ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، الأحد 10 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن وزارة الخارجية السودانية استدعت القائم بالأعمال بالإنابة لسفارة دولة الإمارات العربية المتحدة في السودان، بدرية الشحي وأبلغتها قرار الخرطوم بإعلان عدد 15 شخصاً من الدبلوماسيين العاملين في السفارة أشخاصاً غير مرغوب فيهم، وطالبت بمغادرتهم السودان خلال 48 ساعة، وطلبت الوزارة من المذكورة نقل هذا القرار لحكومتها.
ولم يتم الكشف عن تفاصيل أخرى.
يأتي القرار السوداني بعد أسبوعين من تصريحات لقائد كبير بالجيش السوداني قال فيها إن الإمارات العربية المتحدة ترسل إمدادات إلى قوات الدعم السريع، وذلك في أول اتهام علني للدولة الخليجية بالتورط في الحرب بين الجيش النظامي والقوات شبه العسكرية.
وسبق أن ألمح قادة في الجيش إلى تدخل دول مجاورة، دون ذكرها بالاسم، في الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، والتي أدت إلى نزوح ما يربو على ستة ملايين شخص وموجات من عمليات القتل لأسباب عرقية في دارفور.
السودان يتهم الإمارات بمساندة قوات الدعم
قال الفريق أول ركن ياسر العطا في كلمة أمام أعضاء جهاز المخابرات العامة في أم درمان، وفقاً لمقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي: "المعلومات بترد لينا من المخابرات والمخابرات العسكرية ومن الخارجية الدبلوماسية بأن دولة الإمارات بتودي طائرات دعماً لهؤلاء الجنجويد".
انبثقت قوات الدعم السريع من ميليشيات عربية تعرف باسم الجنجويد كانت ساعدت الجيش السوداني في سحق التمرد في دارفور في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ورداً على طلب للتعليق، قال مسؤول إماراتي إن الإمارات "دعت باستمرار منذ بداية الحرب إلى وقف التصعيد ووقف إطلاق النار وبدء حوار دبلوماسي" في السودان.
وأضاف أن بلاده قدمت أيضاً دعماً إغاثياً للتخفيف من الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة، بما في ذلك من خلال مستشفى ميداني أقيم في مدينة أمدجراس التشادية في يوليو/تموز.
في حين قال العطا إن الإمارات أرسلت كميات من الإمدادات إلى قوات الدعم السريع عبر أوغندا وجمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد. وأضاف أن الدعم وصل عبر مطار العاصمة التشادية نجامينا، بعد أن كان يأتي من قبل عبر أمدجراس.
وأشاد العطا بروسيا لتفكيكها مجموعة فاغنر شبه العسكرية التي قال إنها سهلت توصيل تلك الإمدادات عبر جمهورية أفريقيا الوسطى. وسبق أن نفت قوات الدعم السريع صلتها بهذه المجموعة. وقال العطا وسط هتافات من أعضاء جهاز المخابرات: "نحذر أي دولة تشارك في دعم وإسناد هذا التمرد. نخاف أن تدور عليها الدوائر".
استمرار اشتعال الحرب في السودان
تأتي هذه التعليقات بعد أن حققت قوات الدعم السريع مكاسب في الحرب وطردت الجيش من أربع ولايات في منطقة دارفور، وكانت قد سيطرت بعد وقت قصير من اندلاع الحرب على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم.
وقال شهود إن قوات الدعم السريع صارت تستخدم طائرات مسيرة ومدفعية أكثر تطوراً مما كانت عليه في بداية الصراع. وقالت مصادر من القوات شبه العسكرية إنها استولت على تلك الأسلحة من قواعد الجيش.
ووصف وزير الدولة الأوغندي للشؤون الخارجية مزاعم العطا بأنها "هراء مطلق". ولم يرد الجيش السوداني وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى حتى الآن على طلبات التعليق.
ونشر الجيش مقطعاً مصوراً لتعليقات العطا يبدو أنه تم حذف ذكر الإمارات منها.
ويعمل العطا نائباً لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان الذي كشف في الآونة الأخيرة عن أول زيارة له إلى الإمارات منذ اندلاع الحرب تزامناً مع مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28).