قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، مساء الخميس 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن القطاع يحتاج على الأقل إلى مليون لتر من الوقود يومياً، داعياً المجتمع الدولي إلى إقامة مستشفيات ميدانية تستوعب الجرحى والمرضى في قطاع غزة.
وأوضح المكتب الإعلامي في بيان، أن القطاع يحتاج إلى 1000 شاحنة من المساعدات يومياً، كما دعا الدول العربية والإسلامية إلى استيعاب أعداد من الجرحى لتلقي العلاج، مضيفاً: "ندعو المنظمات الدولية للقيام بما ينبغي لحماية المستشفيات في قطاع غزة".
"كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة"
وتابع البيان: "شعبنا أمام كارثة إنسانية حقيقية ومتفاقمة بسبب تدمير جيش الاحتلال (الإسرائيلي) لأكثر من 60% من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة، خاصة في محافظتي غزة وشمال غزة".
كما أشار إلى أن الوحدات السكنية كانت تؤوي أكثر من 50 ألف أسرة فقدت منازلها بعد تدميرها كلياً، إضافة إلى 250 ألف وحدة سكنية دمرها الاحتلال تدميراً جزئياً.
وعن واقع القطاع الصحي في غزة، قال المكتب الحكومي: "ما زال القطاع الصحي يعاني من انهيار خطير. توقف أكثر من 26 مستشفى، و55 مركزاً صحياً، على خلفية استهداف وقصف واحتلال وتدمير وتفجير المستشفيات".
وتابع: "ما زالت الآلاف من جثامين الشهداء تحت الأنقاض، ولم تتمكن طواقم الدفاع المدني من انتشالها بسبب استهداف الاحتلال للمعدات والآليات، وبسبب عدم وجود وقود لما تبقى من هذه الآليات والمعدات المتهالكة أصلاً"، بحسب المصدر ذاته.
غزة تحتاج مليون لتر من الوقود يومياً
ولفت المكتب الحكومي إلى أن "قطاع غزة بحاجة إلى إدخال 1000 شاحنة يومياً، تحمل المساعدات والإمدادات المطلوبة والفاعلة، وإدخال مليون لتر من الوقود يومياً، لكي يبدأ في مرحلة التعافي".
وحمّل المكتب الاحتلال الإسرائيلي والمجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضمن الحرب على قطاع غزة"، مطالباً بـ"إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وعدم المماطلة وعرقلة إدخال عدد كبير من الشاحنات".
ودعا الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى "وضع خطة إنقاذ عربية وإسلامية عاجلة، من أجل إيجاد حلول إنسانية سريعة تعمل على إيواء أكثر من ربع مليون أسرة فقدت وتضررت منازلها".
كما ناشد الدول العربية والإسلامية ودول العالم "إدخال مستشفيات ميدانية مُجهّزة بالأجهزة الطبية، حتى تُحاول إنقاذ عشرات آلاف الجرحى والمرضى الذين ذاقوا الويلات خلال الحرب".
مئات جثامين الشهداء تحت الأنقاض
في السياق، طالب المكتب الحكومي "بإدخال مئات المعدات والآليات لصالح جهاز الدفاع المدني (الحماية المدنية)، وطواقم الإغاثة والطوارئ، حتى يتمكنوا من انتشال مئات جثامين الشهداء التي ما زالت تحت الأنقاض".
وفي وقت سابقٍ الخميس، قال مدير إعلام الجانب الفلسطيني من معبر رفح لـ"الأناضول"، إن 7 شاحنات إضافية من الوقود وغاز الطهي "دخلت اليوم إلى قطاع غزة"، مؤكداً أن إسرائيل "تعرقل دخول بقية الشاحنات".
الاحتلال يواصل اعتقال 26 من الكوادر الطبية
من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الخميس، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يعتقل 26 من الكوادر الطبية، وأوضحت في بيان، أن المدير العام لمجمع الشفاء الطبي محمد أبو سلمية، على رأس من تعتقلهم قوات الاحتلال، مطالبة كافة الجهات الدولية، بـ"العمل الجاد والفوري من أجل إطلاق سراحهم".
وفي 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، بعد حصاره لعدة أيام، جرت خلالها اشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين في محيطه.
وفي 25 نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت منظمة الصحة العالمية عدم وجود معلومات لديها عن مصير مدير مستشفى الشفاء محمد أبو سلمية، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية.
وقالت المنظمة في بيان، إن "أبو سليمة اعتُقل (من قبل الجيش الإسرائيلي)، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني، مع 5 آخرين من العاملين بالمجال الصحي، أثناء مشاركتهم في مهمة قادتها الأمم المتحدة لإجلاء مرضى".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على القطاع خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية والمستشفيات وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وبوساطة قطرية مصرية أمريكية، بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، هدنة مؤقتة لأربعة أيام بين إسرائيل وحركة "حماس"، تم تمديدها يومين إضافيين، ثم مددت مساء الأربعاء، ليوم إضافي.
وتنص الهدنة على وقف مؤقت لإطلاق النار، وتبادل أسرى، وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع، حيث يعيش 2.3 مليون فلسطيني تضرروا من الحرب.