نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، دراسة كشف أن حملة القصف التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة هي الأكثر عشوائية من حيث سقوط ضحايا مدنيين في السنوات الأخيرة، مؤكدة أن أكثر من 60% من القتلى على غزة من المدنيين، في حين تشير التقديرات إلى أن الحرب ستستمر لمدة شهرين آخرين، وفقاً لهيئة البث الإسرائيلية.
وأجرى الدراسة أستاذ علم الاجتماع في الجامعة المفتوحة في إسرائيل، ياجيل ليفي، الذي وجد أن نسبة الوفيات بين المدنيين في الغارات السابقة التي كانت تشنها إسرائيل خلال الفترة من 2012 وحتى 2022 لم تتجاوز الـ40%، وانخفضت إلى ما نسبته 33% حملات القصف التي جرت سابقاً خلال العام الحالي.
استهداف ممنهج للمدنيين
ليفي وصف عمليات القتل التي طالت المدنيين في غزة بأنها "غير مسبوقة"، والتي ارتفعت نسبة الضحايا المدنيين فيها إلى 61%، وهي أعلى بكثير من متوسط عدد القتلى في جميع الصراعات التي جرت حول العالم، والتي كان المدنيون يمثلون فيها نصف القتلى.
وتوصل الباحث إلى نتيجة مفادها أن "القتل على نطاق واسع للمدنيين لن يُسهم في أمن إسرائيل، بل ينطوي على أسس تقوّضه، حيث إن سكان غزة الذين سيخرجون من أنقاض المنازل، وبعد فقدان عائلاتهم سيتجهون للانتقام الذي لن تتمكن أي ترتيبات أمنية من الصمود أمامه".
وتؤكد الدراسة ما توصل إليه تحقيق نشرته وسيلتا الأعلام الفلسطينية والإسرائيلية "+972" والناطقة بالعبرية "Local Call"، قبل نحو أسبوعين، والتي توصلت إلى أن "إسرائيل تستهدف عمداً التجمعات السكنية للتسبب في خسائر كبيرة في صفوف المدنيين، على أمل أن ينقلب الناس على حكم حماس".
واشنطن في مرمى الاتهام
كما أشارت الدراسة إلى أن ارتفاع الخسائر في صفوف المدنيين سيجعل المهمة أصعب أمام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي أسهمت في إدخال المساعدات الإنسانية وركزت على تحرير الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، لكنها تواجه انتقادات عالمية لدعمها لإسرائيل، وامتناعها عن وقف إطلاق النار، وتَمثل ذلك مؤخراً باستخدامها حق النقض "الفيتو"، الجمعة، ضد مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي سعى لتحقيق ذلك.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد حذرت من أن الولايات المتحدة تخاطر "بالتواطؤ في جرائم حرب"، من خلال الاستمرار في تزويد إسرائيل بالأسلحة والدعم الدبلوماسي.
وبعد الفيتو الأمريكي، أمرت إسرائيل، السبت، السكانَ بمغادرة وسط مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة، وقصفت القطاع من الشمال إلى الجنوب.
استمرار الحرب شهرين
في غضون ذلك، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين أن التقديرات تشير إلى أن الحرب ستستمر لمدة تصل إلى شهرين آخرين.
واستبعد المسؤولون أنفسهم أن يكون هناك وقف لإطلاق النار خلال هذين الشهرين، بل عمليات محددة بمساعدة قوات تبقى في قطاع غزة.
وفي المقابل، ترجّح التقديرات الإسرائيلية أن تكون هناك محاولات خلال الفترة ذاتها لطرح صفقات تبادل أسرى جديدة.
ونقلت الإذاعة عن مصادر سياسية إسرائيلية، قولها إنه في مرحلة معيّنة خلال الشهرين المقبلين ستسمح إسرائيل لجزء من سكان القطاع بالعودة إلى منازلهم، بناءً على مطالب أمريكية، وأيضاً بسبب الاحتياجات العملياتية.
بينما أفادت القناة 12 الإسرائيلية، نقلاً عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، أن إدارة بايدن لم تحدد موعداً نهائياً للجيش لإنهاء حملتنا ضد حركة حماس.
وتجاوز عدد الشهداء 17 ألف شهيد منذ بدء العدوان قبل شهرين، إلا أن بعض التقديرات ذهبت إلى أن الرقم يتجاوز 23 ألفاً، بسبب وجود الآلاف تحت الأنقاض، وعدم التمكن من إحصاء كل الضحايا، فيما نزح 1,2 مليون ممن فقدوا منازلهم أو تعرضت مناطقهم للقصف، لجأوا لـ155 مركز إيواء تابعاً للأونروا.