قال عضو في حركة الجهاد الإسلامي لوكالة "رويترز"، الأحد 24 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن وفداً من الحركة الفلسطينية وصل إلى القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين أمنيين مصريين، وذلك بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، للعاصمة المصرية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول مطلع على المحادثات قولها: "إنها ستتركز على سبل إنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
إذ ترفض حركة الجهاد أي اتفاقات جديدة لتبادل محتجزين بأسرى مع إسرائيل قبل أن ينتهي العدوان الإسرائيلي بشكل كامل على قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 20 ألف فلسطيني وإصابة الآلاف منهم.
وكان الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، قد أوضح في تصريح مكتوب الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن وفداً من الحركة برئاسته سيتوجه إلى العاصمة المصرية القاهرة بناء على دعوة رسمية مصرية، خلال أيام لبحث سبل وقف الحرب على غزة وصفقة تبادل.
كما أضاف: "سنتوجه إلى القاهرة برؤية واضحة هي وقف العدوان وانسحاب قوات العدو من قطاع غزة وإعادة الإعمار".
تابع النخالة: "تبادل الأسرى سيتم عبر مبدأ الكل مقابل الكل بعملية سياسية تتفق عليها القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس".
في السياق نفسه، ذكر مصدر مقرب من "الجهاد الإسلامي" في حديثه مع "الأناضول" أن الوفد سيناقش مع المسؤولين المصريين تطورات الحرب على غزة ووقفها، علاوة على القضايا المرتبطة بتبادل الأسرى، حيث ما زالت الحركة تملك أسرى إسرائيليين لديها.
وأكد المصدر أن الحركة تتمسك بوقف الحرب قبل الدخول بأي مفاوضات من أجل تبادل الأسرى.
وتعد هذه الزيارة هي الثانية من نوعها لفصائل المقاومة الفلسطينية لمصر هذا الأسبوع، فقد حل صباح الأربعاء 20 ديسمبر/كانون الأول 2023، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، بالقاهرة وأجرى مباحثات مع مسؤولي البلاد بشأن تطورات الحرب بغزة.
ويوم الثلاثاء 19 ديسمبر/كانون الأول 2023، قال الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إن تل أبيب مستعدة لهدنة إنسانية أخرى في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح المحتجزين.
هرتسوغ أوضح خلال لقائه في مقر إقامته الرسمي بتل أبيب، السفراء العاملين في البلاد، أن "إسرائيل مستعدة لعقد هدنة إنسانية أخرى (لم يحدد إن كانت مؤقتة أو دائمة)، وتقديم مساعدات إنسانية إضافية، من أجل السماح بإطلاق سراح المختطفين (لم يحدد العدد)".
من جهتها، قالت وسائل إعلام عبرية بينها القناة "12"، إن مفاوضات تجري بين الوسيطين المصري والقطري مع إسرائيل؛ في محاولة للتوصل إلى صفقة جديدة لتبادل الأسرى.
يشار إلى أنه وفق إحصاءات إسرائيلية، فقد أسرت "حماس" نحو 239 شخصاً خلال هجومها على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلفت حتى الثلاثاء 19 ألفاً و667 قتيلاً و52 ألفاً و586 جريحاً، بحسب وزارة الصحة بغزة، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.