر في تصريحه لـ"عربي بوست" إلى أن إسرائيل تُريد باغتيال رضي الموسوي، عرقلة إمدادات الأسلحة والصواريخ إلى حزب الله اللبناني.
وأضاف "الموسوي كان المسؤول عن تسليح حزب الله في لبنان والحكومة السورية، كما أنه كان المسؤول أيضاً عن ترتيب دخول قوات محور المقاومة إلى سوريا وجنوب لبنان، وباغتياله تعتقد إسرائيل أنها قطعت خط الإمداد عن حزب الله اللبناني".
تزويد الحوثيين بالأسلحة والسفن
وفي نفس السياق، وفي ضوء خيارات طهران للرد على التصعيد الإسرائيلي باغتيال قائد الحرس الثوري في سوريا، قال مصدر من الحرس الثوري الإيراني لـ"عربي بوست"، إن "وفداً من الحوثيين زار طهران خلال اليومين الماضيين للاتفاق على خطط جديدة لتكثيف عمليات حركة أنصار الله في البحر الأحمر والاستيلاء على السفن المرتبطة والتابعة لإسرائيل".
ويضيف المصدر ذاته قائلاً "وافقت القيادة العليا في طهران على تزويد الحوثيين بالمزيد من السفن والتكنولوجيا اللازمة لاستمرار عملياتهم في البحر الأحمر ضد السفن المرتبطة بإسرائيل".