تتواصل المظاهرات والفعاليات في مدن عربية وإسلامية وغربية رفضاً للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 78 يوماً، حيث خرجت تظاهرات حاشدة، السبت 23 ديسمبر/كانون الأول 2023، في العاصمة البريطانية لندن وتونس وتركيا، للتنديد بمجازر الاحتلال بحق سكان القطاع المحاصر.
المتظاهرون في بريطانيا أغلقوا شارع أوكسفورد الشهير في العاصمة لندن، وهو أحد أهم شوارع التسوق بالعالم، في أحد أكثر الأيام ازدحاماً في السنة (قبيل أعياد الميلاد)، مطالبين بمقاطعة المتاجر التي تدعم إسرائيل.
وردد المشاركون في المظاهرة هتاف "أثناء تسوقكم تسقط القنابل على غزة"، ونددوا بحرب الإبادة التي تنتهجها إسرائيل بحق الفلسطينيين.
وكتب المنظمون والمجموعة الناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، السبت: "لا يمكن أن تكون هناك أعياد ميلاد كالمعتاد بينما تحدث إبادة جماعية"، داعين إلى مقاطعة العلامات التجارية التي تدعم إسرائيل، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.
ونقلت صحيفة "تلغراف" عن مجموعة "Sisters Uncut" المشاركة في تنظيم المظاهرة، قولها إن الهدف هو إلغاء مظاهر الاحتفال بأعياد الميلاد، حتى يتم وقف العدوان على غزة.
وقد خرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع العاصمة منذ بدء العدوان على غزة؛ للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار، مما زاد الضغط على حكومة المملكة المتحدة وحزب العمال، اللذين دعوَا إلى وقف مستدام للأعمال العدائية في غزة.
"لن نصمت ولن نستكين"
وفي تركيا، تظاهر مواطنون بولاية ديار بكر، جنوب شرقي تركيا، السبت، تنديداً بالهجمات الإسرائيلية على غزة ودعماً لفلسطين.
جاء ذلك تلبية لدعوات منظمات مجتمع مدني وفرع حزب "هدى بار" في ديار بكر. وحمل المتظاهرون الأعلام التركية والفلسطينية، مطلقين هتافات مناهضة لإسرائيل والولايات المتحدة.
وفي كلمة له خلال المظاهرة، قال يحيى أوغراش، نائب رئيس فرع "هدى بار" في ديار بكر، إن غزة تشهد "إبادة جماعية" طيلة 78 يوماً، مضيفاً: "لن نصمت ولن نستكين حتى ينتهي الاحتلال وتتوقف الإبادة الجماعية".
واختتمت المظاهرة بتلاوة آيات من القرآن الكريم والدعاء لضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة.
وقفة تضامنية مع نساء وأطفال غزة
كما شهدت العاصمة تونس وقفة نفذها عشرات النشطاء، مساء السبت، تضامناً مع نساء غزة وأطفالها، في ظل ما يتعرضون له من قتل نتيجة حرب إسرائيل على القطاع.
وعرض المتظاهرون، خلال الوقفة، التي دعت إليها جمعية نساء من أجل فلسطين بتونس (مستقلة)، مشاهد تجسد جثامين لأطفال غزة مغطاة بالأعلام الفلسطينية، في إشارة إلى أطفال غزة الذين يقتلون جراء الحرب الإسرائيلية.
وعلى هامش الوقفة، قالت فايزة شكندالي، رئيسة جمعية نساء من أجل فلسطين، إن "الوقفة تأتي للفت نظر العالم إلى أن 70% من الشهداء في غزة من النساء والأطفال".
وأضافت شكندالي: "هذه ليست مجرد صدفة، بل إن الكيان الصهيوني يتعمد قتل الأطفال ويضرب المدارس والبيوت، وهي أماكن وجود الأطفال والنساء".
وتابعت: "هذه عملية متعمدة لإبادة الشعب الفلسطيني، لأن كل طفل يُقتل يعتبر قتلاً للمستقبل الفلسطيني، وكل امرأة تُقتل هي قتل للحياة في فلسطين، لأن المرأة هي الحياة، وهي أكبر داعم للمقاومة، بل هي المقاومة".
وأردفت: "يريدون (الاحتلال الإسرائيلي) إبادة الشعب الفلسطيني، وبالتالي لن تعود هناك حقوق فلسطينية". وطالبت شكندالي بـ"الكف عن هذه المجازر التي تُرتكب".
كما أشارت إلى أنه "من العار على الإنسانية أن يُباد شعب بأكمله لمجرد دفاعه عن حقه في الحياة وفي الأرض والوجود".
شكندالي شددت على ضرورة "وقف هذا النزيف وهذه الدماء التي تسيل في غزة وفي فلسطين كلها"، معتبرةً أن "المقاومة الفلسطينية لا تحارب إسرائيل فقط، بل العالم الغربي والأوروبي".
ومنذ أسابيع، تنظم نقابات وأحزاب ومنظمات ونشطاء مستقلون في تونس مظاهرات مساندة للمقاومة الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت "20 ألفاً و258 شهيداً و53 ألفاً و688 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء"، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لما لسلطات القطاع والأمم المتحدة.