أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الجمعة 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أن حل الدولتين الذي من شأنه إحلال السلام في الشرق الأوسط يتطلب وضع حدٍّ لعنف المتطرفين المستوطنين في المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية المحتلة، التي ازداد معدل الاعتداء فيها على الفلسطينيين بعد عملية "طوفان الأقصى".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقدته دير لاين مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في كندا، على هامش قمة الاتحاد الأوروبي وكندا.
فون دير لاين رحبت ببدء الهدنة الإنسانية المؤقتة، التي تنص على تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس"، وقالت: "أود أن أشكر من جعلوا هذا ممكناً، وخاصةً الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإسرائيل وقطر ومصر على جهودهم الدؤوبة".
كما شدّدت المسؤولة الأوروبية على أهمية إيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأكدت أن التعايش السلمي ممكن فقط من خلال حل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية.
أضافت دير لاين: "يحتاج الشعب الفلسطيني وجيرانه العرب إلى ضمانات بعدم حدوث تهجير قسري، ومنظور صالح للحياة عبر دولة فلسطينية مستقلة، تضم غزة والضفة الغربية، وتحكمها إدارة فلسطينية متجددة، لهذه الغاية يجب إنهاء العنف غير المقبول للمتطرفين في الضفة الغربية".
يأتي هذا فيما تتواصل اعتداءات جيش الاحتلال والمستوطنين على سكان الضفة الغربية، وكانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت مساء الخميس، 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن استشهاد طفل برصاص الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية.
ومنذ أسابيع ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات واسعة بالضفة، في ظل وضع متوتر ومواجهات ميدانية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي في أنحاء الضفة، بالتزامن مع استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة.
كانت الأمم المتحدة قد حذّرت بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2023، من "تزايد كبير" في اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين بالضفة الغربية المحتلة، وقال بيان أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن متوسط اعتداءات المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية ارتفع من 3 إلى 7 اعتداءات يومياً.
كذلك ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حولت إسرائيل الضفة الغربية إلى أشبه بكانتونات معزولة، واقتحمت المدن والمخيمات الفلسطينية بدعوى ملاحقة المطلوبين.
يأتي هذا فيما تُشير معطيات وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية ارتفع إلى 229، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إضافة إلى نحو 2900 جريح.
يُذكر أنه على مدى الـ48 يوماً الماضية شنّ الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6 آلاف و150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، فيما تجاوز عدد المصابين 36 ألفاً، بينهم أكثر من 75% أطفال ونساء، وفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.