إحباط متزايد بإدارة بايدن من نتنياهو.. مسؤولون أمريكيون: دوافع انتخابية وراء هجومه على السلطة الفلسطينية

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/12 الساعة 09:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/12 الساعة 16:38 بتوقيت غرينتش
الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل مع رئيس وزرائها /رويترز

نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل"، الثلاثاء، 12 ديسمبر/كانون الأول 2023، عن مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مقتنعة بشكل متزايد بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ إجراء "حملة انتخابية" مع تصعيد خطابه ضد السلطة الفلسطينية.

وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن "هذا ليس نهجاً على مستوى الحكومة، بل هو صادر بشكل أساسي من رئيس الوزراء، وهو أمر مثير للاهتمام"، فيما أشار الموقع الإسرائيلي إلى أن ربط دوافع نتنياهو بالمصالح السياسية بدلاً من المصالح الأمنية يبدو أنه يكشف عن الإحباط المتزايد في واشنطن تجاهه.

تجنب نتنياهو لمدة شهر تقريباً بعد الهجوم في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أي ذكر للسلطة الفلسطينية في تصريحاته العلنية، وركز بدلاً من ذلك على هدفي الحرب الرئيسيين: "القضاء على حماس، وإعادة الرهائن من غزة".

وأشار الموقع الإسرائيلي إلى أن "الولايات المتحدة دعمت هذه الأهداف، في حين ضغطت على تل أبيب لبدء التخطيط لمن سيحكم القطاع بعد الحرب، وأوضحت بشكل متزايد أنها ترغب في أن تتولى السلطة الفلسطينية القيادة".

وترى الإدارة الأمريكية أن "وجود هيئة حاكمة موحدة لكل من الضفة الغربية وغزة سيمكّن الفلسطينيين من التفاوض بشكل أفضل على حل الدولتين مع إسرائيل".

في 15 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه "يجب أن تكون هناك سلطة فلسطينية. ويجب أن يكون هناك طريق إلى الدولة الفلسطينية"، فيما أوضح وزير خارجيته أنتوني بلينكن أن هناك حاجة إلى "إعادة تنشيط" السلطة الفلسطينية التي تعاني من ضائقة مالية ولا تحظى بشعبية محلية، قبل العودة إلى غزة، وأنه ستكون هناك حاجة إلى قوات دولية أو عربية لإدارة غزة في هذه الأثناء.

واستبعد نتنياهو الفكرة الأخيرة في 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وأخبر مجموعة من رؤساء المستوطنات الجنوبية بأن "إسرائيل لن تعطي غزة للقوات الدولية"، وفي اليوم التالي هاجم السلطة الفلسطينية، وقال: "لن تكون هناك سلطة مدنية تعلِّم أطفالها كراهية إسرائيل، وقتل الإسرائيليين، والقضاء على دولة إسرائيل"، بحسب الموقع الإسرائيلي.

وذكر الموقع الإسرائيلي أن نتنياهو كرر هذه الانتقادات ضد رام الله في الأسابيع التي تلت ذلك، لكنّ مسؤولاً إسرائيلياً أكد أن رئيس الوزراء لم يستبعد صراحة عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وأصر فقط على أنها بحاجة إلى الخضوع "لإصلاح كبير".

في 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، صرّح نتنياهو بأنه طالما أنه رئيسٌ للوزراء فإن السلطة الفلسطينية لن تسيطر على غزة، وبعد يومين قال إنها "ليست الحل".

ونقل الموقع الإسرائيلي، عن أحد المسؤولين الأمريكيين، أن تصريحات مماثلة تسربت أيضاً إلى وسائل إعلام عبرية في وقت سابق من هذا الشهر، ما عزز الاعتقاد في واشنطن بأن نتنياهو يخوض "حملة انتخابية". كما أكد المسؤول الآخر، التوصيف ذاته، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي هو الوحيد في حكومة الحرب الذي هاجم السلطة الفلسطينية علناً.

وقال مسؤول من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو، لـ"تايمز أوف إسرائيل"، إن إدارة بايدن تتأثر أيضاً بحملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستجرى في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

ويعتقد المسؤول الإسرائيلي أن اقتراب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة دفع إدارة بايدن إلى مضاعفة الخطاب العام بشأن "حماية المدنيين في غزة".

وذكر المسؤول الإسرائيلي أنه في حين أن الانتقادات العلنية للسلطة الفلسطينية جاءت من نتنياهو ووزرائه اليمينيين المتطرفين، فإن المعارضة لرام الله تمتد إلى أبعد من ذلك بكثير.

وفي 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، عن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية، أن السلطة الفلسطينية تعمل مع مسؤولين أمريكيين على خطة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

وقال إشتية، في مقابلة مع "بلومبرغ"، إن النتيجة المفضّلة للصراع تتمثل في أن تصبح حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) التي تدير القطاع حالياً شريكاً أصغر لمنظمة التحرير الفلسطينية، بما يساعد على تأسيس دولة مستقلة جديدة تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة وشرق مدينة القدس.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدواناً مدمراً على قطاع غزة، خلف 18205 شهداء، و49645 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.

تحميل المزيد