أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2023 بدء ما أطلق عليها العمليات البرية شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي إن "هناك قوات مدرعة في المنطقة بدأت بالفعل بالتحرك ومهاجمة أهداف تابعة لحركة حماس". وتوقعت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "يقوم الجيش بتوسيع انتشار قواته في المنطقة وتكثيف العملية البرية".
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن العملية البرية المرتقب تنفيذها في جنوب غزة، سوف تضاهي تلك التي قام بها الاحتلال في شمال غزة على حد وصفه، وقال: "خضنا قتالاً ضارياً في شمال قطاع غزة ونفعل الشيء نفسه الآن في الجنوب".
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "آليات إسرائيلية توغلت مساء الأحد، في خان يونس جنوب قطاع غزة، انطلاقاً من المنطقة الشرقية الحدودية في منطقة القرارة شمال شرق خان يونس باتجاه شارع صلاح الدين".
وأضافت: "آليات الاحتلال تتمركز قرب مفترق المطاحن وسط تغطية نارية كثيفة من الطائرات الحربية وإطلاق القذائف من الدبابات والمدافع، ومن طائرات الاستطلاع".
وفي وقت سابق، الأحد، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان عدد من أحياء مدينة خان يونس إلى إخلاء منازلهم؛ تمهيداً لقصفها.
في سياق متصل، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان في مؤتمر صحفي عقده مساء الأحد في العاصمة اللبنانية بيروت، أن "ما فشل الاحتلال في تحقيقه خلال 50 يوماً لن يحققه لاحقاً"، لافتاً إلى أن "نتنياهو سيغرق أكثر في غزة التي كانت وستبقى مقبرة للغزاة والمحتلين".
ودعا "الأحرار في الولايات المتحدة لحجب أصواتهم عن بايدن في الانتخابات المقبلة". وقال: "العالم شهد فرقاً بين تعامل القسام مع الأسرى وتعامل إسرائيل مع الفلسطينيين الأسرى".
وأكد أن "استئناف المفاوضات بشأن الأسرى مرهون بوقف العدوان"، مشيراً إلى أن "لا مناطق آمنة في غزة خلافاً لادعاءات إسرائيل؛ حيث استهدفت أماكن قيل إنها آمنة". وأشار الى أن الجيش الاسرائيلي يستهدف النوابغ من الفلسطينيين وبينهم الدكتور سفيان طايع المصنف عالمياً ضمن الـ2% من نوابغ الفيزياء في العالم.
كذلك فقد دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، إلى "تصعيد كل أشكال المقاومة والاشتباك مع العدو في الضفة". وأضاف أن "العالم شهد فرقاً بين تعامل (القسام) مع المحتجزين وتعامل الاحتلال مع الأسرى الفلسطينيين".
وأكّد أن "الاحتلال الإسرائيلي يصعد جرائمه في غزة والضفة الغربية والقدس وسينتهي بالفشل، وأن غزة كانت وستبقى مقبرة للغزاة والمحتلين". وأشار إلى أن "الولايات المتحدة شريكة في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، وأن السلوك الأمريكي حيال القضية الفلسطينية يشكل عامل استفزاز وتفجير في المنطقة".
في سياق موازٍ، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلى 15 ألفاً و523 فلسطينياً.
وقال المتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، إن "حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بلغت 15.523 شهيداً"، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأضاف القدرة أن حصيلة الإصابات خلال نفس الفترة، ارتفعت إلى "41 ألفاً و316 مواطناً".
وعن حصيلة القطاع الصحي، أكد القدرة: "استشهاد 281 من الكوادر الصحية، وإصابة المئات منهم، بالإضافة إلى تدمير 56 سيارة إسعاف، و56 مؤسسة صحية بالكامل، وخروج 20 مستشفى، و46 مركزاً للرعاية الأولية عن الخدمة".
وأشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي اعتقل (السبت) 4 مسعفين رغم التنسيق لهم، وذهابهم من خان يونس (جنوب) للشمال لإخلاء الجرحى، والمعتقلون هم مدير الإسعاف جنوب قطاع غزة أنيس الأسطل، والمسعفون محمد أبو سمك وحمدان عنابة وعبد الكريم أبو غالي".
وأوضح القدرة أن "الاحتلال الإسرائيلي ما زال يعتقل 35 كادراً صحياً من قطاع غزة، على رأسهم محمد أبو سلمية مدير عام مجمع الشفاء الطبي (غرب مدينة غزة)، في ظروف قاسية والاستجواب تحت التعذيب والجوع والعطش".
وأكد أن "عدد الذين غادروا القطاع للعلاج في الخارج عبر معبر رفح بلغ 403 جرحى ومرضى منذ بداية العدوان (7 أكتوبر/تشرين الأول)، بالإضافة إلى أكثر من 1.5 مليون نازح في مراكز الإيواء".
وطالب بـ"العمل الفوري على توفير ممر إنساني يضمن تدفق الإمدادات الطبية والوقود والمستشفيات الميدانية والطواقم الطبية وخروج مئات الجرحى".
كما دعا "الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للعمل الجاد، للضغط على الاحتلال الإسرائيلي للإفراج الفوري عن كوادرنا الصحية". كما شدد على "ضرورة "إيجاد آليات فاعلة وعاجلة لمنع الكارثة الإنسانية والصحية لأكثر من 1.5 مليون نازح في مراكز الإيواء".
وحذر من أن "الجرحى ينزفون حتى الموت، نتيجة عدم توفر الخدمة الصحية المطلوبة لهم شمال قطاع غزة، جراء استهداف الاحتلال الإسرائيلي ما تبقى من مستشفيات لإخراجها عن الخدمة، وإرغام السكان على النزوح".
القدرة أشار إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يريد إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، إما بالقتل أو التهجير القسري تحت القصف، ويوسع دائرة استهداف المدنيين بعد انتهاء الهدنة، ولم يترك شبراً في قطاع غزة بلا قصف".
جدير بالذكر أنه وفي 1 ديسمبر/كانون الأول 2023 انتهت هدنة إنسانية بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وخلال جولة ما قبل الهدنة، تكررت رسائل للجيش، دعت سكان شمال القطاع إلى التوجه جنوب القطاع، لكنه استهدف النازحين في المناطق الجنوبية وعلى طرقات قال إنها "آمنة"، وارتكب "مجازر موثقة" بحق مدنيين قوبلت باستنكار أممي.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يشن منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرباً مدمرة على غزة، خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية