أظهرت تسجيلات مسربة نشرتها القناة 12 الإسرائيلية، حالةً من السخط أبداها أهالي أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، خلال الاجتماع الأخير الذي جمعهم، وسط مطالبات من أهالي الأسرى للاحتلال بالتوصل إلى هدنة جديدة في غزة وإجراء تبادل للأسرى.
جاء في التسريبات التي أوردتها قناة "الجزيرة" حديث لإحدى النساء المفرج عنهن في إحدى عمليات تبادل الأسرى، مع حركة "حماس"، وتقول إنه كانت هناك هجمات لطائرات سلاح الجو في غزة، وإن إسرائيل تركتهم، ويُسمع في التسريبات سيدة تقول لنتنياهو: "أنت فشلت".
كان موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، قد نشر الأسبوع الماضي تسجيلات صوتية للقاء أسرى إسرائيليين مفرج عنهم وبعض من ذويهم مع نتنياهو بعد إطلاق سراحهم.
أشار الموقع إلى أن ذوي المحتجزين أبدوا سخطهم وغضبهم لنتنياهو، بسبب الغارات الجوية على قطاع غزة، في ظل وجود أسرى إسرائيليين داخل القطاع.
نقل الموقع عن أحد الأسرى الذين أطلق سراحهم مؤخراً "أن الأسرى لن ينجوا من قصف الجيش الإسرائيلي". وأضاف "كل يوم في الأسر كان صعباً جداً، كنا في الأنفاق وكنا خائفين من أن إسرائيل وليس حماس هي التي ستقتلنا"، بحسب ما أوردته "الجزيرة".
كما نقل الموقع عن امرأة إسرائيلية لم يذكر اسمها قولها "شعرنا وكأن لا أحد يفعل أي شيء من أجلنا، الحقيقة هي أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف وأصبحنا لاجئين جرحى".
وكانت عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة قد لوحّت يوم الإثنين، 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، بالتصعيد، لدفع الحكومة للعودة إلى مفاوضات تبادل الأسرى مع حركة "حماس" عبر الوسطاء، وذلك بعدما توقف تبادل الأسرى على إثر انهيار الهدنة المؤقتة واستئناف الحرب الإسرائيلية على غزة.
العائلات هددت في مؤتمر صحفي عُقد في تل أبيب، بتنظيم اعتصام مفتوح أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب، حال عدم الاستجابة لمطلبهم، وقالت إن هناك "136 إسرائيلياً محتجزاً في غزة لدى حركة حماس، وفصائل فلسطينية أخرى".
كذلك نقلت صحيفة "هآرتس" عن دانييل ليفشيتز، حفيد يوشيفيد ليفشيتز، التي أطلقت "حماس" سراحها، وعوديد ليفشيتز، الذي تم أسره أيضاً في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ولم يتم إطلاق سراحه بعد، دعوته أعضاء الحكومة إلى "العودة إلى المفاوضات من أجل إطلاق سراح الرهائن".
ليفشيتز أشار خلال المؤتمر الصحفي إلى أن "الأهالي سيصعّدون من إجراءاتهم إذا لم يحدث ذلك"، وأضاف مخاطباً الحكومة: "نحثكم على العودة فوراً إلى طاولة المفاوضات دون تأخير وبأي ثمن".
تابع ليفشيتز: "إن عدم مبالاتكم تجاهنا وصمة عار، إذا لم تكن لديكم مصلحة في تمثيلنا (في المفاوضات)، فسنتوجه إلى جهة دولية توافق على ذلك، لن نتوسل لكم إذا لم يحدث ذلك، سنجلس بدءاً من الساعة 8:00 هذا المساء بالقرب من مقر قيادة الجيش في وزارة الدفاع (تل أبيب) ولن نتحرك من هناك".
وأدى استئناف الحرب إلى بروز مخاوف لدى عائلات الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة، لا سيما في ضوء تقارير إسرائيلية بأن "المحتجزين موجودون في خان يونس جنوبي القطاع"، وفق ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد الماضي.
بينما لم تعلق حركة "حماس" على الادعاءات الإسرائيلية بشأن أماكن الأسرى حتى ظهر الإثنين، فإن نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" صالح العاروري، شدد في تصريحات صحفية، يوم السبت الماضي، على أنه "لا يوجد أي مفاوضات بشأنهم حتى انتهاء الحرب بشكل كامل على قطاع غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت 17 ألفاً و490 شهيداً، و46 ألفاً و480 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.