شدد رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، على ارتباط أمن بلاده بوجود تركيا، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في العاصمة المجرية بودابست.
إذ قال أوربان إنه "لا أمن للمجر من دون وجود تركيا"، مؤكداً أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخاطب الرئيس أردوغان قائلاً: "طرحتم مشروعاً كبيراً جداً للقرن القادم الذي سيكون قرنكم، ولإيماننا بذلك عقدنا الاتفاقات معكم".
كما أشار إلى رفع العلاقات التركية – المجرية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة، مضيفاً: "هذا هو الأقوى في الدبلوماسية من ناحية الصداقة والأخوة".
ارتقاء العلاقات
من جهته، أعلن الرئيس التركي، الارتقاء بالعلاقات بين تركيا والمجر إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية المعززة".
وقال أردوغان في هذا الخصوص: "من خلال الإعلان السياسي المشترك الذي أبرمناه مع أوربان، نقلنا علاقاتنا مع المجر إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية المعززة".
وأوضح أن حجم التجارة بين تركيا والمجر خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام الجاري، تجاوز 4 مليارات دولار، وتخطى بذلك إجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي".
وأضاف أردوغان أنه بحث مع أوربان علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي والقضايا الراهنة ومن ضمنها التطورات في أوكرانيا وغزة.
وبشأن أحداث غزة قال أردوغان: "تركيا تبذل جهوداً دبلوماسية مكثفة منذ اليوم الأول للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار ومنع انتشار الصراع".
وأردف: "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية رئيسية في توجيه الرسائل الصحيحة إلى إسرائيل وإنهاء المذبحة (في غزة)".
وأكد الرئيس التركي أن بلاده تعمل بكل ما أوتيت من قوة لإنهاء الوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة بأقرب وقت ممكن.
وقال أيضاً: "مع التطورات الأخيرة، رأينا مرة أخرى أن إقامة دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة ووحدة جغرافية ضمن حدود عام 1967، أصبح أمراً لا مفر منه".
وصرح أردوغان بأن بلاده شددت منذ اليوم الأول لبدء الصراع بين روسيا وأوكرانيا، على ضرورة التركيز على العمل الدبلوماسي من أجل حل الخلافات بين الجانبين.
وأعرب عن سعادته للتواجد بالمجر في اليوم الذي يصادف الذكرى السنوية المئة لتوقيع معاهدة الصداقة بين البلدين.
ولفت إلى أن العلاقات الودية بين تركيا والمجر والتي تستمد قوتها من الروابط التاريخية والثقافية، تمتد إلى ما هو أبعد من قرن.
"شراكة استراتيجية"
وتطورت العلاقة بين البلدين منذ سنوات إلى "شراكة استراتيجية"، ورغم أن البلدين ضمن الحلفاء في "الناتو"، فإنهما يتبعان سياسات أكثر استقلالية عن موقف الحلف، قائمة على المصالح الوطنية الخاصة. ويشترك البلدان في أنهما يتلقيان ردود فعل من الولايات المتحدة ودول "الناتو"، بسبب موقفيهما تجاه روسيا، كما أنهما يثيران القلق بسبب علاقاتهما المستقلة مع الصين والدول العربية.
وبينما تشكل المجر تحالفاً إقليمياً مع دول أوروبا الشرقية، المعروفة باسم "مجموعة فيشغراد" أو "V4" في الاتحاد الأوروبي، فإن تركيا تقوم بإقامة تعاون مماثل مع المجلس التركي في آسيا.
وبينما تسعى المجر للدخول إلى آسيا عبر بوابة المجلس التركي، فإن تركيا تسعى ليكون لها موطئ قدم داخل الاتحاد الأوروبي، بمساعدة المجر ودول "مجموعة فيشغراد".
وذكر تقرير لـ"بي بي سي" بالنسخة التركية، أن هناك أسباباً عدة لاعتبار تركيا الصديق الوثيق في العديد من القضايا، مثل الأمن والاقتصاد والأمن القومي بالنسبة للمجر.
ويرى التقرير أن السبب الأساسي لتعميق العلاقة بالنسبة للزعيم المجري رئيس الوزراء فيكتور أوربان، هو أن العلاقات الإيجابية مع تركيا، وإلى حد ما مع روسيا، عامل مهم في إضعاف السياسات الليبرالية التي تهيمن في الدول الغربية ويعارضها.
وتدعم المجر عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، لكن اللافت أن بودابست ستتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي اعتباراً من منتصف العام المقبل، ما سيسهم في تقدم المفاوضات بين تركيا والاتحاد في ظل قيادتها.