في غزة نفد الوقود والآن الأشجار! الغارديان: حصار الاحتلال يدفع سكان القطاع لحرق ما يجدونه

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/18 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/18 الساعة 11:43 بتوقيت غرينتش
مخاوف من تدفق اللاجئين الفلسطينيين لمصر/ رويترز

يواجه سكان قطاع غزة أزمة وقود حادة، وأينما توجد أشجار، تُقطع لتوفير الوقود، وحين يتعذر على المواطنين العثور على الخشب، بما يشمل الأثاث والأبواب، يحرقون النفايات، مع منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الوقود اللازم، ما ينذر بأزمة إنسانية حادة، وفقاً لتقرير نشر في صحيفة "The Guardian" البريطانية، السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023.

ويلجأ الناس في قطاع غزة، إلى حرق ما يجدونه في المواقد التي يصنعونها من الطين أو المعادن القديمة أو الطوب، لطهي الطعام أو تدفئة أنفسهم، وذلك بعد أن حال الحصار الإسرائيلي دون توفر الغاز.

لكن توفير الوقود ليس بالمهمة السهلة؛ فقد يستغرق العثور على شجرة لقطعها ونقلها إلى المنزل ساعات، وتصحب ذلك مخاوف صحية من الدخان المنبعث، خاصة أن كثيرين يعيشون ظروفاً خانقة.

ووفقاً لبرنامج الغذاء العالمي، يعتمد 70% من النازحين في جنوب غزة على الحطب لتوفير الوقود، لكن عدد من لا يتوفر لديهم أي وقود تضاعف خلال الأسبوعين الماضيين إلى 15%.

وقال نظمي موافي (23 عاماً)، الذي يستخدم تطبيق التواصل الاجتماعي "سناب شات" لنشر تحديثات يومية من غزة، إن العثور على الحطب في هذا الطقس البارد من أكثر الأشياء التي تشغل الناس الآن، وهو يزداد صعوبة لنقص عدد الأشجار.

وقال موافي: "نقطع أي شجرة نجدها، لا نوع محدد، ونستخدم الحطب في الطهي وتناول الطعام وتسخين الماء للاغتسال به والشرب"، مضيفاً أن "البحث عن الحطب وإحضاره مهمة كبيرة".

وأضاف: "نذهب إلى الغابة، لكن المسافة إليها بعيدة جداً، وإحضار الحطب يستغرق ساعات، لأنك تقطع الأشجار، ثم تجرها مسافة طويلة عبر الأراضي الرملية حتى تصل إلى طريق رئيسي".

ويعيش موافي في رفح، جنوب غزة، التي وصل إليها عشرات الآلاف من النازحين الجدد خلال الأسبوعين الماضيين.

ظروف تكدس صعبة في رفح

وقالت الأمم المتحدة إن رفح تعاني ظروف تكدس صعبة، ولا تتوفر أماكن نوم لكثيرين، ولا مراحيض، وهذا يدفع الناس إلى استخدام المساحات المفتوحة، وهو ما حذرت من أنه يزيد خطر انتشار الأمراض.

وقال علي دالي، الذي نزح من مدينة غزة إلى رفح، إن الناس إما يشترون الخشب أو يقطعونه من الأشجار التي يجدونها في الشارع والأماكن العامة الأخرى، لكنهم يعرفون أن حرق الخشب يؤثر على صحتهم، وأضاف: "نحن نعيش مع المرض، من دخان الطبخ، ودخان الغارات الجوية، ومن البرد".

وأدى نقص الوقود والمياه النظيفة، فضلاً عن نقص الغذاء، إلى زيادة مستويات الجوع في غزة، وقال برنامج الأغذية العالمي إنه على مدى 12 يوماً، ارتفع عدد الأسر التي تعاني من الجوع الشديد من 38% إلى 56%.

وقالت شهد المدلل، التي تعيش أيضاً في رفح، إن الناس يستخدمون كل ما يعثرون عليه  لتوفير الوقود، سواء كان قصاصات الورق أم حتى أشجار الزيتون الثمينة.

 ولفتت إلى أن "أكتوبر/تشرين الأول هو موسم الزيتون وزيت الزيتون، ولكننا بدلاً من أن نحصده، نقطع أي شجرة نجدها كي نظل على قيد الحياة".

وتابعت: "نشعل النار ونعلن لكل أفراد العائلة أن لدينا ناراً حتى يحضروا الطعام الذي يرغبون في طهيه، هذا هو روتيننا اليومي".

وأشارت شهد إلى أن من لديهم أشجار قطعوها بالفعل، وبات من الصعب العثور على الخشب، مضيفة: "يستيقظ معظم الناس في الصباح ويبدأون في البحث عن أي شيء يمكنهم حرقه، والمضحك أنهم يبحثون عن المنشورات التي يلقيها الإسرائيليون من السماء لإعلام الناس بالإخلاء لإشعالها وصناعة الخبز منها".

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة نجم عنها استشهاد 18 ألفاً و800 فلسطيني، و51 ألف جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد