منظمة حقوقية: الجيش المصري ينتهي من بناء جدار خرساني وسواتر ترابية على الحدود مع غزة (فيديو)

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/16 الساعة 19:09 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/16 الساعة 19:09 بتوقيت غرينتش
إغلاق معبر رفح بعد قصف إسرائيل له مرتين/رويترز، أرشيفية

قالت مؤسسة حقوقية مصرية  مساء السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، إنها حصلت على فيديو حصري يظهر انتهاء السلطات المصرية من تعزيز السياج الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، شمال شرق سيناء بجدار خرساني وسواتر ترابية، وتفكيك أبراج المراقبة المحاذية لمحور فيلادلفيا وإعادة بنائها غرباً داخل الأراضي المصرية.

وقالت منظمة "مؤسسة سيناء"، إنه قبل عدة سنوات كانت الحدود المصرية الفلسطينية عبارة عن جدار خرسانة لا يزيد ارتفاعه عن 1 متر ويعتليه سلك شائك، وبعد سنوات تم تطويره إلى صناديق حديد فارغة تم إملاؤها بالرمال ومن ثم تطويره إلى جدار من الحجارة والأسمنت، وبعد عام 2013 قام الجيش المصري ببناء سياج فاصل من الحديد الفولاذ من البحر غرباً حتى كرم أبو سالم شرقاً، مع إعادة إعمار الشارع الحدودي من ساحل المتوسط غرباً حتى منطقة كرم أبو سالم شرقاً، وقام بوضع سواتر ترابية تبعد عن الجدار الحديدي ما يقارب 400 متر.

الجيش المصري يضع سواتر على الحدود مع غزة 

كذلك قالت المنظمة الحقوقية إنه وقبل أسابيع، قامت قوات الجيش المصري بوضع سواتر ترابية جديدة تبعد نحو 200 متر عن السياج الحدودي الفاصل بين مصر وقطاع غزة، قبل أن تشرع قبل أيام بالبدء في وضع جدار جديد من الكتل الخرسانية بارتفاع نحو 8 إلى 10 أمتار على طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة شمال شرق سيناء.

تأتي خطوة الجيش المصري في ظل حديث متواتر عن رغبة الاحتلال الاسرائيلي في تهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء، وهو ما ترفضه السلطات المصرية، حسب تصريحات شتى قالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وكذلك مسؤولون في الحكومة المصرية.

ومع استهداف القنابل الإسرائيلية قطاع غزة، يضطر سكان القطاع إلى التكدس على الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية في مدينة رفح ويقولون إنه لم يعد لديهم أي مكان للفرار إليه.

نزوح مئات الآلاف في غزة 

نزح مئات الآلاف من منازلهم، ولكن مع اقتراب القصف مجدداً يخشى الكثيرون من أن يكون الخيار الوحيد المتاح أمامهم للبقاء على قيد الحياة هو النزوح إلى سيناء. لكنهم لا يريدون ذلك ويقولون إنهم إذا نزحوا إلى سيناء فقد لا يعودون أبداً.

وقالت أم أسامة (55 عاماً)، وهي من شمال قطاع غزة، لكنها تعيش الآن في مدينة رفح: "خايفة أن تصل العملية العسكرية إلى رفح، ما في أمان ولا في منطقة للأسف". وأضافت "بعد رفح أين نذهب؟".

سيناء العفو الدولية مصر
قوات من الجيش المصري في سيناء /أرشيف

ورفضت أم أسامة والعديد من سكان غزة النازحين فكرة الفرار عبر الحدود إذا كانت الظروف مواتية لذلك. وقالت: "لا نريد التهجير بتاتاً، بدنا نرجع على بيوتنا وعلى ردم بيوتنا مهما كانت".

وتخشى أم أسامة وغيرها من سكان غزة من تهجيرهم على غرار أسلافهم، إذ إن العديد من سكان غزة ينحدرون من نسل الفلسطينيين الذين أجبروا على الفرار من منازلهم بعد إقامة دولة إسرائيل في عام 1948.

وقالت أم عماد (73 عاماً) والتي تعيش أيضاً في مدينة رفح: "لو خيروني بين أظل تحت القصف أو التهجير أختار أظل.. لو قيل لنا نرجع لغزة ولسه هناك ممر آمن ودبابات أرجع لغزة وأتحمل".

وفي مواجهة الهجوم الجوي الإسرائيلي المستمر منذ أسابيع ونيران الدبابات القريبة والقوات البرية التي قالت إسرائيل إنها تستهدف مطاردة مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اضطر نحو 85% من الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وعددهم 2.3 مليون نسمة، إلى التوجه إلى جنوب القطاع المحاصر.

وطالبت إسرائيل سكان غزة بالتوجه جنوباً لتجنب الوقوع في مرمى نيرانها ضد حركة حماس. لكن الجيش الإسرائيلي يقصف المناطق الجنوبية التي فرّ إليها السكان أيضاً.

اقتحام قوات الاحتلال لقطاع غزة| الأناضول

هجوم إسرائيلي على غزة 

كان شمال غزة هو المحور الأولي للهجوم الذي شنته إسرائيل على القطاع بعد هجوم لمسلحي حماس أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 شخصاً في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حسبما أعلنت إسرائيل.

وتكتسب مدينة رفح في الجنوب أهمية استراتيجية لأنها تضم ​​المعبر الوحيد الذي يعمل حالياً في غزة وتسلم من خلاله المساعدات والذي لا تسيطر عليه إسرائيل، لكن المدينة بدأت تتعرض لقصف مكثف في الآونة الأخيرة.

في سياق موازٍ، قال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، قبل أيام إن مصر تدفع باتجاه تسريع إيصال المساعدات الإنسانية لغزة، بعدما انخفضت كميات المواد الإغاثية التي تصل إلى القطاع مع انتهاء الهدنة في الأول من ديسمبر/كانون الأول.

الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة أمريكا
هجمات جوية إسرائيلية مكثفة على غزة/الأناضول

وأضاف رشوان أن مصر لن تسمح أبداً بإفراغ قطاع غزة من سكانه، حيث تدفعهم الحملة العسكرية الإسرائيلية جنوباً نحو الحدود مع شبه جزيرة سيناء المصرية. ومضى رشوان يقول إن مصر تعتقد أن العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل تستهدف دفع الفلسطينيين إلى التوجه إلى الأردن.

ومنذ بدء الصراع في غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبح معبر رفح على الحدود مع مصر نقطة الدخول الوحيدة لشاحنات المساعدات التي تحمل الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها من الغذاء والعقاقير والمياه والوقود.

وانخفض عدد الشاحنات التي تعبر يومياً في الأيام القليلة الماضية إلى أقل من 100، من نحو 200 أثناء تطبيق الهدنة التي استمرت أسبوعاً. وأمس الأربعاء، دخلت 80 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية و69 ألف لتر من الوقود إلى غزة قادمة من مصر، بحسب الأمم المتحدة.

وتضغط مصر، إلى جانب الأمم المتحدة، على إسرائيل لتسريع عملية التفتيش على شاحنات المساعدات التي تتطلب قيادة المركبات إلى الحدود المصرية مع إسرائيل قبل العودة إلى رفح.

قتلى وجرحى في سلسلة غارات إسرائيلية على قطاع غزة/الأناضول
تحميل المزيد