أجواء “باهتة” قبل انتخابات مصر بسبب حرب غزة.. دعاية محدودة والمواطنون انتظروا محفزات اقتصادية لم تأت

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/28 الساعة 11:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/12/01 الساعة 09:32 بتوقيت غرينتش
المؤتمر الصحفي للهيئة الوطنية للانتخابات في مصر/ رويترز

قبل أسبوع واحد فقط على انطلاق انتخابات الرئاسة المصرية مطلع شهر ديسمبر/كانون الأول المقبل، تبدو الأجواء في الشارع المصري كأنه لا شيء يحدث على الإطلاق، فلا تلاحظ أي زخم يرتبط بالحملات الدعائية أو اللافتات أو اللقاءات الجماهيرية.

وتسيطر حالة من "البرود السياسي" على مشهد المنافسة الانتخابية، في وقت تزداد فيه سخونته تجاه تطورات الأوضاع في قطاع غزة وما يترتب عليها من تداعيات ترتبط بالأمن القومي المصري مباشرة، وسط حالة من القلق المستمر من تنفيذ مخططات إسرائيلية تستهدف نقل أهالي غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

وجاء المؤتمر الشعبي الحاشد الذي نظمه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في استاد القاهرة الدولي، مساء الخميس الماضي، متداخلاً مع هذا المشهد، إذ إنه يعد الظهور الأول له شعبياً منذ بدء الدعاية الانتخابية في التاسع من الشهر الجاري. 

وفي الوقت ذاته، فإن ظهوره ارتبط بفعالية نظمها صندوق "تحيا مصر" (جهة شبه حكومية)، وليس حملته الانتخابية، بعنوان "تحيا مصر فلسطين"، وهو ما يشي بأن السلطة المصرية ذاتها لا تولي اهتماماً مماثلاً بالانتخابات التي بدت محسومة لصالح بقاء السيسي في منصبه لست سنوات مقبلة، بحسب المتابعين.

تراجع الأجندة الداخلية 

لم تؤثر الحرب على غزة على حملات الدعاية والبرامج الانتخابية بما تتضمن من مؤتمرات ولقاءات إعلامية وحشد جماهيري فقط، لكنها أثرت أيضاً على الشارع المصري الذي قلّت فيه لافتات المرشحين على عكس المتوقع، واختفى الحراك السياسي والحشد، وتغيرت أجندة المواطنين، وتبدل الحديث من الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار إلى الحديث عن بشاعة الاحتلال الصهيوني والأمن القومي المصري ومخططات التهجير.

لا يقف محمد سمير، وهو موظف بإحدى الهيئات الحكومية، كثيراً أمام اللافتات القليلة التي تنتشر في الطرق العامة والكباري والجسور للدعاية لأي من المرشحين، وربما هي الشيء الوحيد الذي يشير إلى أن هناك انتخابات قادمة، فمن يدعم مرشحاً يريد توثيق تأييده ودعمه، والتغيير الوحيد الذي طرأ عليها هو تأييد المرشحين لـ"الأشقاء في غزة".

اللافت أن الموظف لا يعرف من المرشحين الأربعة سوى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولم يشاهد أو يستمع إلى برامج الثلاثة الآخرين، ولا يعتبرها انتخابات حقيقية بالمعنى المعهود.

أضاف سمير لـ"عربي بوست" أنه كغيره من المصريين كان قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يئن من قسوة الظروف والأوضاع الاقتصادية ونتائجها التي أثرت معيشياً على أسرته المكونة من خمسة أفراد، بينهم ثلاثة في مراحل التعليم المختلفة.

مصر
رفع أسعار الكهرباء والغاز ينعكس على باقي القطاعات الاستهلاكية في مصر – رويترز

كان سمير ينتظر أن تأتي الانتخابات بما يساهم في تخفيف الأعباء عليه بما يمكن أن تقدمه الحكومة من حوافز لإرضاء فئة عريضة من الجماهير لكسب المزيد من المؤيدين لمرشحها.

