أعلنت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، الخميس 7 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن عدد القتلى الذين تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في غزة تجاوز عدد المصابين للمرة الأولى، في وقت أعلنت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن مستشفيات شمالي القطاع خرجت عن الخدمة، مشددة على مواصلة العمل لتشغيل أي مستشفى في غزة، رغم الصعوبات جراء تداعيات حرب الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة منذ أكثر من شهرين.
"أطباء بلا حدود" قالت في تغريدة عبر حسابها في منصة "إكس": "عدد القتلى الذين تم نقلهم أمس إلى مستشفى شهداء الأقصى بدعم من منظمة أطباء بلا حدود، تجاوز عدد الجرحى لأول مرة"، مشيرة إلى أن 115 شخصاً قُتلوا خلال 24 ساعة الماضية، مضيفة: "المستشفى ممتلئ والمشرحة ممتلئة".
كما دعت المنظمة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف القصف العشوائي على قطاع غزة وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية.
المستشفيات خارج الخدمة في شمال غزة
وبالتزامن نقل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة على منصة تليغرام عن المتحدث باسم وزارة الصحة بالقطاع أشرف القدرة قوله، إن "مستشفيات شمال غزة خرجت عن الخدمة، ونواجه صعوبات في تشغيل جزء من مجمع الشفاء (غرب مدينة غزة)".
وأضاف القدرة في تصريحاته: "سنواصل محاولات تشغيل أي مستشفى في قطاع غزة رغم الصعوبات"، مضيفاً أن "مستشفى ناصر في (مدينة) خان يونس (جنوب القطاع) أصبح مكتظاً بنحو 1000 جريح، والمصابون يفترشون الأرض".
كما نقل المكتب الإعلامي الحكومي عن وكيل وزارة الصحة المساعد في غزة ماهر شامية قوله: "مجمع الشفاء الطبي (تعرض لاقتحام إسرائيلي وطرد المرضى والأطقم الطبية والنازحين) لا يوجد فيه كهرباء حتى الآن، وامتلأ بآلاف النازحين".
وأكد أن "إعادة تشغيل المستشفيات تواجه صعوبات كبيرة مع نقص الوقود.. افتتحنا مركزين للرعاية الصحية في الأزقة كي نلبي الحاجات الصحية. ونحتاج إلى طواقم طبية وكل أنواع الأجهزة الطبية كي نقوم بخدماتنا".
"كارثة إنسانية غير مسبوقة" في غزة
وبحسب السلطات في القطاع ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، فإن المساعدات الإنسانية، ولا سيما المستلزمات الطبية والوقود، التي تدخل غزة محدودة جداً ولا تتناسب مع حجم "الكارثة الإنسانية غير المسبوقة"؛ في ظل حرب مدمرة وقيود شديدة تفرضها إسرائيل على القطاع، حيث يعيش نحو 2.4 مليون فلسطيني.
ورداً على "اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت حركة "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، وقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت حوالي 5431 وأسرت 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.
ومنذ ذلك اليوم، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 شهيداً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، بالإضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وللمرة الأولى منذ عقود، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، تفعيل المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، لوصف الوضع في غزة وإسرائيل باعتباره "تهديداً للسلم والأمن الدوليين"، وتنص المادة على أنه "للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين".