بحثت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، السبت 2 ديسمبر/كانون الأول 2023، مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على هامش أعمال "الدورة الـ28 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المُتحدة الإطارية لتغير المناخ" في دبي الوضع في قطاع غزة، وصرحت خلالها برؤية واشنطن لما بعد الحرب.
وقال البيت الأبيض في بيان إن هاريس ناقشت مع الرئيس المصري أفكاراً بشأن التخطيط لمرحلة ما بعد الصراع في غزة، تشمل جهود إعادة الإعمار والأمن والحكم، مؤكدة أن واشنطن لن تسمح تحت أي ظرف بترحيل الفلسطينيين من غزة أو الضفة.
وبحسب بيان البيت الأبيض، فإن هاريس قد شددت على أنه لا يمكن للجهود المتعلقة بإعادة الإعمار والأمن والحكم في غزة أن تنجح إلا في "سياق أفق سياسي واضح للشعب الفلسطيني نحو إقامة دولة خاصة به".
يأتي لقاء هاريس بالسيسي ضمن سلسلة من اللقاءات بعد أن أوفدها الرئيس الأمريكي جو بايدن لتنوب عنه في القمة، بينما يركز على الحرب في غزة؛ إذ اجتمعت مع قادة إقليميين، وتشاورت معهم بشأن أحدث التطورات في غزة.
"لا للتهجير القسري"
في السياق، قال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في بيان، إن اللقاء شهد التباحث بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية، خاصةً في قطاع غزة؛ حيث عرض الجانب الأمريكي رؤيته في هذا الصدد.
ووفقاً للبيان المصري، فقد تم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالي، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً عن حماية المدنيين ومنع استهدافهم، ورفض البلدين القاطع للتهجير القسري للفلسطينيين.
وفي تصريحات لها في وقت لاحق، السبت، ستعبر هاريس عن رغبة الولايات المتحدة في العودة إلى الهدنة بين إسرائيل وحركة "حماس" من أجل الإفراج عن مزيد من الرهائن وتدفق المساعدات الإنسانية مرة أخرى، وفق "رويترز".
"توحيد غزة والضفة"
وقال الناطق باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن هاريس ستوضح خلال لقاءاتها "أننا، كما قلنا مرات عدة من قبل، نعتقد أن الشعب الفلسطيني بحاجة إلى المشاركة في تحديد مستقبله، وأن يكون له دور في ذلك، وأنه بحاجة إلى حكم في غزة يعتني بتطلعاته واحتياجاته".
من جانبه، أفاد مسؤول بالبيت الأبيض بأن هاريس "ستحمل رسالة بشأن غزة ما بعد الصراع، بينما تواجه المنطقة تداعيات الحرب التي قلبت الشرق الأوسط رأساً على عقب".
المسؤول أوضح أن أي خطة لمرحلة ما بعد الصراع في غزة "يجب أن تتضمن أفقاً سياسياً واضحاً للشعب الفلسطيني، وتضمن إعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت كيان واحد".
كما أضاف: "في اجتماعاتها ستحدد نائبة الرئيس القواعد، فيما يتعلق بما بعد الحرب في غزة، وستطرح مقترحات محددة تسهم في انخراط الأصوات الفلسطينية في العملية وتبني دعم إقليمي لجهودنا".
وصباح الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أُنجزت بوساطة قطرية مصرية واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنّت إسرائيل حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.