طالب عدد من المحتجزين الإسرائيليين الذين أطلق سراحهم من قطاع غزة، بموجب صفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية حماس، لدى لقائهم بأعضاء "كابينت الحرب" الإسرائيلي بقيادة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، 5 ديسمبر/كانون الأول 2023 بالإسراع للإفراج عن المزيد من الرهائن الإسرائيليين، مؤكدين ما كانت قد أعلنت عنه فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، بأن الاحتلال قصف منازل احتجز فيها رهائن، معتبرين أنهم كانوا يخشون من أن تقتلهم "إسرائيل لا حماس".
وخلال الاجتماع، الذي نقلت تفاصيله وسائل الاعلام الإسرائيلية، سادت حالة من الغضب والتوتر بين أشخاص أفرج عنهم بعد أن كانوا محتجزين لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة وذوي أشخاص لا يزالون محتجزين في القطاع، وهاجموا رئيس الحكومة الإسرائيلية، نتنياهو، واعتبروا أن الهدف الإسرائيلي المعلن بالقضاء على حركة حماس هو "مجرد مزحة"، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن 138 شخصاً لا يزالون محتجزين لدى فصائل المقاومة في غزة.
تفاصيل عاصفة لاجتماع بين نتنياهو وعائلات محتجزين
بثت وسائل الإعلام الإسرائيلية، تسريبات لما جاء في الاجتماع الذي انسحب البعض منه؛ احتجاجاً على عدم الرد على أسئلتهم، وأكدت التقارير أن "بعض المختطفين الذين أطلق سراحهم غادروا المكان"؛ حيث وقعت مواجهات جسدية بين أهالي محتجزين في غزة، وبثت وسائل إعلام إسرائيلية مشاهد لوالد محتجز لا يزال في الأسر، وهو يكيل السباب للحكومة.
وأثار محتجزون أطلق سراحهم وشاركوا في الاجتماع، مخاوف من أن تؤدي غارات الجيش الإسرائيلي إلى الإضرار بالمختطفين الذين ما زالوا هناك، ورد نتنياهو بالقول: "سيكون ذلك جزءاً من الاعتبارات، لكن يجب أن نستمر في المناورة البرية، هذه هي الطريقة الوحيدة للضغط على حماس".
وطالبت غالبية "الرهائن المحررين" وذوي محتجزين لا يزالون في قطاع غزة بوقف العملية البرية لجيش الاحتلال في قطاع غزة المحاصر والتخفيف من حدة القصف وبذل مزيد من الجهود للتوصل إلى تفاهمات جديدة تساهم في تبادل الأسرى مع حركة حماس، على غرار هدنة الأيام السبعة التي تم بموجبها الإفراج عن العشرات من الرهائن.
ورفض نتنياهو الإجابة عن أسئلة ذوي المحتجزين بغزة، وأصر بدلاً عن ذلك على القراءة من ورقة كتبها. وبحسب الحاضرين في اللقاء، قال نتنياهو إنه "لا يمكن إعادة جميع المحتجزين الآن، وسأل الحاضرين إذا كان أي منهم يتصور أنه لو كان هناك مثل هذا الاحتمال (إعادة الجميع) هل هناك من سيرفضه".
وأظهرت التسجيلات أجواء صعبة ومتوترة بين الرهائن وعائلاتهم من جهة، ورئيس الحكومة الإسرائيلية من جهة أخرى، كما كشفت عن أدلة صادمة تؤكد ما كانت قد أعلنت فصائل المقاومة بأن القصف الإسرائيلي استهدف مواقع احتجز فيها إسرائيليون في القطاع المحاصر، كما بيّنت "غضب المحررين وأقاربهم من سلوك الحكومة".
المحتجزون المفرج عنهم كانوا خائفين من القتل على يد طيران إسرائيل
قالت امرأة إسرائيلية من كيبوتس "نير عوز" تم الإفراج عنها بموجب الصفقة مع حماس: "كنت هناك وأعرف مدى صعوبة الحياة في الأسر". وأضافت: "كان كل يوم في الأسر صعباً للغاية. كنت في المنزل عندما كان القصف (الإسرائيلي) يستهدف جميع الأماكن".
