نقلت وكالة رويترز عن مسؤول عسكري أمريكي، أن نحو سبع قذائف مورتر سقطت بمجمع السفارة الأمريكية في بغداد خلال هجوم وقع في وقت مبكرٍ الجمعة 8 ديسمبر/كانون الأول 2023، مما يكشف أن الهجوم كان أكبر بكثير مما كان يُعتقد.
وترك المسؤول، الذي تحدث مشترطاً عدم نشر هويته، الباب مفتوحاً أمام احتمال إطلاق مزيد من المقذوفات على مجمع السفارة لكن دون أن تسقط داخله، مشيراً إلى أن الهجوم تسبب في أضرار طفيفة جداً دون وقوع إصابات.
وفي وقت سابقٍ الجمعة، سُمع دوي انفجارات بالقرب من السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد، وانطلقت صفارات الإنذار تدعو الناس إلى الاحتماء، فيما أكدت مصادر أمنية لوكالة رويترز أن المنطقة الخضراء تعرضت لهجوم بعدة صواريخ.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل إعلام محلية مقاطع فيديو من مكان الحادث تم التحقق منها من قبل مصدر مطلع، ولم يتضح حتى الآن ما إذا كانت أنظمة الدفاع الجوي للسفارة قد تم تفعيلها أو إذا كانت هناك أضرار.
ويأتي هذا في وقت تتعرض فيه القوات الأمريكية في القواعد العسكرية بالعراق وسوريا لأكثر من 70 هجوماً منذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، فيما أعلنت جماعات مسلحة شيعية عراقيةٌ المسؤولية عنها، إلا أن البعثات الدبلوماسية لم تواجه مثل هذه الهجمات.
شهدت الأيام الأخيرة هجمات على قواعد ينتشر فيها الجيش الأمريكي في منطقة "التنف" جنوب شرقي سوريا، ومنطقتي "المالكية" و"الشدادي" بمحافظة الحسكة، وحقلي "العمر" النفطي و"كونيكو" للغاز في دير الزور، بطائرات مسلحة من دون طيار مجهولة الهوية وبأسلحة أرض ـ أرض.
تجدر الإشارة إلى أن ميليشيات مدعومة من إيران تشن هجمات صاروخية وعبر مسيّرات مسلحة على القواعد الأمريكية شرقي نهر الفرات، الواقع تحت سيطرة ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكياً.
وتأتي هذه التطورات في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ أسابيع، مع بدء عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، رداً على انتهاكات الاحتلال المتواصلة بحق المدنيين والمقدسات الإسلامية، لا سيما المسجد الأقصى.
ومنذ ذلك اليوم، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء الماضي، 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.