اتهم برنامج الأغذية العالمي، الخميس 28 ديسمبر/كانون الأول 2023، قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو "حميدتي" في السودان، بنهب إمدادات غذائية تقدر بـ2500 طن بعد اقتحامها لمقر ومستودع المنظمة في ولاية "الجزيرة".
حيث أدان البرنامج (تابع للأمم المتحدة) في بيان "نهب الإمدادات الغذائية من مقرها في ولاية الجزيرة (وسط) في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن اقتحمت عناصر الدعم السريع المستودع والمكتب، إثر استيلائهم على مدينة ود مدني".
أضاف بيان المنظمة أن المستودع "يحتوي على مخزون كافٍ لإطعام نحو 1.5 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الشديد، لمدة شهر واحد في الجزيرة، وفق ما ذكرته وكالة الأناضول.
كما ذكر أن المواد الغذائية المنهوبة على غرار البقول والذرة الرفيعة والزيوت النباتية والمكملات الغذائية، تقدر بأكثر من 2500 طن من المواد الغذائية وهي مواد منقذة لحياة الكثيرين.
كان الهدف من هذه الأطعمة المغذية المتخصصة هو الوقاية من سوء التغذية ودعم علاجه لأكثر من 20 ألف طفل وامرأة حامل ومرضع من خلال المراكز الصحية التي يدعمها برنامج الأغذية العالمي، وفق ذات البيان.
فيما نقل البيان عن المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي بشرق أفريقيا مايكل دانفورد، قوله: "إن هذا أمر لا يطاق ويجب أن يتوقف". وتابع: "في المناطق الخاضعة لسيطرتها، يجب على قوات الدعم السريع ضمان حماية المساعدات الإنسانية والموظفين والمباني".
قبل أسبوع أعلن برنامج الأغذية العالمي، تعليق مساعداته الغذائية في أجزاء مختلفة من ولاية "الجزيرة"، جراء استمرار تصاعد العنف جنوب وشرق العاصمة الخرطوم.
بينما لم يصدر عن قوات الدعم السريع أي تعليق حول بيان برنامج الأغذية العالمي.
منذ 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري انضمت الجزيرة إلى دائرة الحرب، في تطور لم يكن في حسابات السودانيين، وهي الولاية المتاخمة للخرطوم من الجنوب، وذات كثافة سكانية عالية، وكانت قِبلة للنازحين من القتال في الخرطوم.
بينما فر نحو 300 ألف شخص من ولاية الجزيرة، جراء اندلاع الاشتباكات، ما خلق أزمة إنسانية وخيمة، في أحدث موجة من النزوح واسعة النطاق بعد انتشار القتال في أنحاء المنطقة، حسب بيان للمنظمة الدولية للهجرة الخميس الماضي.
فيما تفاقم الأمر بسيطرة قوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"على مدينة ود مدني، عاصمة الولاية في 18 ديسمبر/كانون الأول، بعد معارك مع قوة من الجيش استمرت حوالي 4 أيام.
تجدر الإشارة إلى أنه منذ منتصف أبريل/نيسان يخوض الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" حرباً خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل، وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.