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أعلن عن سلسلة قرارات تشمل زيادة في الرواتب وإعفاءات ضريبية قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وانتظر الكثيرون المزيد من الحوافز للتخفيف من الأزمة الاقتصادية، وهو ما لم يحدث.

وفي الثالث من أكتوبر/تشرين الأول أعلن رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أنه جرى التوافق بين الحكومة والصناع والتجار على مبادرة لخفض أسعار السلع الأساسية، لكن بعد أحداث غزة لم تهتم الحكومة بالسيطرة على الأسعار.

 كل ذلك لم يلتفت له الموظف – على حد قوله – بعدما وجد نفسه أمام خطر أكبر على الحدود الشرقية يتمثل في الحرب الدائرة بوحشية في قطاع غزة، والحديث المتواصل عن مساعي إسرائيل لتهجير أهالي القطاع إلى سيناء، وما يترتب على ذلك من احتمالات الدخول في حرب مباشرة، أو على أقل تقدير الانغماس في مشكلات اقتصادية وأمنية.

شعر الموظف ومثله الملايين أنهم يعيشون "أجواء حرب"، وأن اتفاقية السلام قد تلغى بين ليلة وضحاها، وظهرت مطالبات كثيرة بذلك من رجل الشارع العادى وأعضاء بالبرلمان وسياسيين، في حال أصرت تل أبيب على عدوانها على الشعب الفلسطيني وتنفيذ عملية التهجير.

حملات دعائية مختصرة

وأعلنت حملات المرشحين الرئاسيين الأربعة اختصار حملاتهم الانتخابية، لأسباب مختلفة، بينها ضيق الوقت، وقلة المبلغ المحدد للدعاية، والذي يصل إلى 20 مليون جنيه فقط للمرشح الواحد.

كذلك اتخذ البعض قراراً بالتبرع بجزء من أموال الدعاية إلى فلسطين، كما فعلت حملة السيسي، إلى جانب قناعة المرشحين بأن الظرف الإقليمي الراهن إلى جانب ما يعانيه المواطنون من ظروف قاسية لا يتماشى مع البذخ الذي كان سائداً كمظهر شكلي لعملية الانتخابات.

وأصدر المستشار محمود فوزي، رئيس الحملة الانتخابية للمرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، توجيهاً للحملة من المرشح الرئاسي بتخفيض تكاليف الدعاية للحملة الانتخابية، خلال المرحلة المقبلة؛ نظراً للظرف الاستثنائي الذي تمر به المنطقة، ودعت الحملة كافة الأحزاب والجهات المؤيدة للحملة، والتي كانت تنوي دعم الحملة أو التبرع لها بأموال، إلى أن تقوم بالتبرع بتلك الأموال إلى حسابات المؤسسات والجمعيات الأهلية لدعم أهالي قطاع غزة.

شعارات مكررة وملايين مهدرة

على مدار الأيام الماضية، نظمت أحزاب مؤيدة للسيسي بعض المؤتمرات بمحافظات مختلفة، إلى جانب لقاءات تعقدها الحملة الرسمية مع ممثلين لفئات مختلفة، بينما واصل المرشحون الآخرون جولاتهم الانتخابية والظهور في برامج تلفزيونية خلال فترة الدعاية الانتخابية التي تستمر حتى موعد بدء الصمت الانتخابي في الداخل يوم 8 ديسمبر/كانون الأول.

لكن أيمن سعد، وهو عامل بإحدى الأراضي الزراعية بمحافظة المنوفية، يرى أن أساليب الحشد التي انتهجها حزب مستقبل وطن (الظهير السياسي للحكومة المصرية) للمشاركة في الفعاليات من خلال توزيع الهدايا ومنح الأموال في بعض الأحيان، تؤكد على أنه لا أحد لديه الرغبة في أن يضيع وقته في الاستماع لشعارات مكررة، في ظل أزمات عديدة يتعرض لها الوطن.

وأضاف: "لا أنوي الذهاب للانتخابات من الأساس، أتمنى أن تتم تزكية الرئيس عبد الفتاح السيسي بدلاً من ملايين الجنيهات التى تنفقها الدولة على عملية الاقتراع".

