لم يسمع لتحذيراتهم وهددهم بالمحاكمة! الاحتلال “قلل” من تنبيهات جنوده بخصوص تدريبات حماس قبيل طوفان الأقصى

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/19 الساعة 15:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/19 الساعة 15:38 بتوقيت غرينتش
جنود في جيش الاحتلال - رويترز

قالت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية في تقرير لها يوم الأحد 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نقلاً عن القناة 12 الإسرائيلية، إن مراقبي جيش الاحتلال الإسرائيلي الذين أبدوا تخوفهم من الوضع على طول حدود غزة في الأشهر التي سبقت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قيل لهم إن عليهم التوقف عن إزعاج قادتهم، بل هُددوا بمحاكمة عسكرية.

ووفقاً للتقرير، حذر المراقبون من أنهم رصدوا تدريبات غير اعتيادية وتحركات أخرى بالقرب من الحدود، وازدياداً مفاجئاً في أعداد المقتربين من السياج  في الأشهر التي سبقت الهجوم. وشعر المراقبون أن صوتهم لا يصل، وقرر أحدهم التوجه مباشرة إلى قائد كبير في المنطقة وقيل له: "لا أريد أن أسمع هذا الهراء مرة أخرى. إذا أزعجتمونا مرة أخرى بهذه الأشياء، فستتعرضون لمحاكمة عسكرية".

جانب من عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة/ رويترز

تجاهل تحذيرات حول  تدريب لحماس قبيل طوفان الأقصى 

أفادت قناة N12 يوم السبت أيضاً أن المراقبين الذين يخدمون على طول حدود غزة لا يتلقون مساعدة نفسية من الجيش، وقيل لهم مؤخراً إن عليهم العودة إلى الخدمة في ظرف أسبوعين وإلا سينقلون إلى مكان آخر.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي لقناة N12 تعليقاً على التقرير: "جيش الدفاع الإسرائيلي وقادته يتابعون جميع الجنود الذين كانوا حاضرين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول عن كثب ودقة. ويرافق الجنود كوادر طبية من جهاز الصحة النفسية، ويقدم لهم القادة أيضاً دعماً نفسياً ويصغون إليهم. وستكون عودتهم إلى الخدمة تدريجية وبحسب حالة كل منهم. ولا نية لاتخاذ إجراءات تأديبية بحقهم. وأي نقاشات تشير إلى خلاف ذلك، فهي ضد المبادئ التوجيهية وسيجري التعامل معها على هذا النحو".

وفي الأسابيع التي تلت الهجوم، قال المراقبون الذين خدموا على طول حدود غزة لوسائل الإعلام الإسرائيلية إنهم حذروا قادتهم من تحركات غير اعتيادية على طول الحدود، لكن تحذيراتهم قوبلت بالتجاهل.

الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل غزة
إسرائيلون هربوا من المستوطنات بعد عملية طوفان الأقصى – رويترز

تقليل من تدريبات حماس

قالت إحدى المراقبات في تقرير سابق لـ N12 إن قادتها "قللوا" من مخاوفها، قائلين لها: "إن حماس مجرد مجموعة من الأشرار، ولن يفعلوا شيئاً".

وأضافت: "لم يكن الأمر معتاداً. شاهدنا عدداً كبيراً من التدريبات. وكنا معتادين على رؤيتها كما لو كنا نشاهد قناة تلفزيونية. كنا نتسلى بمشاهدة هذه التدريبات. وكنا ننظر إلى هذا ونقول هل سيحل هذا علينا يوماً ما، هل لا نعطي هذا الأمر ما يستحقه من أهمية؟".

