كشفت منظمة العفو الدولية، الإثنين 11 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن "تحقيقاتها الجديدة أكدت أن الذخائر الأمريكية قتلت 43 مدنياً في غارتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا منازل غزة"، يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال جرائمها وآخرها اقتحام مدرسة للنازحين شمالي القطاع.
في وقت سابقٍ الإثنين، أعلنت وزارة الصحة بغزة، على لسان المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، في مؤتمر صحفي، ارتفاع حصيلة "العدوان" الإسرائيلي على القطاع، إلى 18 ألفاً و205 قتلى، و49 ألفاً و645 جريحاً، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 .
مطالب بالتحقيق
منظمة العفو الدولية كتبت في سلسلة تدوينات نشرتها على حسابها عبر منصة "إكس": "إننا نطالب بالتحقيق في غارتين إسرائيليتين استهدفتا مدنيين في غزة باعتبارهما جرائم حرب".
كما أوضحت المنظمة أن "الغارة الإسرائيلية الأولى استهدفت في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منزل عائلة النجار يمدينة دير البلح، وأسفرت عن مقتل 24 شخصاً".
فيما استهدفت الغارة الثانية في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، منزل عائلة أبو معيلق في المدينة نفسها، وأسفرت عن مقتل 19 شخصاً ،بحسب المنظمة.
يقع كلا المنزلين جنوب وادي غزة، داخل المنطقة التي أمر الجيش الإسرائيلي سكان شمال غزة بالانتقال إليها في 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي واعتبرها "مناطق آمنة".
وأضافت: "يجب على الولايات المتحدة التوقف فوراً عن نقل الأسلحة إلى إسرائيل والتي يرجح أنها تُستخدم لارتكاب انتهاكات للقانون الدولي".
تحقيقات "العفو الدولية" الجديدة خلصت إلى أن الجيش الإسرائيلي استخدم ذخائر الهجوم المباشر المشترك أمريكية الصنع (JDAM) في غارتين جويتين قاتلتين وغير قانونيتين استهدفتا منازل مأهولة بالمدنيين في قطاع غزة، وأسفرت الغارتان عن مقتل ما مجموعه 43 مدنياً، حسب المصدر نفسه.
المنظمة أضافت أنه "في كلتا الحالتين، قال الناجون إنه لم يكن هناك تحذير من هجوم وشيك من قبل الجانب الإسرائيلي".
قبل أن تختتم المنظمة الدولية بيانها، بالقول إن "هذه الغارات كانت إما هجمات مباشرة على المدنيين أو الأهداف المدنية أو هجمات لم تميّز بين العسكريين والمدنيين، وبالتالي يجب التحقيق فيها باعتبارها جرائم حرب".
اقتحام مدرسة للنازحين
في مشهد جديد من مشاهد العدوان، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدداً من المدارس التي تؤوي نازحين فلسطينيين في منطقة الفالوجا شمال قطاع غزة، وفق شهود عيان.
تضم المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، آلاف النازحين الذين تركوا منازلهم التي استهدفها الجيش وفروا إليها باعتبارها "أماكن آمنة".
فقد أفاد شهود عيان لـ"الأناضول" بأن "قوات من الجيش الإسرائيلي اقتحمت عدداً من المدارس في منطقة الفالوجا، وطردت النساء والأطفال منها، واعتقلت الرجال".
كذلك، قال شهود عيان إن "حالة من الذعر والخوف سادت أوساط النساء والأطفال الذين تركوا المدارس تحت أزيز الرصاص ونيران القصف الإسرائيلي"، وأضافوا أنهم خرجوا "بدون توفير مياه أو طعام أو أغطية تقيهم من برودة الجو".
فشل وخيبة أمل
في سياق متصل، قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، الإثنين، إن "زملاءنا في قطاع غزة يشعرون بالغضب وخيبة الأمل عقب فشل مجلس الأمن الدولي في وقف إطلاق النار".
في تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية نشرت المنظمة فحواه في تدوينة على حسابها عبر منصة "إكس"، قال لازاريني إن "زملاءه الأمميين داخل غزة يشعرون بالإحباط العميق وخيبة الأمل والغضب عقب فشل مجلس الأمن الدولي في وقف إطلاق النار".
كما أضاف أنه "شعور أبعد من خيبة الأمل، حيث يشعرون بأن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم، لا سيما أن غزة تتأرجح على حافة الانهيار".
يشار إلى أنه منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الإثنين، 18205 قتلى و49645 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.