وأضاف أن ما يواجهه البلد من أخطار أكثر أهمية من الانتخابات التي لن تأتي بجديد، وتمنى لو أن الحكومة التزمت ونفذت مبادرات تخفيض الأسعار أو تحسين أوضاع الاقتصاد، أو تنجح في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب بدلاً من السير في طريق معروف نتائجه مسبقاً، مشيراً إلى أن أهالي الأرياف الذين ليس لديهم معرفة قوية بالسياسة وتفاصيلها ولا يولون اهتماماً بها الآن أكثر إدراكاً للخطر الذي يلاحظونه يومياً جراء الأزمات الاقتصادية.

في اليوم الثاني للهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة، شهدت أسواق القطاع توافد آلاف الفلسطينيين لشراء احتياجاتهم الأساسية، بعد رحلة نزوح شاقة جنوبا نتيجة الحرب الإسرائيلية المدمرة على شمال القطاع. وتمكن المزارعون الفلسطينيون من قطف بعض الخضروات من أراضيهم، التي لم يكونوا قادرين على الوصول إليها بسبب الحرب على غزة. كما تمكنت المحال التجارية من فتح أبوابها لبيع ما بداخلها من سلع، وتخفيف المعاناة على سكان غزة. ( Atia Darwish – وكالة الأناضول )

ويتابع قائلاً: "ارتفاع معدلات الأمية والفقر في القرى والنجوع والمناطق البعيدة عن المدن يجعل من مسألة الحشد الشكلي للانتخابات ممكناً مع حالة الاستنفار التي يشنها أعضاء مجلس النواب المحسوبون على الحكومة في تلك الأثناء لدفع المواطنين نحو المشاركة، لكن الواقع يشير إلى أنه لا أحد يهتم بما سوف يحدث، وإذا سألنا المواطنين عن موعد الانتخابات أو المشاركين فيها إلى جانب الرئيس لن يتمكن أحد من الإجابة".

وفي آخر انتخابات رئاسية عقدت عام 2018، شارك 24.3 مليون ناخب من إجمالي 59.1 مليون مواطن لهم حق التصويت بنسبة مشاركة بلغت 41.05%، وتصدرت المشاركة محافظة الوادي الجديد بنسبة 58.76%.

وتسعى الحكومة المصرية إلى تشجيع المواطنين للمشاركة في الانتخابات، وأبرمت الهيئة الوطنية للانتخابات، بروتوكول تعاون مع وزارة الشباب والرياضة بهدف توعية وتثقيف الشباب عن دور الهيئة الوطنية للانتخابات، وأهمية المشاركة في الانتخابات الرئاسية المصرية 2024، والحياة السياسية.

وأعلنت مصر الانتهاء من كافة الاستعدادات لتنظيم الانتخابات الرئاسية المقبلة للمصريين بالخارج داخل مقار البعثات الدبلوماسية المصرية والقنصليات في 121 دولة حول العالم، واستهلت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج السفيرة سها جندي جولتها بالخارج بزيارة السعودية، الأسبوع الماضي، للقاء رموز وقيادات الجالية المصرية، ضمن حملة "شارك بصوتك" من أجل تحفيز نحو 3 ملايين مصري موجودين بالمملكة على المشاركة.

وجاءت زيارة الوزيرة ضمن جولة تستهدف دولاً خليجية وأوروبية عدة يوجد بها العدد الأكبر من المصريين بالخارج الذين يصل عددهم إلى نحو 14 مليون شخص سيكون لهم حق التصويت.

الانتخابات الرئاسية.. حُسمت قبل أن تبدأ

بحسب مصدر سياسي مقرب من الأجهزة الأمنية تحدث إليه "عربي بوست"، ذكر أن ما يحدث في غزة، وما يترتب عليها يفرض تحديات أمنية واقتصادية وعسكرية صعبة على القاهرة، وأضحت الآن جزءاً من المشاكل المصرية الحقيقية، وحينما يكون الوضع كذلك، فإنه لا يمكن الحديث عن مناظرات انتخابية أو مؤتمرات شعبية دعائية، خاصة أن الجميع يدرك أنها حُسمت قبل أن تبدأ.

