أصدرت القمة الاستثنائية لمجموعة البريكس بياناً ختامياً مع نهاية اجتماعها الذي عقد افتراضياً الثلاثاء 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2023 بمشاركة الدول المنضمة حديثاً إلى المجموعة. وقالت الدول الأعضاء في البيان الختامي لمجموعة البريكس، إنه "يجب الالتزام بالحل السلمي للخلافات من خلال الحوار ودعم التسوية السلمية للأزمات". وأدان البيان الختامي كافة أشكال التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم سواء بشكل جماعي أو فردي.
كما أدان البيان الختامي كافة أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين بما في ذلك جرائم الحرب، ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المدنيين المحتجزين بشكل غير قانوني.
بريكس تدين التهجير القسري للفلسطينيين
أدانت مجموعة البريكس في البيان الختامي، أي نوع من النقل القسري والترحيل الفردي أو الجماعي للفلسطينيين من أرضه، سواء إلى داخل غزة أو إلى الدول المجاورة.
كما طالبت مجموعة البريكس بهدنة إنسانية فورية ودائمة تؤدي إلى وقف الأعمال القتالية بين الفلسطينيين والإسرائيليين في قطاع غزة. وشدد البيان على ضرورة منع تصعيد العنف، بما في ذلك امتداد الصراع إلى المنطقة، ودعوة جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
وأكد البيان الختامي أن الحل العادل والدائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني لا يمكن تحقيقه إلا بالوسائل السلمية.
السعودية تدعو لوقف تصدير السلاح لإسرائيل
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، دعا في كلمته إلى وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل، التي تواصل منذ 46 يوماً شن حرب مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 13 ألف شخص.
هذه الدعوة جاءت في كلمة له خلال اجتماع افتراضي استثنائي لقادة "بريكس" والدول المدعوّة للانضمام إلى المجموعة بشأن تدهور الأوضاع في غزّة، وفقاً لقناة "الإخبارية" الرسمية.
وقال ولي العهد السعودي: "يجب على جميع الدول وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل". وشدد على أن "الكارثة الإنسانية في غزة (حيث يعيش نحو 2.3 مليون فلسطيني) تستمر بالتفاقم يوماً بعد يوم، ويجب وضع حلول حاسمة لها".
ودعا إلى "إيقاف العمليات العسكرية فوراً، وتوفير ممرات إنسانية لإغاثة المدنيين في القطاع".
جرائم وحشية في غزة
قال الأمير محمد بن سلمان إن "ما تشهده غزة من جرائم وحشية في حق المدنيين الأبرياء والمنشآت الصحية ودور العبادة يتطلب القيام بجهد جماعي لوقف هذه الكارثة الإنسانية".
ولفت إلى أن "المملكة قدمت مساعدات إنسانية وإغاثية جواً وبحراً لأهالي غزة، (بالإضافة إلى) إطلاق حملة تبرعات شعبية تجاوزت حتى الآن نصف مليار ريال سعودي".
وأكد أن "موقف المملكة ثابت وراسخ بأن لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين، لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة".
الهند تدعو لحل الدولتين
أكد وزير الخارجية الهندي سوبرامانيام جيشانكار، على ضرورة "أخذ مخاوف الفلسطينيين على محمل الجد"، وأن "حل القضية الفلسطينية لا يمكن تحقيقه إلا عبر حل الدولتين".
جاء ذلك في كلمة الثلاثاء، خلال قمة افتراضية استثنائية لدول مجموعة "بريكس" وقادة الدول المدعوة للانضمام إلى المجموعة، بحسب وكالة أنباء آسيا الدولية (ANI News).
وأوضح جيشانكار أن الهجمات الإسرائيلية على غزة "تسببت في معاناة إنسانية كبيرة"، وأن هناك حاجة ملحة لوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع.
وذكر الوزير أن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، تباحث مع العديد من القادة في المنطقة والعالم بشأن الحرب في غزة.
وشدد على ضرورة "تهيئة الظروف اللازمة للسلام واستئناف مفاوضات السلام المباشرة والهادفة"، مضيفاً: "لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال حل الدولتين".
جنوب أفريقيا تدعو لخطوات عاجلة دعما لفلسطين
في حين دعا رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، الثلاثاء، لاتخاذ خطوات "عاجلة وملموسة" بشأن فلسطين، معتبراً الهجمات الإسرائيلية على غزة "انتهاكاً صارخاً" للقوانين الدولية.
جاء ذلك في الكلمة الافتتاحية للاجتماع الافتراضي الاستثنائي لقادة مجموعة بريكس وقادة الدول المدعوّة للانضمام بشأن تدهور الأوضاع في غزّة.
واتهم رئيس جنوب أفريقيا في الكلمة، إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" في غزة، داعياً المجتمع الدولي لـ"اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة من أجل حل الاشتباكات في فلسطين بشكل عادل وسلمي".
وقال: "العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين باستخدام القوة مخالف للقوانين وهو جريمة حرب". واعتبر تعمد إسرائيل حرمان سكان غزة من الدواء والوقود والغذاء والماء أنه "يعادل الإبادة الجماعية".
