قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، إن الولايات المتحدة زودت إسرائيل بقنابل كبيرة خارقة للتحصينات، من بين عشرات الآلاف من الأسلحة الأخرى وقذائف المدفعية، للمساعدة في طرد حركة المقاومة الإسلامية حماس من قطاع غزة.
وقال المسؤولون إن موجة التزويد بالأسلحة، وضمن ذلك ما يقرب من 15 ألف قنبلة و57 ألف قذيفة مدفعية، بدأت بعد وقت قصير من هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول واستمرت في الأيام الأخيرة. ولم تكشف الولايات المتحدة سابقاً عن العدد الإجمالي للأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل ولا عن نقل 100 قنبلة BLU-109، وهي قنبلة خارقة للتحصينات تزن 2000 رطل.
حيث يُظهر الجسر الجوي ذخائر بمئات الملايين من الدولارات، خاصة على متن طائرات شحن عسكرية من طراز C-17 تحلّق من الولايات المتحدة إلى تل أبيب، وتحث الولايات المتحدة حليفها الأكبر بالمنطقة على النظر في منع وقوع خسائر كبيرة بصفوف المدنيين في أثناء إمدادها بالعديد من الذخائر المنتشرة.
ويقول بعض المحللين الأمنيين إن عمليات نقل الأسلحة يمكن أن تقوض ضغوط الإدارة على إسرائيل لحماية المدنيين.وقال بريان فينوكين، أحد كبار المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية غير الربحية، والمحامي المستشار السابق في وزارة الخارجية: "يبدو أن هذا يتعارض مع النصائح الواردة من الوزير بلينكن وآخرين لاستخدام قنابل ذات قُطر أصغر".
وعكس أوكرانيا، حيث نشرت الولايات المتحدة تحديثات منتظمة حول بعض الأسلحة التي قدمتها لدعم حرب كييف ضد الغزو الروسي، لم تكشف واشنطن سوى القليل عن عدد وأنواع الأسلحة التي أرسلتها إلى إسرائيل خلال الصراع الحالي. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن عدم الكشف عن هذه الأسلحة نتيجة جزئية لحقيقة أن الأسلحة الإسرائيلية تأتي من خلال آلية مختلفة، وضمن ذلك المبيعات العسكرية. وتعد إسرائيل أيضاً واحدة من أكبر المستفيدين من المساعدات العسكرية الأمريكية، حيث تتلقى 3.8 مليار دولار سنوياً.
وقد استخدمت الولايات المتحدة ترسانة المدفعية والقنابل وغيرها من الأسلحة والمعدات العسكرية في العراق وأفغانستان وسوريا والصومال وليبيا، من بين أماكن أخرى، عادة لاستهداف مجموعات كبيرة من قوات العدو المتجمعة. وعلى النقيض من ذلك، تقاتل إسرائيل في غزة مسلحين يوجدون بين المدنيين في بيئات حضرية كثيفة السكان
وقال ميك مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع السابق والضابط في مشاة البحرية ووكالة المخابرات المركزية: "إنها نوع من الأسلحة المفضلة للمعارك التي خضناها في أفغانستان وسوريا بالمناطق المفتوحة غير الحضرية. قد تستخدمها الولايات المتحدة في مزيد من المناطق الحضرية، لكنها ستجري أولاً كثيراً من التحليل للأهداف؛ للتأكد من أن الهجوم كان متناسباً ويستند إلى الضرورة العسكرية".
ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الدفاع لطلب التعليق على عمليات نقل الأسلحة. ولم يستجب مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض على الفور لطلب التعليق.
ومن بين الذخائر التي نقلتها الولايات المتحدة إلى إسرائيل أكثر من 5000 قنبلة غير موجهة أو "غبية" من طراز Mk82، وأكثر من 5400 قنبلة ذات رؤوس حربية من طراز Mk84 تزن 2000 رطل، ونحو 1000 قنبلة ذات قطر صغير من طراز GBU-39، ونحو 3000 قنبلة JDAM، التي تحول القنابل غير الموجهة إلى قنابل موجهة، القنابل "الذكية"، وفقاً لقائمة داخلية للحكومة الأمريكية للأسلحة التي وصفها المسؤولون الأمريكيون لصحيفة وول ستريت جورنال.
يحمل الصاروخ BLU-109 رأساً حربياً يبلغ وزنه 2000 رطل، وهو مصمم لاختراق الملجأ الخرساني. ويقول محللون عسكريون إنّ نقل القنابل الكبيرة إلى إسرائيل يوضح الخيارات التي تواجه الجيش الإسرائيلي في محاولته القضاء على حماس في غزة، وهي شريط صغير مكتظ بالسكان من الأرض يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني. وحثت إسرائيل أكثر من مليون مدني على مغادرة الجزء الشمالي من قطاع غزة لمنح جيشها حرية أكبر هناك، لكن عشرات إن لم يكن مئات الآلاف من المدنيين بقوا في المنطقة.
يقول المسؤولون الأمريكيون إن إسرائيل استخدمت قنبلة قدمتها أمريكا بحمولة كبيرة في واحدة من أكثر الضربات دموية في الحرب بأكملها، وهو الهجوم الذي أدى إلى تسوية مبنى سكني بمخيم جباليا للاجئين في غزة بالأرض، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص. وقالت إسرائيل إن الغارة قتلت أحد قادة حماس.
وقال فينوكين، المستشار القانوني السابق في وزارة الخارجية: "من المحتمل أن يكون هناك استخدام مشروع لهذه الأشياء، لتدمير المخابئ تحت الأرض. المشكلة هي أن هناك مخيماً ضخماً للاجئين يضم مئات الآلاف من المدنيين فوق تلك الأنفاق عندما تسقط القنبلة. عليك أن تأخذ في الاعتبار الضرر الذي يلحق بالمدنيين".
كما أرسلت الولايات المتحدة إلى إسرائيل ما يقرب من 57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم- وهي ذخيرة رئيسية قدمتها الولايات المتحدة أيضاً لأوكرانيا منذ الغزو الروسي عام 2022- إلى جانب آلاف قذائف المدفعية الأخرى والأسلحة الصغيرة المختلفة.
ودعت الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية والدول العربية التي تتوسط في المفاوضات بين الجانبين، إلى وقف دائم لإطلاق النار. فيما رفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف طويل الأمد لإطلاق النار، وأعربت عن دعمها لحرب إسرائيل من أجل استهداف حماس.