إعدامات ميدانية بغزة.. مرصد حقوقي يوثق انتهاكات جديدة طالت طبيباً وعشرات المسنين

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/22 الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/22 الساعة 06:55 بتوقيت غرينتش
الاحتلال يعدم المسنين في قطاع غزة- الأناضول

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الخميس 22 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنه وثق إعدام الجيش الإسرائيلي، عشرات المسنين الفلسطينيين، من بينهم الطبيب أكرم أبو حصيرة، بعمليات إطلاق نار مباشرة دون أي مبرر في قطاع غزة.

وكشف الأورومتوسطي في بيان له، أنه وثق في حصيلة غير نهائية مقتل 1049 مسناً من الذكور والإناث، خلال 76 يوماً من العدوان، بما يقارب 1% من إجمالي عدد المسنين في قطاع غزة البالغ عددهم 107 آلاف مسن، وبما يقارب 3.9 % من إجمالي القتلى الفلسطينيين في العدوان الإسرائيلي.

وأشار إلى أن الغالبية من هؤلاء قتلوا سحقاً تحت أنقاض منازلهم أو مراكز الإيواء التي لجؤوا إليها بعدما قصفتها الطائرات الإسرائيلية على رؤوسهم، أو خلال تحركهم الاضطراري لقضاء حاجاتهم الأساسية في الشوارع والأسواق، فيما الخطير أن العشرات منهم تعرضوا لعمليات تصفية وإعدادات ميدانية.

وأبرز المرصد تلقيه شهادات صادمة عن تصفيات جسدية وإعدامات ميدانية تعرض لها عشرات المسنين ممن تزيد أعمارهم عن 60 عاماً، بما في ذلك عمليات إطلاق نار مباشرة من الجنود بعد الطلب منهم مغادرة منازلهم، وفي بعض الحالات جرت إعدامات بعد لحظات من الإفراج عنهم بعد ساعات أو أيام من الاحتجاز والاعتقال التعسفي.

إعدام طبيب وزوجته في غزة

وأشار في هذا الصدد إلى مقتل الدكتور أكرم أبو حصيرة، وزوجته، وهما مسنان، يوم الخميس 21 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعدما أخرجتهما القوات الإسرائيلية من منزلهما في شارع اليرموك بمدينة غزة، وأطلق الجنود الرصاص عليهما، وتركاهما ينزفان حتى الموت، قبل حرق منزلهما، وتمكن ذووهما من نقلهما ودفنهما بعد تراجع القوات الإسرائيلية عن المنطقة، وفق ما أفاد نجلهما الدكتور محمود أبو حصيرة.

كما وثق المرصد مقتل المسن أحمد سليمان حسن محمد عبد العال (60 عاماً) وهو يعاني من مرض نفسي في منزله في مخيم جباليا في 13/12/2023، بعد تعرضه لإطلاق نار من قوات الاحتلال، عقب اقتحامها المخيم ومن ثم المنزل بعد حصار المستشفى اليمني لعدة أيام. 

مسنين أعدمهم الجيش الإسرائيلي في غزة- المرصد الأورومتوسطي
مسنين أعدمهم الجيش الإسرائيلي في غزة- المرصد الأورومتوسطي

إعدام ميداني بقذيفة مدفعية

وأشار الأورومتوسطي إلى توثيقه مقتل المسن عبد الناصر خضر حبوب (62 عاماً) بعدما تعرض لإعدام ميداني باستهداف بقذيفة مدفعية أطلقته القوات الإسرائيلية تجاهه بعد قليل من الإفراج عنه بعد يومين من الاحتجاز، وقتل معه الدكتور أحمد حمدي أبو عبسة (38 عاماً) وعميد كلية تكنولوجيا المعلومات في جامعة فلسطين.

ونقل المرصد الحقوقي، عن شهود عيان، أن حبوب وعائلته لجؤوا لمدرسة العائلة المقدسة بعد قصف إسرائيلي لمنزل كانوا يلجؤون إليه بعد أن نزحوا عن منزلهم قبل ذلك إثر قصف سابق في مدينة غزة.

 وفي اليوم التالي لوصولهم المدرسة، أي في 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، اقتحمت القوات الإسرائيلية المدرسة واعتقلت جميع الرجال الموجودين فيها، وبعض النساء، وتمت تعرية الرجال واقتيادهم إلى جهة مجهولة.

وبعد منتصف ليلة 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، أفرجت القوات الإسرائيلية عن بعض كبار السن ومجموعة من المعتقلين، وهم عراة ومن ثم استهدافهم بعد عدة دقائق بقذيفة دبابة، وهو ما أدى إلى مقتل المسن حبوب وبرفقته الأكاديمي أحمد أبو عبسة.

إعدام مسنين بإطلاق النار على الرأس

وأشار المرصد إلى توثيق إعدام القوات الإسرائيلية المسن نواف محمد موسي الزعانين في 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، بعيار ناري مباشر في رأسه، أثناء إجلاء مدرسة عوني الحرثاني في مشروع بيت لاهيا شمال غزة.


