شارك موظفون في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء الأربعاء 13 ديسمبر/كانون الأول 2023، في وقفة احتجاجية أمام البيت الأبيض، للمطالبة بوقف دائم لإطلاق النار في غزة، في وقت بعث فيه السيناتور الأمريكي بيرني ساندرز برسالة يدعو فيها الرئيس بايدن إلى سحب دعمه لمساعدات عسكرية إضافية بقيمة 10 مليارات دولار لإسرائيل.
وشارك في الوقفة العديد من موظفي الإدارة وموظفي الخدمة المدنية، ومن بين أولئك الذين حضروا جوش بول، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الذي استقال من منصبه احتجاجاً على سياسة إدارة واشنطن في الحرب التي يشنها الاحتلال ضد غزة.
مطالبات بوقف دائم لإطلاق النار بغزة
قالت المجموعة في بيان مشترك لها، بحسب ما نشرته شبكة CNN الأمريكية: "لقد انتهى وقف إطلاق النار المؤقت قبل 13 يوماً، وقد شعرنا بالفزع عندما رأينا الاستئناف الكامل لعمليات القتل والتهجير والقصف للمدنيين الفلسطينيين في غزة، ولم يكن التوقف المؤقت لهذا العنف كافياً على الإطلاق. يجب أن نتحرك بشكل عاجل لإنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح وتحقيق اتفاق فوري ودائم لوقف إطلاق النار وعودة جميع الرهائن". وأضاف البيان "الشعب الأمريكي والمؤسسات المحترمة مثل الأمم المتحدة يطالبون بوقف إطلاق النار، لكن هذه الإدارة لم تستمع بعد، نطالب الرئيس بايدن وأعضاء مجلس الوزراء بالتحدث، والدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن والوقف الفوري للتصعيد الآن".
ويشار إلى أنه في وقت سابق كشفت وثيقة مسربة عن انتقادات لاذعة وجهها موظفون في وزارة الخارجية الأمريكية لتعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وقال الموظفون في "مذكرة معارضة" إن الولايات المتحدة يجب أن تكون على استعداد لانتقاد إسرائيل علناً.
وقبل أسابيع وقع مئات الموظفين في إدارة بايدن رسالة تدعو الرئيس إلى دعم وقف إطلاق النار في الصراع بين إسرائيل وحماس، تم التوقيع على الرسالة من قِبل الموظفين الذين يعملون في أكثر من 30 إدارة ووكالة، بما في ذلك وكالة حماية البيئة ومكتب التحقيقات الفيدرالي وناسا.
دعوات لوقف المساعدات الأمريكية لإسرائيل
بالتزامن قال السيناتور الأمريكي ساندرز، في رسالة بعث بها إلى بايدن إن الدعم العسكري القوي الذي تلقته إسرائيل من واشنطن، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، جعل واشنطن متواطئة في انتهاكات القانون الدولي.
أضاف ساندرز بحسب ما نشره موقع "ميديل إيست آي" البريطاني: "النهج العسكري الحالي الذي تتبعه حكومة نتنياهو غير أخلاقي وينتهك القانون الدولي، ويجب على الولايات المتحدة إنهاء تواطؤها في تلك الأعمال".
يشار إلى أنه منذ بدء الحرب في غزة قدّمت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 15 ألف قنبلة ونحو 60 ألف قذيفة مدفعية إلى إسرائيل، وفقاً لصحيفة وول ستريت جورنال.
ورغم أن التتبع السريع الفوري للأسلحة أدى إلى استقالة المسؤول الكبير في وزارة الخارجية جوش بول، الذي أشرف على عمليات نقل الأسلحة، فقد استمر إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، فيما أعلنت إدارة بايدن في وقت سابق أنها تجاوزت الكونجرس، للموافقة على نقل 14 ألف قذيفة دبابة إلى إسرائيل.
جرائم الاحتلال في غزة
يأتي هذا في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 18 ألفاً و608 قتلى و50 ألفاً و594 مصاباً منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مؤكدةً أن الاحتلال ارتكب 16 مجزرة وإبادة جماعية خلال الساعات القليلة الماضية، وذلك في الوقت الذي أعلنت فيه وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن خدماتها في القطاع "على شفا الانهيار".
المدير العام لـ"الأونروا"، فيليب لازاريني، قال إن قدرة الوكالة على تقديم الخدمات في قطاع غزة الذي مزّقته الحرب على وشك الانهيار، بعد مقتل أكثر من 130 من موظفيها في القطاع، كما أضاف لازاريني: "تعتمد الاستجابة الإنسانية برمتها إلى حد كبير على قدرة الأونروا، إنها الآن على وشك الانهيار".
ويُصعد جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه لمستشفيات القطاع والبنى التحتية، وسط تفاقم الكارثة الإنسانية بين السكان، خاصةً في محافظة رفح جنوب القطاع، حيث ضاعفت الأمطار معاناة النازحين داخل أحد مراكز الإيواء التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وفق مراسل الأناضول.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلَّفت إلى جانب القتلى والجرحى دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.