قال الدكتور أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، الأربعاء 6 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن مستشفى المعمداني فقد قدرته بشكل كامل أمام الأعداد الكبيرة من الإصابات جراء قصف جيش الاحتلال المتواصل على مناطق مختلفة شمال القطاع، مؤكداً أن الجرحى ينزفون حتى الموت.
وكشف "القدرة" أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تصفية الوجود الصحي في شمال غزة، مؤكداً أن الاحتلال الاسرائيلي ينفذ جرائم إبادة جماعية شمال غزة.
المتحدث نفسه شدد على أن 800 ألف من سكان الشمال في القطاع باتوا بدون أي غطاء صحي.
وأضاف: "نعمل على تشغيل ما يمكننا من مجمع الشفاء الطبي لاستقبال الجرحى، لكننا نواجه صعوبات كبيرة ونحتاج لدعم وحماية المؤسسات الدولية".
موجة نزوح جديدة
تأتي هذه التصريحات بعد ساعات قليلة من تأكيد وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، وجود "موجة أخرى من النزوح تجري في غزة، والوضع يزداد سوءاً كل دقيقة"، وذلك في بيان مقتضب نشرته الوكالة على منصة "إكس".
الوكالة الأممية قالت: "هناك موجة أخرى من النزوح تجري في غزة، والوضع يزداد سوءاً كل دقيقة"، وأضافت: "لا توجد منطقة آمنة، وقطاع غزة بأكمله أصبح من أخطر الأماكن في العالم".
ثم تابعت: "لا يوجد مكان يمكن الذهاب إليه، فالملاجئ مكتظة (بالنازحين)، وضمن ذلك ملاجئ الأونروا".
في وقت سابق، أعلنت "أونروا" عن "نزوح نحو 1.9 مليون شخص في أنحاء غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول". وحتى 2 ديسمبر/كانون الأول الجاري، كان ما يقرب من 1.2 مليون نازح يحتمون في 156 منشأة تابعة لـ"الأونروا" في أنحاء قطاع غزة، وضمن ذلك منطقة الشمال، بحسب الوكالة.
انهيار شبه كلي
والثلاثاء 5 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن "أكثر من 400 ألف نسمة شمال القطاع أصبحوا بلا خدمات طبية على الإطلاق، مع استمرار الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني".
بدورها، ذكرت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة، في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، أن "20 مستشفى لا تزال خارج الخدمة بقطاع غزة، وبلغت نسبة الإشغال في مشافي جنوب القطاع أكثر من 216%، إلى جانب النقص الحاد في الكوادر البشرية والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود".
وكانت القوات الإسرائيلية فرضت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حصاراً مطبقاً واستهدافاً مباشراً لمجمع "الشفاء"؛ ما أدى إلى "مجازر" بحق المرضى وجرحى الحرب والطواقم الطبية والنازحين، بينما لا تزال تحتجز 35 من الكوادر الصحية، على رأسهم مدير مستشفى الشفاء في غزة محمد أبو سلمية.
ورداً على "اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته"، شنت "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هجوماً استهدف مستوطنات وقواعد عسكرية بمحيط غزة، فقتلت نحو 1200 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239، بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني.
ومنذ ذلك الحين، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى مساء الثلاثاء 16 ألفاً و248 قتيلاً، بينهم 7112 طفلاً و4885 امرأة، إضافة إلى 43 ألفاً و616 جريحاً، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.