يقول دبلوماسيون إن القوى الغربية تحجم عن اتخاذ موقف صارم مع طهران خوفاً من تفاقم التوترات في الشرق الأوسط، في الوقت الذي تُطور فيه إيران برنامجها النووي وتُقلص تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، بحسب ما نشرته صحيفة The Times Of Israel الإسرائيلية.
وفي اجتماع مجلس محافظي الوكالة هذا الأسبوع في فيينا، أدانت الولايات المتحدة وما يسمى بمجموعة E3- فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة- امتناع طهران عن التعاون، ورغم تأكيدها على أن تصرفات إيران "تجاوزت حدوداً غير مسبوقة"، أحجمت عن اتخاذ قرار مُلزِم.
فيما قال دبلوماسي كبير ملخصاً المأزق الحالي: "الصورة قاتمة، لكن الحقيقة في الوقت الحالي أنه لا توجد رغبة في استفزاز إيران بسبب الحرب الدائرة في الشرق الأوسط".
وأظهر التقرير السري للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الأسبوع الماضي، أن إيران تمتلك الآن ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60%، أي أقل بقليل من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، لتصنيع ثلاث قنابل نظرياً.
فيما قال مصدر دبلوماسي: "هذه كمية كبيرة، خاصةً إن كنت لا تستخدمها في أي شيء". ونفت إيران مراراً سعيها لامتلاك أسلحة نووية.
ورغم تباطؤ إيران في إعادة تركيب معدات المراقبة الخاصة بالوكالة التي فصلتها العام الماضي، سحبت مؤخراً أيضاً اعتماد عدد من مفتشي الوكالة، فبحسب دبلوماسيين تأثر ثمانية مفتشين من فرنسا وألمانيا بقرار طهران.
ومطلع هذا العام، مُنع مفتش روسي آخر من الوكالة من الدخول بعد اكتشاف تعديل فني في أجهزة الطرد المركزي، أدى إلى وصول التخصيب إلى ذروته عند 84%.
وقال رئيس الوكالة رافائيل غروسي، في وقت سابق، إن منع إيران لمفتشي الوكالة "ضربة قوية" لقدرة الوكالة على مراقبة برنامج طهران النووي.
فيما قالت كيلسي دافينبورت، من مؤسسة أبحاث رابطة الحد من الأسلحة، إن إحجام مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن التحرك "مفهوم"، إلا أنه يشكل أيضاً "حالة كانت الأولوية فيها للاعتبارات الجيوسياسية على الانتشار النووي".
وحذَّرت من أن الامتناع عن محاسبة إيران على برنامجها النووي المتقدم "يرسل إشارة خاطئة إلى طهران وغيرها من الدول التي تسعى إلى نشر الأسلحة النووية".
وقالت لوكالة فرانس برس إنه وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط ووصول إيران "إلى أعتاب أسلحة نووية، هناك خطر متزايد من أن تخطئ الولايات المتحدة أو إسرائيل في تقدير نوايا إيران النووية"، داعيةً إدارة بايدن إلى كسر هذا الجمود.
فيما قال الدبلوماسي الكبير إن محاولات القوى الغربية تحاشي إثارة التوترات في المنطقة، وإحجامها عن اتخاذ إجراءات صارمة مع إيران "زاد من جرأة" طهران لأنها تستفيد من "حماية" موسكو.
وما يخشاه المجتمع الدولي تحديداً امتداد الحرب بين إسرائيل وحماس إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل، التي تشهد تبادلاً متصاعداً في إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران، فيما قالت هيلواز فايت، الباحثة في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية: "بالنظر إلى أننا لا نعرف مدى ارتباط طهران بهذه الجماعات، يتخذ القادة الغربيون أكبر قدر ممكن من التدابير الاحتياطية".