خلّف جيش الاحتلال الإسرائيلي دماراً كبيراً بعد 3 أيام من عملية عسكرية في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية أسفرت عن استشهاد 12 فلسطينياً، قبل انسحابه عصر الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2023، فقد أظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، حجم الأضرار والخسائر الفادحة نتيجة الخراب الذي خلفته آليات وجرافات الاحتلال.
فقد دمرت الآليات العسكرية الإسرائيلية شوارع المخيم وضمنها بنيته التحتية، من شبكات صرف صحي وكهرباء ومياه واتصالات.
المنزل احترق كاملاً
بمجرد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المخيم عاد مئات السكان لتفقد منازلهم وممتلكاتهم، وكان الجيش الإسرائيلي قد انسحب من مخيم جنين بالكامل عصر الخميس.
تقول صابرين عارف (33 عاماً)، من سكان حي الدمج في مخيم جنين، وهي تتفقد منزلها المحترق بعد الانسحاب الإسرائيلي، إنها نزحت منه جراء العملية العسكرية التي استمرت نحو 3 أيام.
كما أضافت: "أطفالي أصيبوا بالخوف والهلع جراء التفجيرات والرصاص والاقتحامات، والآن منزلي المكون من 3 طوابق، لا شيء فيه، احترق بالكامل".
بدوره، قال ماهر نافع (70 عاماً)، وهو يقف على ركام منزله المدمر: "منذ الساعات الأولى للاقتحام، حوّل الجيش الإسرائيلي منزلي إلى نقطة عسكرية، وتم التحقيق معنا، ثم أجبرنا على الرحيل منه".
كما تابع أنه "بعد ساعات من إخلاء البيت، تم تفجيره بالكامل، ثم تحول إلى كومة ركام".
وأشار إلى أن "عدداً من المنازل المجاورة تضررت جراء تفجير منزلي"، متسائلاً: "لأي سبب تم تفجير المنزل؟!".
اقتحامات وتنكيل بالأهالي
في السياق ذاته، تقول الفلسطينية سميرة أبو غبارية (55 عاماً)، إن القوات الإسرائيلية تهجمت على عائلتها، ودمرت محتويات المنزل.
وأردفت: "تم التحقيق معنا لساعات، ولدي ولدان رهن الاعتقال، حيث طلب منا إخلاء المنزل، وخرجنا مع قليل من المتاع".
فيما يسرد سكان آخرون في المخيم مشاهد من الاقتحام، والتحقيق الميداني الذي أجرته القوات الإسرائيلية مع السكان، وسط تدمير ممتلكات السكان وتفجير بعض المنازل.
وتشهد الضفة الغربية موجة توتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي، تتخللها عمليات دهم واعتقالات للفلسطينيين.
فيما يكثف الجيش الإسرائيلي عمليات الاقتحام والاعتقال والقتل في بلدات ومدن الضفة الغربية، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تدنيس المساجد
قبل ساعات، انتشرت بشكل واسعٍ مشاهد بثها جنود الاحتلال الإسرائيلي، تظهرهم وهم يؤدون صلوات تلمودية عبر مكبرات الصوت، بعد تدنيس أحد المساجد في مخيم جنين، الذي يشهد عدواناً لليوم الثالث على التوالي.
يظهر في الفيديو جندي من جيش الاحتلال يرتدي حذاءه، وهو يمسك بالميكروفون عند محراب المسجد، ويردد صلاة تلمودية، فيما تبادل الجنود الآخرون الضحكات.
كما نشر الوزير اليميني المتطرف، إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، في تدوينة على حسابه بـ"تليغرام"، مقطع فيديو قصيراً للجندي الإسرائيلي، وكتب معلقاً: "صلاة يؤديها جنودنا الأبطال في مسجد بجنين".
اقتحام جنين
في وقت سابقٍ الخميس، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها، إن "عدد شهداء مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية ارتفع منذ الثلاثاء، إلى 12 فلسطينياً، سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، فيما أصيب 34 بالرصاص الحي، بينهم 3 بحالة خطيرة".
بذلك يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 287، وفق معطيات لوزارة الصحة الفلسطينية، رصدتها الأناضول.
وكان الجيش الإسرائيلي قد نفذ عملية عسكرية واسعة في جنين ومخيمها، فجّر خلالها 20 منزلاً، واعتقل 700 فلسطيني، أفرج عن غالبيتهم بعد تحقيق استمر لساعات، وفق تصريحات كمال أبو الرب، القائم بأعمال محافظ جنين لـ"الأناضول".