المخابرات الإسرائيلية حذرت نتنياهو قبل “طوفان الأقصى”: الأزمة الداخلية تشجع على شن هجمات ضد إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/21 الساعة 10:57 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/21 الساعة 10:59 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو/ رويترز

حذَّر رئيس قسم الأبحاث في مديرية المخابرات التابعة للجيش الإسرائيلي رئيسَ الوزراء بنيامين نتنياهو شخصياً من أنَّ الأزمة السياسية والمجتمعية المحيطة بالإصلاح القضائي تشجع إيران وحزب الله وحماس على المخاطرة بشن هجمات ضد إسرائيل، بما في ذلك الهجمات المشتركة، حسبما ذكرته صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الإثنين 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وكتب العميد عميت ساعر، في خطابين أرسلهما إلى نتنياهو في مارس/آذار ويوليو/تموز: "نرى جدلاً حول ما إذا كان يجب البقاء على الحياد، والسماح لإسرائيل بمواصلة إضعاف نفسها أو اتخاذ مبادرات وزيادة تفاقم الوضع". وتقع الرسالتان في قلب الجدل الدائر حول تحذيرات الجيش الإسرائيلي بشأن العواقب الدفاعية للإصلاح القضائي.

تحذيرات سابقة للحكومة

وفي العام الماضي، أصدر مسؤولون سابقون وحاليون في وزارة الدفاع عدداً من التحذيرات العامة والخاصة بشأن تداعيات الإصلاح القضائي على مؤسسة الدفاع، وقبل وقت قصير من التصويت على مشروع قانون "الحد من المعقولية" في شهر يوليو/تموز، رفض نتنياهو الاجتماع مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، على الرغم من طلب الجيش الإسرائيلي عقد الاجتماع قبل التصويت.

وأرسل ساعر رسالته الأولى إلى نتنياهو في 19 مارس/آذار، قبل أسبوع من المحاولة الأولى للموافقة على الجزء الأول من الإصلاح القضائي ومحاولة إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت. بينما أُرسِلَت الرسالة الثانية في 16 يوليو/تموز، قبل أسبوع من التصويت على مشروع قانون المعقولية. وتضمنت الرسالتان ملحقاً لمعلومات استخباراتية أولية، بما في ذلك تحليل قصير يحذر من الخطر الوشيك للتصعيد العسكري.

وجاءت الرسالة الأولى بعنوان "الأشياء التي ترونها من هناك – كيف يُنظَر إلى إسرائيل داخل النظام؟" وأشار ساعر في الرسالة إلى أنَّ "جميع الفاعلين في النظام يشيرون إلى حقيقة أنَّ إسرائيل تعيش أزمة حادة وغير مسبوقة تهدد تماسكها وتُضعِفها (هذه الجملة مكتوبة بالخط العريض في الرسالة). بالنسبة لأعدائنا الرئيسيين -إيران وحزب الله وحماس- هذا الضعف من شأنه أن يؤدي لانهيار مباشر لإسرائيل، والوضع الحالي يمثل فرصة لتسريع وتعميق مصاعبها".

رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع/ رويترز
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ووزير الدفاع/ رويترز

وحذر ساعر من الإضرار بقدرة الردع الإسرائيلية، واحتمال اتحاد جبهات متعددة معاً، وخطر الإضرار بالتماسك في إسرائيل، والإضرار بالإسرائيليين على الجبهتين القانونية والدولية. 

وكتب: "هذا التحليل ليس رؤية تفسيرية للواقع، بل هو الأساس تقيم القيادة وأفراد المخابرات وأنظمة الاتصالات للوضع. ويؤدي بالفعل إلى تغييرات في عملية صنع القرار والمجازفة من مختلف الفاعلين في المنطقة، الذين يحللون ويستخلصون النتائج من الوضع الداخلي في إسرائيل".

وفي رسالته الثانية، حذر ساعر من أنَّ "تفاقم الأزمة يعمق تآكل صورة إسرائيل، ويؤدي إلى تفاقم ضعف الردع الإسرائيلي، ويزيد من احتمالات التصعيد. بينما ناقش الفاعلون الإقليميون في البداية ما إذا كانت هذه جولة أخرى من الأزمة السياسية المستمرة، لكن مع مرور الوقت وتفاقم الأحداث – يقدرون أنَّ هذه أزمة عميقة وضعت إسرائيل في واحدة من أضعف نقاطها منذ قيامها"، بحسب صحيفة Haaretz.

ركائز إسرائيل الثلاث المتأثرة بالخلاف الداخلي

وأضاف ساعر: "هذا الوضع يلحق الضرر بالركائز الثلاث التي تشكل قوة الردع الإسرائيلي: التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، وتماسك المجتمع الإسرائيلي، وقوة الجيش الإسرائيلي. إنَّ الارتباط بين الأزمتين يبني فكرة لدى بعض الفاعلين الإقليميين بأنَّ الوضع الداخلي لإسرائيل سيمنعها -على أقل تقدير- من اتخاذ مبادرات عسكرية كبيرة، وتحديداً شن هجوم على إيران، وتنفيذ عمليات في لبنان، وحتى تحرك كبير ضد حماس في قطاع غزة".

وأشار الباحث الاستخباراتي إلى سلسلة من الهجمات والاستفزازات التي شنها حزب الله على طول الحدود الشمالية في العام الماضي، قائلاً إنَّ هذا السلوك لا يمكن النظر إليه بمعزل عن نقاط الضعف في إسرائيل. وأضاف: "من المستحيل فصل النيران المضادة للدبابات من لبنان والجهود المتزايدة لتهريب عبوات ناسفة قوية إلى الضفة الغربية عن الشعور بأنَّ هذا هو الوقت المناسب لتحدي إسرائيل".

ووصف ساعر حزب الله بأنه التهديد الرئيسي في المستقبل القريب، مع الأخذ في الاعتبار تصعيدات الجماعة اللبنانية لتحركاتها في العام الماضي.

تحميل المزيد