قطع للعلاقات وتراشق للتصريحات.. إسرائيل تعاني على الساحة الدولية بسبب عدوانها على غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/05 الساعة 13:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/05 الساعة 13:41 بتوقيت غرينتش
قرارات في الجمعية العامة أظهرت تصاعدا في عزلة إسرائيل دوليا - رويترز

شهد الاحتلال الإسرائيلي تراجعاً على المستوى الدولي منذ بداية معركة طوفان الأقصى، 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ليتأثر دبلوماسياً وسياسياً، بسبب عدوانه على قطاع غزة، والمجازر التي ارتكبها خلاله بحق المدنيين، الأمر الذي أثار ردود فعل دولية ضده، ومخاوف من تصاعد عزلة إسرائيل دوليا.

تعد هذه المرة الأولى التي يلقى فيها الاحتلال الإسرائيلي المستوى الحالي من ردود الفعل الدولية ضد عدوانه على غزة. وفي هذا التقرير رصد لحالة التراجع الإسرائيلي في الساحة الدولية وعلى الصعيد الدبلوماسي.

 ونشرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مقالاً للكاتب يوسي كلاين هاليفي الذي أعرب عن مخاوفه حيال "عزلة إسرائيل الدولية"، محذراً من أن هناك "الكثير في الغرب يرون أن حماس هي الخير، بينما تمثل إسرائيل الشر".

دول تقطع علاقاتها الدبلوماسية

أعلن العديد من الدول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي، ومنها من قامت بسحب سفيرها، وأخرى استدعته من أجل المشاورة.

وكان لافتاً، أن الدول الواقعة في أمريكا الجنوبية، كانت من اتخذت الخطوة الأقوى، بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" بالكامل.
وهذه الدول هي:

  • بوليفيا
  • كولومبيا
  • هندوراس 
  • تشيلي

يضاف إلى هذه الدول، أخرى أعلنت سحب دبلوماسييها من تل أبيب، وهي: 

  • جنوب أفريقيا
  • الأردن
  • البحرين
  • تركيا

بوليفيا

وأعلنت وزارة الخارجية في بوليفيا، الثلاثاء، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، واتهمتها بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال عملياتها في قطاع غزة.

كانت بوليفيا قد قطعت سابقاً علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل عام 2009 بسبب حرب غزة، وجرى استئناف العلاقات مجدداً عام 2020، بحسب وكالة "رويترز".

كولومبيا

أعلن الرئيس الكولومبي، جوستابو بيترو، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استدعاء سفير بلاده لدى تل أبيب، بسبب الأوضاع في غزة.

بدأت الأزمة بين كولومبيا والاحتلال، منذ اليوم الثاني من الحرب، 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ إذ علق بيترو على منصة "إكس"، على تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي، يوآف غالانت، بشأن قطع الماء والكهرباء والوقود عن غزة وفرض حصار كامل على القطاع، في معركة قال إنها ضد "حيوانات بشرية".

وكتب بيترو، أن تصريحات الوزير الإسرائيلي "هي نفس ما كان يقوله النازيون عن اليهود"، مضيفاً أن "الشعوب الديمقراطية لا يمكنها السماح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية".

حينها اتهمت "إسرائيل" رئيس كولومبيا بـ"تعريض حياة اليهود للخطر، وتشجيع الأفعال المروّعة لحركة حماس الإرهابية".

هندوراس

قررت هندوراس، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استدعاء سفيرها لدى "إسرائيل" للتشاور بسبب الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.

وكتب وزير الخارجية، إنريكي رينا، على منصة "إكس": "في ظل الوضع الإنساني الخطير الذي يعاني منه السكان المدنيون الفلسطينيون في قطاع غزة، قررت حكومة الرئيسة زيومارا كاسترو استدعاء سفير جمهورية هندوراس في إسرائيل، السيد روبرتو مارتينيز، على الفور لإجراء مشاورات".

تشيلي

وقامت تشيلي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، بسحب سفيرها في تل أبيب للتشاور؛ بسبب ما وصفته بـ"انتهاكات للقانون الإنساني الدولي" في قطاع غزة.

جاء في بيان لوزارة الخارجية، نقلته رويترز: "تدين تشيلي بشدة وتراقب بقلق بالغ العمليات العسكرية" الإسرائيلية، معتبرة أنها بمثابة "عقاب جماعي" للسكان المدنيين في غزة.

ولفتت تشيلي أيضاً في بيان منفصل إلى "دعمها لحل الدولتين من أجل إنهاء الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

جنوب أفريقيا

أعلنت حكومة جنوب أفريقيا، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، سحب سفيرها أيضاً، وإنهاء مهمتها الدبلوماسية في "إسرائيل".