وأضاف المصدر أن النظام المصري يتعامل بشكل جيد مع الأجواء الحالية، إذ لم يدفع باتجاه مزيد من استفزاز المواطنين وترك أحداث غزة تهيمن على الوضع العام.

وأضاف أن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤتمراً جماهيرياً موسعاً يحمل اسم "دعم فلسطين" يعبر عن ذكاء سياسي، على حد وصفه، لأن الحديث عن المشكلات الداخلية يُعيد تذكير المواطنين بأزمات تراجعت بصورة كبيرة بشكل مؤقت. كما أن التحركات المصرية باتجاه تقديم الدعم الإنساني لقطاع غزة يحظى بترحيب داخلي، وبالتالي قامت حملته  بتغذية هذا الأمر الذي يتماشى مع اتجاهات الرأي العام في الداخل.

وأوضح المصدر أن الحكومة ترى أن الخلل الحالي في الممارسة السياسية قبل الانتخابات يعد أمراً طبيعياً، ولا توجد مشكلة في أن يتراجع الحديث عن الانتخابات؛ لأن ذلك واقع مفروض عليها في المقام الأول.

وأضاف أن جهد الحكومة الآن يقتصر على أن يبقى هناك شكل جماهيري خلال الاقتراع من خلال الحشد والتعبئة العامة التي تجيدها وسائل الإعلام، وكذلك القائمون على الحملات الانتخابية والقريبون منها أثناء الاقتراع، وأن هدفها سيكون بعث رسالة مفادها أن من قاطعوا الانتخابات ليس لديهم تأثير يذكر.

ودعت 9 أحزاب تنتمي إلى الحركة المدنية المعارضة، وعدد من الشخصيات العامة، إلى مقاطعة الانتخابات بسبب الانتهاكات التي جرت أثناء مرحلة جمع التوكيلات، في إشارة إلى عدم تمكن البرلماني السابق أحمد الطنطاوي من جمع تأييدات من المواطنين.

اختلاف خطط الحكومة بعد حرب غزة

وقال مصدر حكومي مطلع لـ "عربي بوست" إن خطط الحكومة في التعامل مع الانتخابات الرئاسية اختلفت بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، وإن الرئيس السيسي انشغل خلال الأيام الماضية بالتعامل مع ما وصفه بـ "المخططات العدائية ضد الدولة المصرية"، من خلال طرح مخطط التهجير، وكذلك المشكلات التي واجهتها مصر لإدخال المساعدات مع التعنت الإسرائيلي، إلى جانب تطورات المشهد الأمني بالقرب من الحدود الشرقية مع الاستفزازات الإسرائيلية، ونهاية بجهود الوصول إلى هدنة إنسانية في القطاع.

مصر غزة الاحتلال
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي – رويترز

وذكر المصدر أن برنامج الحملة الانتخابية للرئيس جرى اختصاره بصورة كبيرة تماشياً مع الأحداث الجارية، كما أن الجهود التي كانت تتبناها الدولة لتهدئة الأزمات الاقتصادية قبل الانتخابات جرى إدخال تعديلات عليها؛ لأن الدولة وجدت نفسها أمام مشكلات وأزمات جديدة تتعلق بتراجع واردات الغاز الطبيعي إليها، إلى جانب ضبابية المشهد على المستوى الإقليمي، ما عرقل خطط الأطروحات الحكومية.

ولفت إلى أن الحكومة "أبدت اهتماماً كذلك بما يمكن أن توفره كمساعدات للأشقاء في غزة، وبدت خطواتها تتجه على نحو أكبر باتجاه الحدود الشرقية، وأيضاً تجهيزها لاستقبال المرضى والمصابين من القطاع، وهي مستجدات لم تكن موضوعة في الحسبان".

لا صوت يعلو فوق الحرب على غزة

وكان المستشار حازم بدوى رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات ونائب رئيس محكمة النقض، دعا قبل أيام معدودة من الانتخابات الرئاسية جموع الناخبين إلى النزول لأماكن الاقتراع والإدلاء برأيهم في حرية تامة، مشيراً إلى أن الهيئة هي المنوطة بحماية هذا الحق، وأن يكون لكل صوت في الصندوق أثر في نتيجة الانتخابات.

