كشف جنود سرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تفاصيل المواجهة والتصدي الكبير الذي تعرضوا له داخل قطاع غزة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي أدت بالنهاية إلى انسحاب مقاتلي السرية، بعدما تعرضت لنيران كثيفة، ما دفع جيش الاحتلال بالنهاية إلى إقالة ضابطَين مسؤولَين عن هذه القوة.
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نقلت الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن مقاتلين في السرية، قولهم إنه تم تزويدهم بمعلومات استخباراتية، تُفيد بأنهم سيواجهون عدداً صغيراً للغاية من المقاتلين الفلسطينيين، وأنه ربما لا يواجهون أياً منهم على الإطلاق.
لكن هذه القوة وقعت في كمين، وقال المقاتلون: "فجأةً فُتِحَت علينا من كل الزوايا نيران الأسلحة الرشاشة، والأسلحة الخفيفة، والقذائف صاروخية الدفع، بكل شراسة"، على يد عشرات المقاتلين من مختلف الاتجاهات.
أضاف المقاتلون: "رددنا بإطلاق النيران بالطبع، لكن الوضع سرعان ما تحول إلى معركة إنقاذ نتيجة الإصابات التي لحقت بنا (…) لم نحصل على إعداد جيد لذلك. وكان الوضع سينتهي بوفيات لولا قرار القائد بالانسحاب".
بعد المعركة، تقرر سحب السرية من القطاع لاستعادة نشاطها والحصول على مساعدة نفسية، وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن نحو نصف المقاتلين أرادوا العودة للقتال في غزة، وأضافت أنه "في اللحظات الأخيرة، قرر قائد السرية ونائبه عدم الدخول بالمقاتلين وفقاً للجيش، وذلك خشية أن عدم التنسيق مع بقية مكونات اللواء سيعرض حياة المقاتلين للخطر".
أضافت الصحيفة أن ضابطاً اعترف بأن القوة أُرسِلَت إلى المهمة بقرارٍ سيئ، "بعد أن شاركت في نشاط مطول آخر داخل قطاع غزة دون راحة، وقد أسفرت الواقعة عن خلق مناخ صعب في الكتيبة، ولهذا تقرر سحبها للراحة واستعادة نشاطها في عسقلان، وفي الوقت ذاته، تقرر استبدال الضابطين المسؤولين عن قيادة السرية في منتصف المعركة".
من جانبه، قال جندي آخر شارك في المعركة، إن الإحاطات التي تلقوها قبل العملية تضمنت معلومات استخباراتية تقول إنهم سيواجهون عدداً قليلاً من المقاتلين الفلسطينيين، لكنهم سقطوا في كمين شارك فيه عدد كبير من المقاتلين، في مواجهة قوة إسرائيلية أقل نسبياً.
أضاف الجندي أن المقاتلين الفلسطينيين كانوا "على الأسطح يطلقون القذائف المضادة للدبابات والعبوات الناسفة، وقد أُصيب كثيرون بالجروح أو عانوا من الصدمة بسبب المشاهد القاسية. ولم تضرب القوات الجوية ذلك المجمع السكني إلا بعد مغادرتنا. ولم نتلق الغطاء الجوي أثناء العملية رغم أنهم وعدونا بذلك".
تشير الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه السرية تعرضت لعدة أحداث قاسية خلال الشهر الماضي، من ضمنها إصابة عدد من الضباط ومصرع ضابط وإصابة اللواء الذي أثار الجدل المتعلق بالانسحاب.
من جانبه، زعم جيش الاحتلال أنه جلب وحدات أخرى لسد الفجوة، ونقلت الصحيفة عن الجيش القول: "أسفر هذا عن خلق أزمة ثقة، لكننا تعاملنا معها بالشكل الصحيح وتعلمنا الدرس على كافة المستويات. ولم يؤثر سلوك القائد على المعركة بشكل كبير".
يأتي هذا، فيما يشن الاحتلال الإسرائيلي منذ يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلاً، و4 آلاف امرأة، فضلاً عن دمار هائل في البنية التحتية، وكارثة إنسانية غير مسبوقة.