وقالت وزيرة الشؤون الرئاسية، خومبودزو نتشافيني، في مؤتمر صحفي، إن "مجلس الوزراء يشعر بخيبة أمل إزاء رفض الحكومة الإسرائيلية احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة دون عقاب".

الأردن

أعلن الأردن، الذي يشارك حدوده مع الأراضي المحتلة، 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استدعاء سفيره "بشكل فوري" من "إسرائيل"، وأبلغه بـ"عدم إعادة سفيرها إلى عمّان".

في بيان لوزارة الخارجية الأردنية، جاء أن القرار يأتي "تعبيراً عن موقف الأردن الرافض والمدين للحرب الإسرائيلية المستعرة على غزة، والتي تقتل الأبرياء، وتسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، وتحمل احتمالات خطرة لتوسعها، مما سيهدد أمن المنطقة كلها والأمن والسلم الدوليين".

وأشار البيان إلى أن "عودة السفراء ستكون مرتبطة بوقف إسرائيل حربها على غزة ووقف الكارثة الإنسانية التي تسببها، وكل إجراءاتها التي تحرم الفلسطينيين حقهم في الغذاء والماء والدواء وحقهم في العيش الآمن والمستقر على ترابهم الوطني".

وكان سفير الاحتلال خارج الأردن بالفعل، بعد إخراج الدبلوماسيين الإسرائيليين من دول عربية، في ظل المظاهرات الحاشدة في العديد منها دعماً للفلسطينيين في غزة وتضامناً معهم.

البحرين

أعلن مجلس النواب البحريني، 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مغادرة السفير الإسرائيلي، مقابل عودة سفيرها أيضا، إضافة إلى "وقف العلاقات الاقتصادية معها".

وأشار بيان للمجلس إلى أن هذه الخطوات تأتي "تأكيداً للموقف البحريني التاريخي الراسخ في دعم القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، الذي أعلنه الملك في جميع المؤتمرات والمناسبات".

تركيا

قالت وزارة الخارجية التركية 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن تركيا استدعت سفيرها شاكر أوزكار تورونلار لدى تل أبيب، للتشاور بسبب الأزمة الإنسانية في قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي المستمر عليه.

وأضافت الوزارة أن سبب الاستدعاء هو "عدم استجابة الجانب الإسرائيلي لمطالب وقف إطلاق النار ومواصلته الهجمات على المدنيين، وعدم سماح إسرائيل بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة بشكل دائم ومتواصل، مع الأخذ بعين الاعتبار الكارثة الإنسانية في غزة".

واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحكومة الإسرائيلية بانتهاك القانون الدولي عمداً، وقتل المدنيين في غزة، في محاولة لمحو الفلسطينيين تدريجياً من التاريخ.

كلمات المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة كانت تلقى انتقادات من نظرائه من الدول الأخرى - رويترز
كلمات المندوب الإسرائيلي في الأمم المتحدة كانت تلقى انتقادات من نظرائه من الدول الأخرى – رويترز

توتر إسرائيلي مع إسبانيا وبلجيكا

بالنسبة للعلاقة مع إسبانيا وبلجيكا، كان الجانب الإسرائيلي منفعلاً، بسبب تصريحات قادتهما؛ إذ استدعى الاحتلال سفيريه في كل منهما.

إسبانيا

بدأ الأمر في التصاعد، حين استدعت إسبانيا، في 25 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، السفيرة الإسرائيلية في مدريد، روديكا راديان جوردون، لطلب توضيحات بشأن اتهامات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لإسبانيا بدعم "الإرهاب".

وكان رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، سافر إلى معبر رفح الحدودي مع رئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني، انتقد سانشيز عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفاً ما يحصل بأنه "كارثة إنسانية"، وحثَّ "إسرائيل" على "احترام حياة المدنيين في غزة".

في حين أعلن الاحتلال الإسرائيلي، في 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، استدعاء سفيرته لدى مدريد، واصفاً تصريحات سانشيز بـ"الشنيعة".

وجاءت الخطوة بعد وقت قصير من طلب نتنياهو من الخارجية الإسرائيلية استدعاء سفير إسبانيا في تل أبيب لـ"جلسة توبيخ".

