يصل وفد من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، إلى رفح المصرية على الحدود مع قطاع غزة، وذلك للاطلاع على الوضع الإنساني، وأنشطة إدخال المساعدات الإنسانية، في زيارة وصفها موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بـ"المثيرة للجدل".
ووصف موقع "وايت" الإسرائيلي، الزيارة التي يشارك فيها 16 سفيراً ونائب سفير لدى الأمم المتحدة، بـ"المثيرة للجدل" لأنها نظمت دون تنسيق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وتتحمل الإمارات التي تنظم المبادرة، تكاليف وجولة السفراء والدبلوماسيين الأمميين، في العريش ورفح المصرية، فيما يتولى المدير العام للأونروا فيليب لازاريني، ومنسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لين هاستينغز، إطلاع الزوار على الأوضاع في غزة، وجهود الإغاثة الإنسانية.
ويتلقى الدبلوماسيون كذلك موجزاً للأوضاع من وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة، ورئيس الهلال الأحمر الفلسطيني يونس الخطيب، وماجد فرج مستشار رئيس السلطة الفلسطينية.
وسيقف السفراء "دقيقة صمت وحداد" تخليداً لذكرى موظفي "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين وتشغيلهم" (الأونروا) الذين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة. قبل أن يعقدوا مؤتمراً صحفياً أمام معبر رفح من الجانب المصري.
وذكر الموقع الإسرائيلي، أن كافة الدول التي دعيت للزيارة، ومنها بريطانيا وروسيا والصين، قد لبَّت الدعوة، ولم يرفض المشاركة سوى الولايات المتحدة وألبانيا وفرنسا. كما أرسلت الإمارات كذلك دعوة إلى الدول الخمس التي ستتسلم المهام الدورية في المجلس الأممي في الأول من يناير/كانون الثاني 2024.
وقالت الصحيفة الإسرائيلية، إن الزيارة أغضبت المسؤولين الإسرائيليين، بزعم أن "مجلس الأمن اختار التركيز على جانب واحد فقط في خضم الحرب، والاكتفاء ببحث الوضع الإنساني في غزة ومعاناة سكانها، ويتجاهل الجانب الإسرائيلي تماماً".
واعتبر سفير دولة الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، الزيارة "منحازة" من مجلس الأمن، و"تعبيراً عن انحدار آخر يبرهن على أن المجلس لا يهتم إلا بسكان غزة، ويتجاهل الإسرائيليين والمختطفين"، واصفاً إياها بـ"المشينة".
وردَّ متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة على مزاعم الصحيفة الإسرائيلية بالقول، إن "دولة الإمارات تشرف على الزيارة بأكملها، والأمانة العامة للأمم المتحدة ليست الجهة المعنية بتنظيمها".
يشار إلى أن الولايات المتحدة استخدمت، الجمعة الماضية، حق النقض "فيتو" ضد مشروع قرار طالب بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية" في قطاع غزة.
وأيّد مشروع القرار الذي رفضته الولايات المتحدة، 13 عضواً من أعضاء مجلس الأمن الدولي، مع امتناع المملكة المتحدة عن التصويت.
وتعد هذه المرة الثانية التي تستخدم فيها واشنطن "الفيتو" بشأن الحرب على غزة، حيث استخدمته أول مرة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن قدمته البرازيل، ويطالب بهدنة إنسانية في القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 17 ألفاً و997 شهيداً، و49 ألفاً و229 مصاباً، معظمهم من الأطفال والنساء، وأسفرت عن دمار هائل في البنية التحتية، وكارثة "غير مسبوقة"، بحسب المعطيات الحكومية في القطاع.