ويخوض المنافسة على انتخابات الرئاسة، 4 مرشحين، وهم: عبد الفتاح السيسي، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي فريد زهران، ورئيس حزب العدل عبد السند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر.

ويصوت المصريون في الخارج على انتخابات الرئاسة في أول 3 أيام من شهر ديسمبر/كانون الأول، وتجرى في الداخل خلال أيام 10، 11، 12 من الشهر ذاته.

وأوضح عضو برلماني أن الصورة المتوقعة للماراثون الانتخابي قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول اختلفت تماماً عما يحدث الآن، مشيراً إلى أن قضايا الأمن القومي توحد المواطنين دائماً خلف القيادة السياسية.

هذا يفسر – من وجهة نظره – ما يحدث في الشارع المصري؛ حيث خفتت الانتقادات الملاحقة للسلطة في العالمين الافتراضي والواقعي، وسكن الحديث عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البلاد، ولم يعد هناك اهتمام بمعدلات التضخم، أو شح الدولار ووصوله في السوق السوداء إلى 51 جنيهاً، وحتى الملاحقات القضائية للنائب السابق أحمد الطنطاوي بعد التضييق عليه في جمع التوكيلات لم تعد تهم الكثيرين من أتباعه.

يستكمل النائب أن أعضاء الحملات الانتخابية للمرشحين كانوا ينتظرون الترويج والتسويق لمرشحهم مع انطلاق الدعاية الانتخابية رسمياً في التاسع من نوفمبر/تشرين الثاني، لكن تحولت دفة البرامج الانتخابية من الاقتصاد إلى الأمن القومي، ولم يتم عقد مناظرات بين المرشحين أو يتم تنظيم مؤتمرات جماهيرية ضخمة كما كان مقرراً، فقد تبدلت قائمة الأولويات بالنسبة للكثيرين.

وأكد على أن الحرب صبت في مصلحة المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي. فقبل السابع من أكتوبر كان هناك يقين بفوزه لعدم اقتناع المواطنين بقدرة أي من المرشحين على إدارة البلاد وفقدانهم الأمل بالعملية السياسة برمتها أو القدرة على التغيير من خلال صناديق الانتخابات، لكن بعد طوفان الأقصى أصبح هناك يقين أن الفترة القادمة تحتاج لرئيس ذي خلفية عسكرية استخباراتية، على حد قوله.

ويؤكد النائب أن صوت الحرب في غزة دفعت المرشحين وحملاتهم لنهج طرق ما كانوا طرقوها لو لم تحدث حرب القطاع؛ خفت النقد وتوقفت المبارزات، ونسيت الانتهاكات التى حدثت أمام مكاتب التوثيق، واصطف الجميع وراء القيادة السياسية ذات الخلفية العسكرية؛ بسبب جدية التهديدات الحالية.

يشير أحد أعضاء حملة المرشح الرئاسي حازم عمر عن حزب "الشعب الجمهورية" إلى أن الحملة جهزت على مدار أسابيع برنامجاً انتخابياً مميزاً للتأثير على الناخب، لكن بعد الطوفان وما يمر به أهالي القطاع من مآس قررت الحملة أن يكون هناك مسار مختلف للدعاية ترشيداً للنفقات.

واستهل مرشح حزب الوفد عبد السند يمامة حملته الانتخابية بشعار "غزة في قلب الوفد"، وقرر الحزب أن تكون مؤتمرات مرشحه للرئاسة للحديث عن الظروف التي تمر بها الأمة العربية.

وقالت أميرة صابر، المتحدثة باسم حملة المرشح الرئاسي فريد زهران، رئيس حزب المصري الديمقراطي، إن "الحملة أعلنت ترشحه في ظرف مغاير لما يجري حالياً، وفقدنا الكثير من الحماسة والشغف؛ لأن الحزن يخيم على الجميع".

تحميل المزيد