أعلنت شركات شحن عملاقة، السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، تعليق مرور سفنها عبر البحر الأحمر، وهو ممر تجاري رئيسي، بعد هجمات الحوثيين في اليمن على السفن المتوجهة إلى إسرائيل، وذلك دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مستمر منذ 72 يوماً.
حيث قالت شركات ميرسك الدنماركية، وهاباغ-لويد الألمانية، و"سي إم آ سي جي إم" الفرنسية، و"إم إس سي" الإيطالية السويسرية، إن سفنها لن تستخدم البحر الأحمر "حتى إشعار آخر" أو حتى الإثنين على الأقل أو "حتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمناً"، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية السبت.
البحر الأحمر هو "طريق البحر السريع" الذي يربط المتوسط بالمحيط الهندي، ويمر عبره حوالي 20 ألف سفينة سنوياً. وفي الأسابيع الأخيرة زاد المتمردون اليمنيون القريبون من إيران هجماتهم قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، الذي يفصل شبه الجزيرة العربية عن أفريقيا.
فيما حذَّر الحوثيون من أنهم سيستهدفون السفن المبحرة قبالة سواحل اليمن، والتي لها صلات بإسرائيل، رداً على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما حذَّر الحوثيون من أي محاولة للهجوم على اليمن، خاصةً بعد الحديث عن "تحالف دولي" لمواجهة تهديداتهم.
بينما أسقطت سفن حربية أمريكية وفرنسية عدة صواريخ وطائرات مسيّرة أثناء قيامها بدوريات في المنطقة. كما أعلن وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، السبت، أن المدمرة البريطانية إتش إم إس دايموند أسقطت "ما يعتقد أنها مسيّرة هجومية كانت تستهدف الملاحة التجارية في البحر الأحمر" ليل الجمعة السبت.
أعلن الحوثيون الجمعة أنهم نفذوا "عملية عسكرية ضد سفينتي حاويات إم إس سي ألانيا وإم إس سي بالاتيوم". ووفق القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط (سنتكوم)، تعرضت سفينة إم إس سي ألانيا للتهديد فقط ولم يتم استهدافها بأسلحة، بينما أصيبت إم إس سي بالاتيوم 3 بصاروخ باليستي.
طريق بديل لتجنُّب هجمات الحوثيين
ذكرت مجموعة "إم إس سي" في بيان السبت تعرضها لهجوم، مؤكدة عدم إصابة أي من أفراد طاقمها، وأن السفينة نفسها تعرضت "لأضرار محدودة بسبب اندلاع حريق" نتج عن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر.
أضافت "بسبب هذا الحادث وحفاظاً على حياة وسلامة بحّارتنا، وحتى يصبح المرور عبر البحر الأحمر آمناً، لن تعبر سفن إم إس سي قناة السويس"، بوابة دخول وخروج السفن المارة عبر البحر الأحمر. وتابعت "سيتم إعادة توجيه بعض السفن لتمر عبر رأس الرجاء الصالح" في أقصى جنوب أفريقيا.
سيؤدي هذا الالتفاف على أفريقيا بسبب هجمات الحوثيين إلى إطالة مسار الرحلات بشكل كبير، فالرحلة بين روتردام وسنغافورة مثلاً ستطول بنسبة 40% من حوالي 8400 ميل بحري (15550 كيلومتراً) إلى 11720 ميلاً (21700 كيلومتر)، وفق شركة "إس أند بي غلوبل".
سلكت العديد من السفن، لا سيما من شركتي ميرسك و"إم إس سي" هذا الطريق بالفعل في الأيام الأخيرة، حسب ما أوضحت الشركة. وطلبت "إم إس سي" من زبائنها "إظهار التفهم في هذه الظروف الخطيرة".
في اليوم نفسه قررت شركة النقل البحري الفرنسية الرائدة "سي إم آ سي جي إم"، "الطلب من كل سفن حاويات "سي إم آ سي جي إم" في المنطقة التي يفترض أن تمر في البحر الأحمر التّوجه إلى مناطق آمنة"، أو عدم مغادرة المياه التي تعدّ آمنة "بأثر فوري وحتى إشعار آخر".
أضافت شركة النقل البحري الفرنسية مبررة قرارها "الوضع مستمر في التدهور والمخاوف الأمنية تتزايد" في ظل استمرار هجمات الحوثيين، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية.
من جانبها، دعت غرفة الشحن البحري الدولية في بيان "الدول المؤثرة في المنطقة" إلى العمل "في شكل عاجل لوضع حد لتصرفات الحوثيين الذين يهاجمون البحارة والسفن التجارية، ونزع فتيل ما يشكل الآن تهديداً خطيراً للغاية للتجارة الدولية".
وفق الغرفة التي تتخذ مقراً في لندن، يمر 12% من التجارة العالمية عادة عبر البحر الأحمر. وتؤكد أن تجنب البحر الأحمر ينطوي على تكاليف وتأخيرات إضافية تضر بالقطاع وتدفق التجارة.
بحسب شركة "إس أند بي"، صار عدد متزايد من شركات النقل يطالب بتعويضات بسبب المخاطر الإضافية للمرور من البحر الأحمر.