أعلنت جيبوتي، السبت 30 ديسمبر/كانون الأول 2023، أنها ستمهد الطريق للحوار السوداني، حيث ستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعاً وصفته بـ"الحاسم".
وقال وزير الخارجية الجيبوتي محمود علي يوسف، على حسابه بمنصة "إكس"، إنه "في الأسبوع المقبل ستقوم جيبوتي، بصفتها رئيسة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، بتمهيد الطريق للحوار السوداني، وتستضيف اجتماعاً حاسماً"، دون مزيد من التفاصيل.
و"إيغاد"، منظمة حكومية أفريقية شبه إقليمية، تأسست في 1996، تتخذ من جيبوتي مقراً لها، وتضم دولاً من شرق أفريقيا، تتمثل في: إثيوبيا وكينيا، وأوغندا، والصومال، وجيبوتي، وإريتريا، والسودان، وجنوب السودان.
والأربعاء، أعلنت الخرطوم أن جيبوتي أبلغتها بتأجيل لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، مع قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو "حميدتي" إلى يناير/كانون الثاني المقبل، وذلك بعد تعذر لقاء الطرفين المزمع بالعاصمة الجيبوتية، الخميس الماضي، لوضع حد لحرب اندلعت بين الجانبين منذ أبريل/نيسان الماضي.
تعطل عمليات إغاثة
فيما قالت منظمتا إغاثة دوليتان إنهما علقتا عملياتهما في منطقة بالسودان أحرزت فيها قوات الدعم السريع تقدماً على الجيش في الآونة الأخيرة، وإنهما علقتا عملياتهما على أثر ذلك.
ويهدد وقف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة أطباء بلا حدود، عملياتهما في ولاية الجزيرة بتفاقم الأزمة الإنسانية للحرب التي تدور رحاها منذ أكثر من ثمانية أشهر.
وقال برنامج الأغذية العالمي إنه اضطر إلى وقف توزيع المساعدات في الولاية؛ بعد نهب مخزن يحوي إمدادات تكفي 1.5 مليون شخص لمدة شهر.
وأفادت "أطباء بلا حدود" بأن رجالاً مسلحين هاجموا مجمعها في ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، وسرقوا سيارتين ومحتويات أخرى. وتبعد الولاية نحو 170 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم.
وكتبت المنظمة في بيان على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "بسبب تدهور الوضع الأمني، علّقنا جميع الأنشطة الطبية في ود مدني، وأجلينا طاقمنا إلى مناطق أكثر أمناً في السودان ودول مجاورة".
وأضافت: "نحن قلقون على سكان ود مدني الذين لا يتلقون الرعاية الطبية أو يحصلون على الأدوية الضرورية إلا في أضيق الحدود".
وسيطرت قوات الدعم السريع على "ود مدني" في إطار تقدم أشمل تحرزه في غرب السودان وجنوبه.
وكانت ود مدني قبل هجوم قوات الدعم السريع، مركز مساعدات وملاذاً للنازحين داخلياً. وولاية الجزيرة منطقة زراعية مهمة في بلد يواجه جوعاً آخذاً في التفاقم.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن السيطرة على ود مدني أفضت إلى فرار ما يصل إلى 300 ألف شخص من المنطقة.
واندلعت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل/نيسان الماضي، وسط توتر بسبب الانتقال من الحكم العسكري إلى المدني.
وتشارك الطرفان فيما سبق، السلطة عقب الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019 خلال انتفاضة شعبية.
ويدمر الصراع العاصمة، حيث أفاد سكان بوجود قصف مدفعي كثيف في وقت مبكر، أمس الجمعة.
وتسبب الصراع أيضاً في نزوح سبعة ملايين شخص عن ديارهم، وأثار موجة قتل على أساس عرقي في إقليم دارفور غرب السودان.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، حرباً خلَّفت أكثر من 12 ألف قتيل وأكثر من 6 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.