انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من مدينة جنين ومخيمها بعد عملية عسكرية استمرت نحو 18 ساعة، استُشهد فيها طفلان، أحدهما عمره 8 سنوات، وجرفت خلالها قوات الاحتلال طرقات ودمرت محال تجارية وفجرت منازل.
كان نضال عبيدي، رئيس بلدية جنين قال في وقت سابق الأربعاء، إن جيش الاحتلال "أعلن مدينة جنين ومخيمها منطقة عسكرية مغلقة"، وفق ما نقلت عنه الأناضول.
ولفت عبيدي إلى أن القوات الإسرائيلية "تحاصر عدداً من مستشفيات المدينة، بما فيها المستشفى الحكومي، وسط سماع أصوات الرصاص والانفجارات، وتجريفٍ للبنية التحتية".
أضاف: "التجريف والتخريب للشوارع والبنية التحتية بات أمراً اعتيادياً في كل مرة يقتحم الجيش المدينة والمخيم"، مشيراً إلى أن الجيش اعتقل عدداً من السكان.
استشهاد طفلين فلسطينيين
في السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان: "استشهاد طفلين برصاص الاحتلال في جنين"، وأوضحت أن الشهيدين هما: آدم سامر الغول (8 أعوام)، وباسل سليمان أبو الوفا (15 عاماً).
ووثقت مشاهد عبر مواقع التواصل، لحظة إعدام الطفلين عبر إطلاق النار عليهما من قوات الاحتلال من مسافة قريبة في جنين، ولم يكن الطفلان يحملان سلاحاً أو ما يشكّل أي تهديد على قوات الاحتلال، التي دأبت على قتل الأطفال والنساء في غزة والضفة الغربية.
ومساء أمس الثلاثاء اقتحمت قوات الاحتلال مدينة جنين ومخيمها، وسط اعتقالات وإصابات ومحاصرة للمستشفيات والطواقم الطبية، وإعلان الاحتلال للمدينة ومخيمها "منطقة عسكرية مغلقة".
ودمرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بنى تحتية وممتلكات الفلسطينيين في جنين، كما اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين؛ ما أسفر عن إصابة واعتقال عدد من المواطنين.
تدمير للبنية التحتية
حيث اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال، ترافقها جرافات، المدينة من عدة محاور، وداهمت عدة أحياء، ونشرت قناصتها على أسطح عدد من البنايات المرتفعة، وفرضت حصاراً على مخيم جنين من الجهات كافة، في ظل اشتباكات بين قوات الاحتلال ومقاومين فلسطينيين، وفق وكالة "شهاب" المحلية.
في السياق، نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن مصادر، أن قوات الاحتلال شنت حملة مداهمات واسعة للمنازل في الحي الشرقي وفي مخيم جنين وسط اندلاع مواجهات عنيفة، فيما لا تزال جرافات الاحتلال تواصل تدمير البنية التحتية في جنين ومخيمها، خاصة في حيي الدمج والسمران، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
في غضون ذلك، قصفت المسيّرات الإسرائيلية منزل منزل أحد المواطنين بصواريخ أنيرجا، وقصفت مركبة في المخيم، فيما واصلت الجرافات تدمير البنية التحتية من شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والشوارع.
حملة اعتقالات واسعة
وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في جنين ومخيمها، إذ اعتقلت كلاً من: "والدة الأسيرين نور ومنير سلامة، وزوجة هاني أبو الشاكر، بحجة أن نجلها مُطارد، وطلال الحصري، ونور الدين منصور ونجله عبد الله، والجريح عبد الله زميرو، والأشقاء بسام وقسام وهمام الحريري، وفضل قاسم الجدعون"، بحسب "وفا".
وبين مساء السبت وفجر الأحد الماضي، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 5 فلسطينيين في عملية عسكرية تخللها قصف على مخيم جنين بطائرات مسيرّة.
وبوتيرة يومية، ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي حملات اقتحام للقرى والبلدات في أنحاء الضفة الغربية، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق نار وقنابل غاز على الفلسطينيين.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 كثف الجيش الإسرائيلي عمليات اقتحام واعتقال في مدن وبلدات الضفة الغربية قتل خلالها 242 فلسطينياً وأصاب أكثر من 3 آلاف واعتقل 3260، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.وتتواصل هذه الاعتداءات على وقع حرب مدمرة بدأها جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذلك اليوم في غزة وخلّفت أكثر من 15 ألف شهيد، بينهم 6150 طفلاً وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.