“عمو، هذا حلم أم حقيقة؟!” فيديو مؤثر لطفلة فلسطينية بغزة لم يستوعب عقلها أنها أصيبت بقصف إسرائيلي

عربي بوست
تم النشر: 2023/12/03 الساعة 09:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/03 الساعة 10:41 بتوقيت غرينتش
القصف الإسرائيلي يستهدف مساكن المدنيين في غزة - الأناضول

لم يستوعب العقل البريء للطفلة الفلسطينية مرح في قطاع غزة، أنها أصيبت في القصف الإسرائيلي، وراحت تسأل الطبيب الذي يسعفها: "عمو، هذا حلم ولّا بجد (حقيقة)؟"، مسلطة بذلك الضوءَ على المعاناة الكبيرة لأطفال القطاع، الذين يشاهدون أهوال قصف الاحتلال للمناطق السكنية. 

ظهرت مرح وهي تبكي من الألم والصدمة بينما يسعفها الطبيب، بحسب فيديو بثته قناة "الأقصى" على قناتها في "تليغرام"، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023، وفاجأت الطبيب بسؤالها: هل حقاً أنا تعرضت لهذه الضربة (القصف)؟

يجيبها الطبيب برفق: "لا تخافي، أنتِ بخير، قولي الحمد لله"، فتكرر سؤالها للتأكد: "أعرف أنني بخير، لكن هذا حلم ولّا بجد؟".

يُسمع في المقطع مَن تبدو أنها ممرضة تساعد الطبيب، وتسأل الطفلة عن اسمها وعمرها فتجيب: "اسمي مرح، عمري 33″، فتتابع الممرضة: "33 عمرك؟ في أي صف أنت؟".

هنا تجيب مرح بأنها "في صف الـ5 سنين ونصف"، ما يعكس عدم قدرتها على التركيز بسبب صدمة التعرض للقصف وألم الإصابة.

ليست مرح إلا واحدة من آلاف الأطفال في غزة، الذين وجدوا أنفسهم ضحايا لقصف إسرائيلي مدمر بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تخللته هدنة إنسانية لـ7 أيام.

يقول آباء وأطباء نفسيون في قطاع غزة، إن أعراض الصدمة تعلو وجوه الأطفال في القطاع أكثر من أي وقت مضى جراء القصف الإسرائيلي الذي لا يتوقف، ومع عدم وجود مكان آمن للاختباء من القنابل المتساقطة والاحتمال الضئيل أن تتوقف الهجمات.

يشكل الأطفال نحو نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، وملأ كثير منهم المدارس التي تديرها الأمم المتحدة بعد فرارهم من منازلهم دون كميات تُذكر من الطعام أو المياه النظيفة.

الطبيب النفسي فضل أبو هين من قطاع غزة، قال إن الأطفال بدأت تظهر عليهم أعراض خطيرة من أعراض الصدمة مثل التشنجات والتبول اللاإرادي والخوف والسلوك العدواني والعصبية وعدم الرغبة في الابتعاد عن والديهم، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.

تتفاقم المشكلة بسبب الحالة التي توجد عليها الملاجئ المؤقتة بمدارس الأمم المتحدة، حيث يحتمي أكثر من 380 ألف شخص على أمل الهروب من القصف، وينام في بعض الأحيان 100 شخص في الفصل الدراسي الواحد، الأمر الذي يتطلب تنظيفاً مستمراً، ولا توجد إمدادات تُذكر من الكهرباء والماء، لذا فإن الحمامات والمراحيض قذرة للغاية.

تحرير طبش، وهي أم لستة أطفال يحتمون في إحدى المدارس، قالت في وقت سابق لوكالة الأنباء الفرنسية، إن أطفالها يعانون كثيراً خلال الليل ولا يتوقفون عن البكاء ويتبولون على أنفسهم دون قصد، مشيرة إلى أنه ليس لديها الوقت الكافي لتنظيفهم واحداً تلو آخر.

كان تقرير قد صدر عام 2022 عن منظمة "أنقِذوا الطفولة"، وخلص إلى أن الرفاهية النفسية والاجتماعية للأطفال في غزة كانت عند "مستويات منخفضة بشكل مثير للقلق" بعد 11 يوماً من القتال في عام 2021، مما جعل نصف أطفال غزة بحاجة إلى الدعم.

يُشار إلى أنه في 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، انتهت الهدنة الإنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، وأنجزت بوساطة قطرية مصرية، وجرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع، الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.

منذ انتهاء الهدنة، هاجم الجيش الإسرائيلي ما يزيد على 400 هدف في جميع أنحاء قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بحسب بيان له السبت.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرباً مدمرة على القطاع، ما تسبب باستشهاد 15207 فلسطينيين، من بينهم 6150 طفلاً، و4000 امرأة، كما خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.

تحميل المزيد