اقتحمت قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مدينة جنين شمالي الضفة الغربية وحاصرت مخيمها، واشتبكت مع فلسطينيين. وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا) أن "قوات كبيرة من جيش الاحتلال ترافقها جرافات، اقتحمت المدينة من عدة محاور وداهمت عدة أحياء ونشرت قناصتها على أسطح عدد من البنايات المرتفعة، وفرضت حصاراً على مخيم جنين من الجهات كافة".
الوكالة أضافت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي "اعتقل شابين، لم تُعرف هويتهما بعد، من داخل مركبة". وتابعت أن قوات من الجيش "تمركزت أمام مدخل الطوارئ في مستشفى جنين الحكومي وفي محيطه"، فيما تقوم "جرافات الاحتلال بتدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين".
فيما ذكر "تلفزيون فلسطين" (حكومي) أن "أكثر من مئة آلية عسكرية و7 جرافات اقتحمت مدينة جنين ومخيمها.. ومستشفى جنين الحكومي ومستشفى ابن سينا ومستشفى الرازي محاصرة بالجيش".
وقال شهود عيان إن اشتباكات مسلحة جرت بين الجيش الإسرائيلي وفلسطينيين في منطقة "دوار السينما" في جنين. وتداول ناشطون على وسائل التواصل مقاطع فيديو تظهر مركبات عسكرية إسرائيلية وتُسمع في أخرى أصوات إطلاق نار.
وفي مدينة الخليل (جنوب)، وصلت "إصابة خطيرة برصاص الاحتلال الحي في البطن إلى المستشفى الأهلي من مخيم العروب (شمالي المدينة)"، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطينية، الأحد، أن خسائر بالملايين طالت اقتصاد مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة؛ بسبب العمليات الإسرائيلية وتدميرها البنى التحتية.
وذكرت مديرية الوزارة في جنين، عبر بيان، أن الجيش الإسرائيلي تعمد تدمير البنية التحتية لاقتصاد المحافظة وتكبيدها خسائر بملايين الدولارات في مختلف القطاعات.
وخلال العام الجاري، ارتفعت وتيرة الاقتحامات الإسرائيلية لمدينة جنين ومخيمها، ما أسفر عن عشرات القتلى وتدمير لبنية تحتية وإغلاق لمنشآت تجارية.
وبحسب البيان، فإن "العديد من المنشآت الاقتصادية اضطرت لتقليص عامليها، أو الإغلاق لفترات طويلة نتيجة الاقتحامات على المدينة، وصعوبة في توزيع البضائع، وتراجع الحركة الشرائية بسبب الحواجز الإسرائيلية بين المدن".
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن غرفة تجارة وصناعة جنين قولها إن "الخسائر وصلت إلى 24 مليون دولار في المنشآت الاقتصادية نتيجة إغلاق حاجز الجلمة (شمال)، حيث يعتمد اقتصاد المدينة على تسوق فلسطينيي الـ48".
وقال رئيس بلدية جنين نضال عبيدي إن إسرائيل دمرت البنية التحتية بشكل كبير، وتجريف الطرق وإتلاف شبكات المياه والصرف الصحي أدى إلى خسائر بـ5 ملايين دولار، وهي تفوق إمكانية البلدية.
ويعمل في محافظة جنين نحو 13 ألف منشأة صناعية تشكل 13.3% من المنشآت العاملة في الضفة، و59.2% من المنشآت تجارية (جملة وتجزئة)، و27.0% تتبع لقطاع الخدمات.
وبين مساء السبت وفجر الأحد، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 فلسطينيين في عملية عسكرية تخللها قصف على مخيم جنين بطائرات مسيرّة.
وبوتيرة يومية، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات اقتحام للقرى والبلدات في أنحاء الضفة الغربية، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين.
وتصاعدت هذه المواجهات على وقع حرب مدمرة شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 48 يوماً حتى 23 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، إذ بدأت في اليوم التالي هدنة إنسانية مؤقتة تستمر 4 أيام، وتتضمن تبادل أسرى ودخول مساعدات إنسانية وإغاثية وطبية ووقود إلى القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كثف الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية قتل خلالها 242 فلسطينياً وأصاب أكثر من 3 آلاف واعتقل 3260، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
وتتواصل هذه الاعتداءات على وقع حرب مدمرة بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذلك اليوم في غزة وخلّفت أكثر من 15 ألف قتيل، بينهم 6150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.
فيما قتلت حركة "حماس" أكثر من 1200 إسرائيلي وأصابت 5431، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية. كما أسرت نحو 239، بينهم عسكريون برتب رفيعة، بدأت في مبادلتهم مع إسرائيل، التي تحتجز أكثر من 7 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وفي 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بدأت هدنة إنسانية لمدة 4 أيام جرى تمديدها يومين إضافيين حتى صباح الخميس المقبل، وتتضمن تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية في عام 2006.