يأتي ذلك في تزامن مع تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، أظهر أن مروحية عسكرية إسرائيلية أطلقت النار على "مسلحين فلسطينيين"، وإسرائيليين من المشاركين في حفل نظم قرب كيبوتس "رعيم" في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وذكرت صحيفة "هآرتس"، السبت، أن تقييمات المؤسسة الأمنية أظهرت أن "مروحية قتالية تابعة للجيش الإسرائيلي وصلت إلى مكان الحفل وأطلقت النار على منفذي هجمات هناك، وكما يبدو أصابت أيضاً بعض المشاركين في المهرجان (في إشارة إلى الإسرائيليين)". وأوضحت أن التقييم الأمني "استند إلى التحقيقات التي تجريها الشرطة الإسرائيلية مع مسلحي حماس الذين اعتقلتهم إسرائيل".

كيف تغيرت إسرائيل كلياً بعد هجوم طوفان الأقصى
جنود إسرائيليون يحتشدون على حدود قطاع غزة/ Getty

مقاتلو حماس لم يكُن لديهم معرفة بمهرجان نوفا

في السياق، أشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي حماس "لم يكن لديهم معرفة مسبقة بمهرجان نوفا الموسيقي الذي أقيم بجوار كيبوتس رعيم، في 7 أكتوبر/تشرين الأول"، وقالت إن حماس "استهدفت الحفل بشكل عفوي".

وتابعت: "يقدر مسؤولون أمنيون كبار أن حماس اكتشفت أمر الحفل من خلال طائرات مسيرة أو مظليين، ووجهت الإرهابيين إلى الموقع باستخدام نظام الاتصالات الخاص بهم"، على حد قولها.

وزادت: "مسلحو حماس كانوا يعتزمون التسلل إلى رعيم وغيرها من الكيبوتسات القريبة من حدود غزة، وما يشير إلى أن حماس لم تكن تعلم بأمر الحفل، أنه يظهر في فيديو أحد مسلحي الحركة وهو يسأل مواطناً أسيراً عن الاتجاهات إلى رعيم".

طوفان الأقصى غزة
فلسطينيون يحتفلون أمام دبابة إسرائيلية تم تدميرها من قبل المقاومة – أرشيفية، الأناضول

ووفقاً للصحيفة "قدرت الشرطة الإسرائيلية عدد من قتلوا جراء إطلاق النار على الحفل بنحو 364 شخصاً"، دون تحديد هوياتهم.

وكان مئات المقاتلين الفلسطينيين اجتازوا الجدار الإسرائيلي المحيط بقطاع غزة ووصلوا إلى البلدات والقواعد الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة، عند إطلاق حركة "حماس" معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وبحسب المعطيات الإسرائيلية، فإنه قتل 1200 إسرائيلي بين مدني وعسكري وشرطي، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وتقول إسرائيل إن "جميع الإسرائيليين قتلوا من قبل الفلسطينيين، ولكن هذا التقرير يضفي ظلالاً من الشك على هذه المعلومة".

فرار الكثيرين من مهرجان نوفا

في السياق، نقلت "هآرتس" عن مصدر بارز في الشرطة الإسرائيلية للصحيفة: "حضر هذا الحدث، وفقاً لتقديراتنا، نحو 4400 شخص، تمكنت الغالبية العظمى منهم من الفرار بعد قرار تفريق الحدث الذي تم اتخاذه بعد أربع دقائق من الهجوم".

وأوضحت أن تحليل الشرطة "أظهر أن العديد من الحاضرين في المهرجان تمكنوا من الفرار، لأنه تقرر إيقاف الحفل قبل نصف ساعة من سماع إطلاق النار لأول مرة".

بروتوكول هانيبال
جنود قوات الاحتلال الإسرائيلي/ رويترز

وكانت صفارات الإنذار بشأن إطلاق صواريخ من غزة انطلقت في العديد من المواقع جنوبي ووسط إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع إطلاق عملية "طوفان الأقصى" حيث هاجمت حماس 22 بلدة و11 قاعدة عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة بما فيها كيبوتس "رعيم"، وفقاً للصحيفة.

وتواصل إسرائيل لليوم الـ44 شن حرب مدمرة على غزة؛ خلّفت 12 ألفاً و300 قتيل فلسطيني، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وسط دعوات لفتح تحقيق دولي في الهجمات الإسرائيلية، ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

تحميل المزيد