قال مسؤول أمني من كتائب حزب الله العراقية في بيان رسمي يوم السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الجماعة وعدت بشن المزيد من الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة، وذكرت أن الهجمات التي استهدفت المصالح الأمريكية الجمعة كانت مجرد بداية لقواعد جديدة للاشتباك.
ولم تعلن الجماعة المدعومة من إيران مسؤوليتها عن هجوم على السفارة الأمريكية في بغداد الجمعة، لكنها قالت إن السفارة تمثل قاعدة عمليات متقدمة للتخطيط للعمليات العسكرية.
كتائب حزب الله العراقية تتوعد القوات الأمريكية
في البيان نفسه قالت الكتائب العراقية: "إن تعاون بعض قوات الأمن مع الاحتلال الأمريكي يجعلهم شركاء في جرائمه".
المسؤول الأمني لكتائب "حزب الله" في العراق أبو علي العسكري قال في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "كتائب حزب الله العراقية تقول إن العمليات الجهادية ضد القوات الأمريكية ستستمر حتى خروج آخر جندي أمريكي من العراق".
وأضاف أبو علي العسكري في بيان نشره على قناته في"تلغرام": "عملياتنا الجهاديـة ضد الاحتلال الأمريكي ستستمر حتى إخراج آخر جندي له مـن أرض العراق، وإذا أرادت الحكومة العراقية التفاوض معه لإخراج قواته مـن البلاد، فلا نمانعها ذلك، وإن كنا نجزم في أنها كذبة أخرى من أكاذيب الأمريكان ولن تنطلي علينا".
وأضاف العسكري: "نجدد تأكيدنا أن أي حماقـة من العدو الأمريكي ستواجه برد مضاعف، وبتوسيع العمليات، ولن تثنينا تخرصات المرتجفين والمنبطحين عن أداء واجبنا الشرعي والوطني تجاه بلدنا وأمتنا".
وأردف: "لا تزال سفارة الشر الأمريكية قاعدة متقدمة لإدارة العمليات العسكرية والأمنية، ووكراً للتجسس، وإن البعض يرى عزته بالانبطاح لها، وتسـويقها على أنهـا بعثات دبلوماسية يجب حمايتهـا، فتعساً لهم ولمنافعهم على حساب بلدهم، باتخاذهم الانبطاح وسيلة للحفاظ على مناصبهم الزائلة بزوال الاحتلال".
وأشار إلى أن "مجموعة عمليات الأمس ما هي إلا بداية لقاعدة اشتباك جديدة، وقادم الأيام سيحدد مستوى الرد"، معتبراً أن "تعـاون بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية مع المحتل الأمريكي المجـرم لـدواع واهية، سيجعلهم أذناباً له، وشركاء في جرائمه، وهذا ما لا يرضاه العراقيون الأصلاء لهم".
استهداف سفارة أمريكا في بغداد
في سياق متصل، فقد سبق أن قال مسؤول في الجيش الأمريكي لرويترز إن نحو سبع قذائف مورتر سقطت على مجمع السفارة الأمريكية في بغداد خلال هجوم في وقت مبكر من صباح الجمعة، فيما يبدو أنه أكبر هجوم من نوعه في الآونة الأخيرة.
كما استهدفت هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة القوات الأمريكية في العراق وسوريا خمس مرات على الأقل الجمعة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن ثلاث هجمات استهدفت قواعد في سوريا، فيما استهدف هجومان قاعدة عين الأسد الجوية غربي بغداد.
وهذا هو أول هجوم يستهدف السفارة الأمريكية منذ أكثر من عام، مما يشير على ما يبدو إلى توسع نطاق الهجمات.
وهذا أيضاً أكبر عدد هجمات مسجل خلال يوم واحد يستهدف القوات الأمريكية في المنطقة منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول عندما بدأت جماعات مسلحة متحالفة مع إيران استهداف أصول أمريكية في العراق وسوريا بسبب دعم واشنطن لإسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة.
وندد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بالهجمات وأشار إلى جماعتي كتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء المتحالفتين مع إيران بسبب استهدافهما لجنود أمريكيين في الآونة الأخيرة.
وأبلغ السوداني، وفقاً لبيان أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية عن الاتصال الهاتفي "تحتفظ الولايات المتحدة بحق الرد بحسم على تلك الجماعات".
ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجمات، لكن هجمات سابقة ضد القوات الأمريكية نفذتها جماعات متحالفة مع إيران تعمل تحت راية المقاومة الإسلامية في العراق.
إطلاق مقذوفات على سفارة أمريكا
أشار المسؤول الأمريكي، الذي رفض الكشف عن هويته، إلى احتمال إطلاق عدد أكبر من المقذوفات على مجمع السفارة لكنها لم تسقط داخله.
وقال مسؤولون أمريكيون إن هجمات الجمعة لم تتسبب في وقوع إصابات، في حين تسبب الهجوم على السفارة في أضرار طفيفة للغاية. وكانت رويترز أول من أعلن عن عدد القذائف التي استهدفت مجمع السفارة.
وسُمع دوي انفجارات بالقرب من السفارة الأمريكية في وسط العاصمة العراقية حوالي الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي أمس الجمعة وأطلقت صفارات الإنذار التي تدعو الناس إلى الاحتماء.
وقالت وسائل إعلام محلية إن الهجوم تسبب في أضرار في مقر تابع لجهاز أمني عراقي. وقال مسؤول دفاع إن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت للهجوم لما لا يقل عن 84 مرة منذ 17 أكتوبر/تشرين الأول.
وردت الولايات المتحدة بسلسلة من الهجمات أسفرت عن مقتل 15 مسلحاً على الأقل في العراق ونحو سبعة في سوريا.
ودعت وزارة الخارجية الأمريكية قوات الأمن العراقية إلى التحقيق على الفور وضبط مرتكبي الهجوم. وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في بيان: "الميليشيات الكثيرة المتحالفة مع إيران وتعمل بحرية في العراق تهدد أمن واستقرار العراق وجنودنا وشركائنا في المنطقة".
وأضاف: "تعهدت الحكومة العراقية مراراً بحماية البعثات الدبلوماسية وكذلك الجنود الأمريكيين الموجودين في البلاد بدعوة من العراق. هذا أمر غير قابل للتفاوض، وكذلك حقنا في الدفاع عن النفس".
وبخلاف بعثتها الدبلوماسية في العراق، لدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في البلاد في مهمة تقول إنها تهدف لتقديم المشورة والمساعدة للقوات المحلية ومحاولة منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية للظهور، بعد أن استولى على مساحات شاسعة من العراق وسوريا في 2014.