قالت وسائل إعلام فلسطينية مساء السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، إن الاحتلال الإسرائيلي استهدف منازل المواطنين في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة؛ ما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات. في الوقت نفسه أدلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بأقوى تصريحاته حتى الآن حول ضرورة أن تحمي إسرائيل المدنيين في غزة، واصفاً إياهم بأنهم مركز الثقل في حرب إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ومحذراً من مخاطر تطرفهم.
وقالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلين لعائلتي العصار وزقوت في مخيم النصيرات، ما أدى لاستشهاد 13 مواطناً على الأقل بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة تم نقلهم إلى مستشفى العودة، إضافة إلى وجود العشرات تحت الأنقاض.
الاحتلال يقصف مبنى سكنياً شمال غزة
في حين قصفت طائرات الاحتلال مبنى سكنياً بمنطقة الصفطاوي وشارع الجلاء شمال مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات، تم نقلهم إلى مستشفى المعمداني. وشنت قوات الاحتلال سلسلة غارات على أحياء التفاح والدرج والشجاعية، والصبرة في مدينة غزة. وجنوباً، قصفت مدفعية الاحتلال عشرات القذائف شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
يأتي ذلك في حين استشهد العشرات من المواطنين وأصيب آخرون في غارات شنها طيران الاحتلال الحربي، ومدفعيته وزوارقه، على مناطق مختلفة من قطاع غزة طوال اليوم.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف خان يونس جنوب القطاع بشكل عنيف، حيث استشهد وأصيب عشرات المواطنين جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً لعائلة العبادلة في بلدة القرارة شمال شرق المدينة، ومنزل عائلة الأسطل وسط المدينة، كما استشهد 3 أطفال وأصيب 12 آخرون في قصف استهدف منزلاً في المدينة.
الاحتلال يستهدف منزلاً في خان يونس
كانت طائرات الاحتلال استهدفت منزلاً لعائلة النجيلي في بلدة القرارة شمال شرق خان يونس، ما أدى إلى استشهاد 10 مواطنين أغلبهم نساء وأطفال، حيث إن مربعات كاملة تم إخلاؤها من مدينة خان يونس، إضافة إلى البلدات الشرقية، ما يضاعف أعداد النازحين بشكل كبير، وكانت مدفعية الاحتلال فصلت المحافظة الوسطى عن الجنوب.
في حين قسمت قوات الاحتلال قطاع غزة إلى ثلاث قطع، شمال القطاع، والوسطى، والجنوب، فيما أن بين الوسطى والجنوب ما زال يوجد بعض الطرق الالتفافية وطريق الساحل.
ما تسبب باستشهاد أكثر من 150 مواطناً في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، حيث قصف الطيران الحربي عشرات القنابل على مربع سكني كامل قرب ديوان منتهى.
كما تم نقل أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى إلى المستشفى المعمداني في غزة، في الوقت الذي ما زالت أعداد كبيرة تحت الركام.
وفي حي الزيتون، ارتكبت آلة الحرب عدة مجازر بعد قصف منازل لعائلات شحادة والسوافيري والنجار. واستشهد عدد من المواطنين في أحياء مختلفة من مدينة غزة، مثل حي اليرموك والنصر والشيخ رضوان، إضافة إلى تدمير مهول في المنازل والبنية التحتية.
وأفاد شهود عيان، باستشهاد ستة مواطنين وإصابة 20 على الأقل جراء قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي محطة تمراز في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وكانت قوات الاحتلال ارتكبت مجزرة في مخيم جباليا، حيث استشهد نحو 100 مواطن جراء قصف صاروخي استهدف بناية سكنية تعود لعائلة آل عبيد على رؤوس ساكنيها في مخيم جباليا، وأصيب العشرات، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
واستهدفت طائرات الاحتلال عدة منازل مأهولة في مشروع بيت لاهيا السكني، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين.
وزير الدفاع الأمريكي يحذر من استهداف المدنيين
في سياق متصل، أدلى وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن السبت بأقوى تصريحاته حتى الآن حول ضرورة أن تحمي إسرائيل المدنيين في غزة، واصفاً إياهم بأنهم مركز الثقل في حرب إسرائيل مع حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ومحذراً من مخاطر تطرفهم.
وذكر أوستن "في هذا النوع من القتال، مركز الثقل هو السكان المدنيون. وإن دفعتهم إلى أذرع العدو، فستجعل هزيمة استراتيجية تحل محل نصر تكتيكي"، معولاً على خبرته بصفته جنرالاً بأربعة نجوم خاض المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية. وأضاف: "لذا، دأبت على أن أوضح لقادة إسرائيل أن حماية المدنيين الفلسطينيين في غزة هي مسؤولية أخلاقية وضرورة استراتيجية".
في الوقت نفسه، قالت جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، السبت، إنه "يجب استئناف تدفق المساعدات إلى قطاع غزة في أقرب وقت، بما في ذلك الوقود".
جاء ذلك في مقابلة مصورة أجرتها توما، مع موقع "دي دبليو" الألماني (حكومي) ونشرها حساب "أونروا" الرسمي عبر منصة "إكس" وأضافت توما، "لدينا قلق شديد إزاء عدم السماح، الجمعة، عقب انتهاء الهدنة الإنسانية، بدخول مساعدات جديدة إلى غزة".
وأكدت أن "فرق أونروا تواصل توصيل الإمدادات إلى القطاع، إلا أنها تنفد بسرعة". واختتمت توما حديثها بالقول: "يجب استئناف تدفق المساعدات إلى غزة في أقرب وقت، بما في ذلك الوقود".
وفي وقت سابق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة قتلى الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 15 ألفاً و207 فلسطينيين.
وصباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
جدير بالذكر أنه في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 شنت إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.