“أفعل هذا لأجل شعبي”.. فلسطيني يضرب عن الطعام في بريطانيا منذ 50 يوماً احتجاجاً على حرب غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/13 الساعة 11:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/13 الساعة 11:01 بتوقيت غرينتش
عشرات الشهداء نتيجة القصف الإسرائيلي العنيف للقطاع - رويترز

خسر البريطاني الفلسطيني وائل عرفات (28 عاماً) قرابة 20 كيلوغراماً من وزنه منذ بدأ إضراباً عن الطعام قبل 50 يوماً وهو يطالب الحكومة البريطانية بالتحرك لوقف القصف الإسرائيلي المستمر منذ شهرين على قطاع غزة.

وقال عرفات لموقع Middle East Eye البريطاني من مستشفى في باث، جنوب غرب إنجلترا، التي يتلقى به العلاج: "أعلم أنني قد أموت. وأعلم أن صحتي قد تتدهور".

وأضاف: "لا أريد أن أموت. لكنني أفعل هذا من أجل شعبي الذي يعاني. جميع من في غزة إخواني واخواتي".

غزة الاحتلال الإسرائيلي
أكثر من 100 موقع قصفه الاحتلال / shutterstock

وفقد عرفات، وهو في الأصل من دير البلح وسط غزة، والديه حين كان في الخامسة من عمره وربته جدته في القطاع المحاصر، قبل أن ينتقل إلى المملكة المتحدة حين كان مراهقاً صغيراً.

وانقطع عن الطعام والشراب في 22 أكتوبر/تشرين الأول، بعد أن علم أن أخته وأبناءها الأربعة قتلوا في غارة جوية للاحتلال الإسرائيلي على منزلهم في مدينة غزة.

إذ قال عرفات للموقع: "أخبروني بأنهم في المنزل وأنهم بأمان، وأنهم قد يضطرون إلى إخلاء المنزل. سألتهم إلى أين ستذهبون؟ قالوا لا نعرف. واتصلت بي أختي لتخبرني بأنهم ظلوا في المنزل وقد يُقتلون. وكانت تلك آخر مكالمة أجريتها معها. لم تتح لي فرصة لقائها".

يعيش الصدمة من جديد

خلال الأسبوع الماضي، تناول عرفات كمية صغيرة من السوائل عبر التقطير الوريدي، بعد أن أخبره الأطباء بأن حالته تدهورت بدرجة خطيرة، وقال إنه ارتأى أن الإضراب عن الطعام هو الطريقة الوحيدة لإيصال صوته.

مضيفاً: "هذا بالضبط ما يفعلونه في السجون الإسرائيلية"، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين الذين يضربون عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم والظروف غير الإنسانية في السجون الإسرائيلية. "لا صوت لهم، ولا حيلة لديهم سوى الإضراب عن الطعام".

فيما قالت والدة عرفات بالتبني، باتريشيا ديفيس توماس، لموقع Middle East Eye، إن عائلته في بريطانيا تشعر بقلق بالغ عليه، وأضافت: "عائلتي بأكملها منزعجة. نريد أن يكون وائل بخير وأن يعود إلى المنزل. أريده أن يعرف أنه لا بأس بأن يحتج لكن هذا لا يعني أن يموت وهو يفعل".

وأضافت: "نريده أن يظل على قيد الحياة حتى يستمر في دعم الشعب الفلسطيني".

وتبنت باتريشيا وزوجها عرفات عام 2009 بعد وصوله إلى المملكة المتحدة وعمره 14 عاماً. وقالت إنهما حصلا على "سطر واحد فقط من المعلومات" عنه في ذلك الوقت، لكنها سرعان ما أدركت أنه مصاب بصدمة حادة نتيجة ما شهده في غزة.

وقالت: "لم نكن نعرف أي شيء عن فلسطين أو عن وائل. وأخبرته بعد مجيئه أنني سأقف إلى جانبه دوماً. كان يحتاج فقط إلى شخص بجواره. وهو جزء مهم من عائلتنا".

كما أشارت باتريشيا إلى أن عرفات كان يعاني بشدة بسبب ما حل بوطنه خلال الشهرين الماضيين، وقالت إن "الصدمة التي عاشها في فلسطين يعيشها من جديد".

انتقادات للحكومة البريطانية

قال عرفات إنه يعتزم مواصلة إضرابه عن الطعام حتى تدعم الحكومة البريطانية وقف إطلاق النار، وقال: "أريد من الحكومة البريطانية أن تفعل شيئاً، وأريد أن تتوقف الحكومة الإسرائيلية عن قتل الناس". وكتبت والدته بالتبني إلى النائب المحلي كريس سكيدمور لإبلاغه بحالة عرفات.

وقالت باتريشيا: "أرسل لي سكيدمور رداً طويلاً عن حماس. ولم يقدم لوائل أي دعم. أخبرته بأن كل هذه المصطلحات لا تريحني، فهي لا تساعد من يعانون بالفعل".

وسكيدمور، الذي ينتمي إلى حزب المحافظين الحاكم، هو واحد من عشرات النواب الذين امتنعوا عن التصويت لصالح تعديل طرحه الحزب الوطني الاسكتلندي يدعو إلى وقف إطلاق النار في 16 نوفمبر/تشرين الثاني. وتم التصويت ضد التعديل بأغلبية 294 صوتاً مقابل 125 صوتاً.

حرب غزة الاحتلال الإسرائيلي
مظاهرات في العاصمة البريطانية لندن لدعم القضية الفلسطينية/ رويترز

وتوجهت كارلا دينير، المستشارة المحلية في بريستول وزعيمة حزب الخضر، لزيارة عرفات في المستشفى يوم الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول. 

وقالت دينير: "وائل أخبرني بأنه يشعر بأن عضو البرلمان الذي يمثله والحكومة البريطانية يتجاهلانه. وليس وحده، فحكومة حزب المحافظين والمعارضة من حزب العمال تتجاهلان ثلاثة أرباع سكان المملكة المتحدة الذين يرغبون في وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين".

وقال عرفات إنه يتمنى أن يعود إلى غزة في المستقبل القريب، مضيفاً: "أحلم بالعودة إلى غزة. لو كنت هناك، لعملت في خدمة الإسعاف أو في منظمة حقوقية. أو أساعد بأي شيء".

تحميل المزيد