ارتفع، الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2023، عدد شهداء مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية منذ الثلاثاء إلى 11 فلسطينياً، سقطوا برصاص الجيش الإسرائيلي، الذي يواصل لليوم الثالث اقتحامه للمخيم والمدينة والاشتباك مع مقاومين، بينما يستمر جيش الاحتلال في شن حملات اعتقالات في الضفة بعد مداهمة البلدات والمدن.
إذ أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، الخميس، باستشهاد أحد المصابين متأثراً بإصابته بقصف مسيرة تابعة للاحتلال مساء الأربعاء.
وفي ساعات متأخرة من الليل، استشهد الشاب أحمد جمال أبو زينة (27 عاماً)، والفتى بشار هيثم أبو زيد، وأصيب 10 آخرون منهم اثنان بجروح خطيرة في قصف من طائرة إسرائيلية مسيّرة استهدف مجموعة من الفلسطينيين في الحي الشرقي من المدينة؛ ليرتفع عدد شهداء العدوان إلى 11 منذ الثلاثاء الماضي.
اشتباكات مع مقاومين
وعلى أثر الاقتحامات المتواصلة، استقدمت قوات الاحتلال تعزيزات وآليات إضافية إلى محيط الحي الشرقي، وسط تصاعد في حدة الاشتباكات مع المقاومين من أبناء المدينة من صباح الخميس.
يأتي هذا بينما نشرت وسائل إعلام فلسطينية مقاطع فيديو لآثار تفجير الاحتلال لأحد المنازل في شارع مهيوب قرب مخيم جنين، خلال العملية العسكرية المستمرة لليوم الثالث.
وفي مقطع فيديو آخر، أظهر مواصلة قوات الاحتلال عرقلة عمل مركبات الإسعاف، قرب مستشفى جنين الحكومي.
كما واصل الاحتلال انتهاكاته في المخيم، حيث وثق فيديو آخر جنود الاحتلال وهم يغنون أغاني (طلاسم تلمودية) عبر مكبرات الصوت في مسجد بجنين.
في غضون ذلك، قالت منظمة أطباء بلا حدود إن "الناس يموتون في جنين شمال الضفة الغربية لعدم تمكنهم من الوصول إلى المستشفيات بسبب عملية عسكرية إسرائيلية".
مداهمات واعتقالات
في السياق، نفذت قوات الاحتلال، فجر الخميس، حملة مداهمات واقتحامات واسعة طالت عدة مدن وبلدات بالضفة الغربية.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، فقد اقتحم الاحتلال قرى قباطية ورمانة والزبابدة والسيلة الحارثية واليامون بقضاء جنين شمال الضفة الغربية، وشن سلسلة اعتقالات في صفوف المواطنين.
كما اعتقل الاحتلال 30 فلسطينياً في قرية تلفيت جنوبي نابلس، وداهم منازل في بلدة بيت إيبا شمال غرب نابلس، واعتقل شابين.
ويتواصل ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين بالضفة الغربية، إثر تنفيذ الجيش الإسرائيلي يومياً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مداهمات واقتحامات لقرى وبلدات الضفة والقدس، تصحبها مواجهات وإطلاق للرصاص وقنابل الغاز، اعتقل خلالها نحو 3792 فلسطينياً، وفق أحدث إحصائية لمؤسسات مختصة بشؤون الأسرى.
وكثف الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية، بالتزامن مع حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما خلّف آلاف القتلى والجرحى.
فمنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت حتى الأربعاء 18 ألفاً و608 شهداء و50 ألفاً و594 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر أممية.