ووثق المرصد إعدام القوات الإسرائيلية المسن "بشير حجي" (71 عاماً) من سكان حي الزيتون في مدينة غزة، أثناء عبوره طريق "صلاح الدين" الرئيسي في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بعد أن نشر الجيش الإسرائيلي صورة تظهر أحد جنوده وهو يتحدث معه للادعاء بمساعدته المدنيين الفلسطينيين وتوفير الحماية لهم أثناء نزوحهم.

وأفادت "هالة حجي" وهي حفيدة المسن "حجي"، بأن جدها الذي ظهر في صورة نشرها الجيش الإسرائيلي، قد تعرض للقتل العمد بإطلاق عدة أعيرة نارية عليه في منطقة الرأس والظهر وإعدامه خلال عبور طريق النزوح بطريقة بشعة.

آثار الدمار والكارثة في قطاع غزة جراء قصف الاحتلال - الأناضول
آثار الدمار والكارثة في قطاع غزة جراء قصف الاحتلال – الأناضول

إعدام الرئيس السابق للجامعة الإسلامية في غزة

وأبرز المرصد، إعدام الجيش الإسرائيلي الدكتور محمد عيد شبير (77 عاماً)، وهو الرئيس السابق للجامعة الإسلامية في غزة، مع زوجته رحاب محمد شبير (74 عاماً)، في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وأفادت ابنته للمرصد الحقوقي، بأن "الطائرات الإسرائيلية قصفت منزل خالتها في شارع أبو حصيرة في غزة، ما أدى إلى مقتل 5 مدنيين، ونجاة 15 غالبيتهم من النساء والأطفال، وكان منهم والدا وزوجة أخي نجاة أيوب الحلو وابن أخي محمد مالك شبير وقد خرجوا أحياء فارين إلى الشارع، حيث أرسلت والدتي رسالة استغاثة، وسمع صوت والدي بعد القصف ينادي على أحد أحفاده".

وأضافت: "بعد أكثر من 24 ساعة أجبر الجيش الناجين على إخلاء المكان، والخروج مشياً إلى مستشفى الشفاء، من بينهم بعض الجرحى وكبار السن، تاركين جثث القتلى تحت الأنقاض".

وتابعت: "في الطريق شاهد من خرجوا في طريقهم زوجة أخي وابن أخي وقد قتلوا في الشارع. وبعد بدء الهدنة بتاريخ 25/11/2023، عثر على والديّ في الشارع بالطريق المعاكس للشفاء جثمانين هامدين بعد أن تعرضا لإطلاق النار من قناص الجيش".

قصف مركز رعاية المسنين في غزة

ووثق المرصد مقتل مدير مستشفى الوفاء للمسنين الطبيب مدحت محيسن، وإصابة أطباء آخرين بعد قصف نفذته الطائرات الإسرائيلية للمركز، في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وأكد الأورومتوسطي، أن هذه الحالات ما هي إلا نموذج لعمليات إعدام وتصفية جسدية تعرض لها عشرات المسنين، في المناطق التي تشهد توغلات للقوات الإسرائيلية.

وذكر أن المسنين يدفعون ثمناً باهظاً للهجمات غير المتناسبة التي تنفذها القوات الإسرائيلية، فإلى جانب مقتل المئات منهم، أصيب عدة آلاف أيضاً بجروح.

صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لقواته في شمال قطاع غزة/ الجيش الإسرائيلي
صورة نشرها الجيش الإسرائيلي لقواته في شمال قطاع غزة/ الجيش الإسرائيلي

اعتقال عشرات المسنين في غزة.. تعرضوا للتنكيل والتعذيب

كما أشار الأورومتوسطي إلى توثيق اعتقال القوات الإسرائيلية العشرات من المسنين بمن فيهم رجال ونساء تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، وهناك حالة 80 عاماً، وتعرضوا إلى عمليات تعذيب وتنكيل دون أي مراعاة لحالتهم الصحية أو سنهم المتقدم، وحرموا من الحصول للعلاج، وفق إفادات من معتقلين مفرج عنهم.

وحذر المرصد بأن خطر الموت يتهدد جدياً عشرات الآلاف من المسنين بالنظر لأن 69% من هؤلاء المسنين يعانون من أمراض مزمنة، وأغلبهم لم يتلقَّ أي رعاية صحية بسبب غياب حد أدنى من الرعاية الصحية وخروج أغلب المستشفيات عن الخدمة، واستخدام إسرائيل التجويع كسلاح حرب.

كما أشار المرصد إلى المعاناة الخاصة التي يواجهها المسنون في مخيمات النزوح حيث تفتقر مراكز الإيواء ومخيمات النزوح لأي خدمات أو رعاية تلائم أوضاعهم الصحية وتقدمهم في العمر وعدم احتمالهم أجواء البرد، وحاجتهم المتكررة للذهاب إلى الحمام، في حين أن كل حمام مخصص لما يتراوح بين 700 – 1000 شخص على الأقل.

وأكد الأورومتوسطي أن هذه الفئة الهشة من المدنيين يفترض أن تحظى بحماية إضافية عن الحماية التي يوفرها القانون الدولي الإنساني للمدنيين، غير أن "إسرائيل استباحت كل ذلك وحولت كل الفئات الهشة من أطفال ونساء ومدنيين إلى أهداف مشروعة، وسط صمت وتواطؤ من المجتمع الدولي".

تحميل المزيد