بلجيكا

في الزيارة ذاتها إلى معبر رفح، أثارت تصريحات رئيس الوزراء البلجيكي حينها غضب تل أبيب، التي استدعت سفير بلجيكا لديها، بعد أن صرَّح الأول بأن تدمير غزة أمر غير مقبول، ويجب أن يتوقف قتل المدنيين.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023، دعت بيترا دي سوتر، نائبة رئيس الوزراء البلجيكي، حكومة بلادها إلى فرض عقوبات على "إسرائيل"؛ بسبب قصفها المستمر على غزة منذ أكثر من شهر.

وفي السياق ذاته، رفضت الكتل السياسية في البرلمان البلجيكي عرض فيديو إسرائيلي عن معركة "طوفان الأقصى"، التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأسفرت عن مقتل 1200 من المستوطنين والعسكريين الإسرائيليين.

168 دولة تُصوِّت لصالح فلسطين

صوَّتت 168 دولة، يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، على قرار يؤيد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، في اللجنة الثالثة "لجنة الشؤون الاجتماعية والإنسانية والثقافية"، التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأكد القرار حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، بما في ذلك الحق في أن تكون له دولته المستقلة (فلسطين). 

وشدد القرار على الضرورة الملحَّة للقيام، دون تأخير، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ في عام 1967، وتحقيق تسوية سلمية عادلة ودائمة وشاملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، استناداً إلى قرارت الأمم المتحدة ذات الصلة، ومرجعيات مدريد، ومبادرة السلام العربية، وخطة خارطة الطريق، لإيجاد حل دائم للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني على أساس وجود الدولتين.

تزداد عزلة إسرائيل دوليا بسبب استمرار عدوانها على غزة
تزداد عزلة إسرائيل دوليا بسبب استمرار عدوانها على غزة

91 دولة تصوِّت ضد إسرائيل بقرار آخر

تبنَّت كذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة، 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، قراراً يطالب الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

صوّتت لصالح القرار 91 دولة من أعضاء الجمعية العامة، وعارضته 8 دول، بينما امتنعت 62 دولة أخرى عن التصويت.

وينص قرار الجمعية العامة على أن قرار إسرائيل، الصادر في عام 1981، بفرض قوانينها وولايتها على الجولان السوري مُلغى وباطل، وفق ما أكده مجلس الأمن في قراره رقم 497 لعام 1981.

ويطالب القرار الجديد الاحتلال الإسرائيلي بالانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل، حتى خط الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967، تنفيذاً لقرارات مجلس الأمن.

التصويت في الجمعة العامة يعكس تزايد عزلة إسرائيل دوليا
التصويت في الجمعة العامة يعكس تزايد عزلة إسرائيل دوليا

تحذير السفر إلى 80 دولة

في 4 ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلن الاحتلال الإسرائيلي رفع مستوى تحذير السفر للإسرائيليين ليشمل 80 دولة حول العالم، إثر عدوانه على غزة.

وقالت هيئة الأمن القومي الإسرائيلي، في تصريح مكتوب: "تقرّر ملاءمة مستوى تحذير السفر إلى عشرات الدول حول العالم"، مشيرة إلى "رفع تحذير السفر إلى المستوى 2 إلى دول عديدة غربي أوروبا، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا وألمانيا؛ وفي أمريكا اللاتينية، شملت البرازيل والأرجنتين، وكذلك أستراليا وروسيا".

يعني المستوى الثاني "التوصية باتخاذ التدابير الاحترازية الزائدة"، وفق المصدر ذاته.

وقالت الهيئة: "تم رفع تحذير السفر إلى المستوى 3 إلى عدة دول أفريقية، بما في ذلك جنوب أفريقيا وإريتريا؛ ودول في آسيا الوسطى، شملت أوزبكستان وكازاخستان وقرغيزيا وتركمانستان".

ويعني المستوى الثالث "التوصية بالتفكير في الرحلات غير الضرورية".

ودعت الهيئة الإسرائيلية إلى "تأجيل الرحلات إلى دول توجد بشأنها تحذيرات سفر، وبشكل خاص الدول العربية والشرق أوسطية، و(دول) شمال القوقاز، والدول المحيطة بإيران ودول إسلامية عدة في آسيا".

كما دعت إلى "الامتناع عن إبراز الرموز الإسرائيلية واليهودية، وعن التجمعات الكبيرة للجهات الإسرائيلية واليهودية".

بهذا الإجراء، تم رفع تحذير السفر الإسرائيلي إلى 80 دولة حول العالم، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.

يُشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عدواناً مدمراً على غزة، أسفر عن استشهاد نحو 16 ألف فلسطيني بينهم أكثر من 6 آلاف طفل، وجرح أكثر من 42 ألف فلسطيني، مخلّفاً دماراً هائلاً في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

تحميل المزيد