وأضاف: "إن الفظائع التي نشهدها هي الفصل الأخير من تاريخ مليء بالألم والقمع والاحتلال والصراع مستمر لأكثر من 75 عاماً". وأوضح أنّ السبب الرئيسي للصراع، هو "احتلال إسرائيل غير القانوني" للأراضي الفلسطينية، ويتجلى ذلك، بحسب رامافوزا، في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2334، الذي ينص على "المستوطنات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
بوتين يدعو لوقف إطلاق النار
من جانبه، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، المجتمع الدولي لضمان التوصل لوقف إطلاق النار وخفض التصعيد في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع افتراضي استثنائي لقادة مجموعة "بريكس" والدول المدعوّة للانضمام إليها، بشأن تدهور الأوضاع في غزّة. ولفت بوتين إلى "انعقاد القمة في توقيت صحيح مع تفاقم الوضع في غزة"، معرباً عن بالغ قلقه "جراء مقتل آلاف المدنيين، وتهجير الكثيرين، والكارثة الإنسانية".
وأضاف: "ندعو إلى تضافر جهود المجتمع الدولي بهدف تهدئة الوضع ووقف إطلاق النار وإيجاد حل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وأشار إلى "إمكانية أن تلعب بريكس ودول المنطقة دوراً رئيسياً بهذا الخصوص".
مصر ترفض إعادة احتلال غزة
في حين طالبت مصر، بوقف فوري للحرب في قطاع غزة المتاخم للحدود المصرية، رافضة "أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع" لاحقاً.
جاء ذلك في كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في قمة بريكس الاستثنائية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مساء الثلاثاء، لبحث الأوضاع في غزة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء المصرية (أ ش أ).
وقال السيسي إن "الأولويات المصرية في المرحلة الحالية تتمثل في وقف نزيف الدماء في قطاع غزة، من خلال الوقف الفوري لإطلاق النار والنفاذ الآمن والمُستدام للمُساعدات الإنسانية وتجنُّب استهداف المدنيين والمُنشآت المدنية في القطاع".
وأضاف أن القطاع "تعرض بأكمله إلى عقاب جماعي وحصار وتجويع وضغوط من أجل التهجير القسري، وأتت هذه المشاهد الإنسانية القاسية لتكشف عجز المجتمع الدولي وجمود الضمير الإنساني".
وأكد أن "مصر تبذل كافة الجهود من أجل تخفيف مُعاناة الفلسطينيين في غزة، حيث قامت بفتح معبر رفح الحدودي (مع القطاع) منذ اللحظة الأولى لإدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وخصّصت مطار العريش (شرق) لاستقبال المساعدات من مختلف دول العالم".
واستدرك الرئيس المصري: "لكن تتسبب الآليات الموضوعة من السلطات الإسرائيلية في تعطيل وصول المساعدات لمُستحقيها، ومن ثم، فإن ما يدخل غزة من المساعدات أقل بكثير من احتياجات أهلها". ودعا السيسي إلى "وقفة من المجتمع الدولي لضمان نفاذ المساعدات بالكميات المطلوبة لإعاشة أهالي غزة".
والإثنين، أعلن المركز الصحفي للهيئة العامة للاستعلامات (رسمي بمصر) في بيان، أنه تم إدخال "1284 شاحنة محملة بمساعدات إلى غزة، تضمنت "2146 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية، و238 طناً من الوقود، و4668 طناً من المواد الغذائية، و4260 طناً من المياه و1169 طناً من المواد الإغاثية الأخرى، و78 طناً من الخيام والمشمعات، و16 سيارة إسعاف"، بحسب المصدر ذاته.
وأضاف السيسي: "تقف مصر ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين بشكل قسري، داخل أو خارج غزة، خاصةً أن ترك الفلسطينيين لأرضهم، كما أن أطروحات إعادة احتلال إسرائيل للقطاع لا تزيد الموقف إلا تأزيماً وتعقيداً".
إنهاء العقاب الجماعي لغزة
فيما شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ، الثلاثاء، على ضرورة إنهاء "العقاب الجماعي" الذي يتعرض له سكان قطاع غزة. جاء ذلك في كلمة خلال اجتماع افتراضي استثنائي لقادة مجموعة "بريكس" والدول المدعوّة للانضمام إليها، بشأن تدهور الأوضاع في غزّة.
وأكد الرئيس الصيني وجوب تجنب الأطراف "الإجراءات التي من شأنها أن تسبب المزيد من الخسائر في الأرواح والمعاناة الإنسانية". وأضاف: "يجب وقف العقاب الجماعي لسكان غزة عبر تهجيرهم قسراً وحرمانهم من الكهرباء والماء والوقود".
و"بريكس" تكتل أُسس عام 2006، ويضم الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب أفريقيا، وقد دعا في أغسطس/آب الماضي 6 دول، هي السعودية والإمارات ومصر وإثيوبيا وإيران والأرجنتين، للانضمام إليه بداية من مطلع العام المقبل.
وترأست جنوب أفريقيا، اليوم الثلاثاء، قمة افتراضية استثنائية لدول مجموعة بريكس التي تضم كذلك البرازيل وروسيا والهند والصين، لبحث الوضع في غزة والشرق الأوسط، بمشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والدول المنضمة حديثاً إلى المجموعة وهي مصر وإيران والإمارات وإثيوبيا والأرجنتين والسعودية.
يذكر أنه ومنذ 46 يوماً يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 14 ألفاً و128 قتيلاً فلسطينياً، بينهم أكثر من 5 آلاف و840 طفلاً و3 آلاف و920 امرأة، فضلاً عن أكثر من 33 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.