وتابعت: "جلسنا في الأنفاق وكنا خائفين للغاية لا من أن تقتلنا حماس، بل أن تقتلنا إسرائيل ثم تقول (حماس هي من قتلتهم). لذلك أطلب بشدة البدء في تبادل الأسرى في أقرب وقت ممكن؛ عليكم إعادة الجميع إلى منازلهم". وخلال اللقاء، قالت امرأة إسرائيلية أخرى كانت محتجزة في غزة وأطلق سراحها كجزء من الصفقة مع حماس: "انفجرت فوقنا قنابل من طائرة وواصل الحمساويون النوم، قنابلكم لا تحركهم".
وقالت امرأة ثالثة كانت محتجزة برفقة أطفالها لدى فصائل المقاومة وتم الإفراج عنها في صفقة التبادل، في حين لا يزال زوجها في الأسر: "الشعور الذي كان لدينا هناك هو أن لا أحد يفعل أي شيء من أجلنا. والحقيقة أنني كنت في مخبأ تعرض للقصف، وكان لا بد من تهريبنا من هناك ونحن مصابون". من جراء القصف الإسرائيلي، وأضافت: "هذا باستثناء المروحية التي أطلقت علينا النار في طريقنا إلى غزة"، في إشارة إلى استهدافهم بمروحية عسكرية إسرائيلية خلال عملية أسرهم.
وتابعت مخاطبة نتنياهو وأعضاء "كابينت الحرب" الإسرائيلي: "أنتم تزعمون أن لديكم معلومات استخباراتية، لكن الحقيقة هي أننا كنا نتعرض للقصف. تم فصل زوجي عنا قبل ثلاثة أيام من عودتنا إلى إسرائيل ونقله إلى الأنفاق. وتتحدثون عن إغراق الأنفاق بمياه البحر؟ أنتم تقصفون الأنفاق في المنطقة التي تتواجد فيها زوجي بالضبط. بناتي يسألن عن والدهن، وعليَّ أن أخبرهن أن (الأشرار) لا يريدون إطلاق سراحه بعد".
وأضافت: "أنتم تولون أهمية للسياسة على حساب إعادة الرهائن. هل تعتقدون أن الرجال أقوياء؟ زوجي كان يضرب نفسه كل يوم، ويلكم وجهه حتى ينزف لأن هذه التجربة كانت صعبة عليه، وهو الآن وحيد، والله أعلم تحت أي ظروف. رأيت أحد الرهائن يموت بجانبي في الأسر".
وتابعت: "وفي ظل كل كذلك، أنتم تريدون الإطاحة بحكم حماس، لتظهروا أنكم أشجع؟ لا توجد حياة هنا أكثر أهمية من حياة الآخرين المحتجزين في غزة. لا أحد هناك يستحق منا معاملة أقل من المعاملة التي يحظى بها أي مقيم في إسرائيل. أعيدوهم جميعاً فوراً؛ ليس في شهر المقبل أو بعد شهرين أو سنة، أعيدوهم بالحال".
القضاء على حماس مجرد نكتة!
قالت امرأة أخرى كانت محتجزة في غزة وأفرج عنها في صفقة التبادل: "لمدة 51 يوماً لم أنَم ولم آكل. مررت بالعديد من الأماكن. اعتقدت أنني سوف أنفجر في كل ثانية. لم أفهم كيف أراد شعب إسرائيل أن يفجرني؟ يقف أمامي أحد عناصر حماس الذي يمكن أن يكون حفيدي ويهددني بكل الطرق الممكنة. في غزة لا يوجد إنذارات، تكون جالساً وفجأة تسقط عليك قذيفة".
وقالت ابنة أحد الذين لا يزالون محتجزين في غزة: "الحديث عن القضاء على حماس مجرد نكتة في نظري. والدي هناك الآن، لقد حلقوا كل شعر جسده لإذلاله. هذا ليس الوقت المناسب لتدمير حماس، هذا هو الوقت المناسب لإعادة أبي إلى منزله. هناك فتيات يبلغن من العمر 18 عاماً تم تجنيدهن منذ بضعة أشهر. أعيدوهن إلى الوطن. بعد ذلك دمروا حماس كما يحلو لكم".