أعلن "حزب الله"، الجمعة، استهداف مواقع عسكرية وعدة تجمعات لجنود إسرائيليين في 13 موقعاً عسكرياً مقابل الحدود اللبنانية الجنوبية، مؤكداً "تحقيق إصابات مباشرة"، فيما قال الجيش الإسرائيلي إن طائراته أغارت على بنى تحتية للحزب.
وقال الحزب في بيانات منفصلة: إن عناصره "استهدفوا موقعي العاصي وبركة ريشا، وتجمعين لجنود إسرائيليين في محيط موقع الراهب ومحيط موقع المطلة، بواسطة مُحلّقتين انقضاضيتين هجوميتين، وأوقعوا فيه إصابات مؤكدة".
حزب الله يستهدف قوات إسرائيلية
حزب الله أشار إلى أن عناصره "استهدفوا مجموعة من القوات الخاصة الإسرائيلية المتموضعة في حرج المنارة، واستهدفوا دبابة في محيط مقر قيادة الفرقة 91 في برانيت، كما استهدفوا موقع رويسات العلم بالأسلحة المناسبة، وحققوا فيه إصابات مباشرة".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، أعلن "حزب الله" أن عناصره "استهدفوا مواقع هي المالكية مقابل بلدة عيترون اللبنانية، وتجمّعين لجنود الاحتلال الإسرائيلي في مستعمرة يرؤون (قرية صلحا اللبنانية المحتلة)، وفي موقع الضهيرة مقابل بلدة الضهيرة اللبنانية بالأسلحة المناسبة".
كما استهدفوا "تجمعات لجنود إسرائيليين بالقرب من ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة)، وقرب موقع المرج (مقابل بلدة مركبا اللبنانية)، وبالقرب من مثلث الطيحات (مقابل بلدة ميس الجبل) بالأسلحة المناسبة، وحقّقوا فيه إصابات مباشرة".
ووفق ما قاله متابعون، فإن الجمعة شهد أعلى عدد للهجمات التي ينفذها حزب الله على إسرائيل منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 مسجلاً 13 هجوماً.
طيران إسرائيل يقصف أطراف بلدتين في جنوب لبنان
في المقابل، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام (الرسمية اللبنانية) بأن الطيران الإسرائيلي قصف أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب، كما نفّذ غارة جوية استهدفت وادي حسن في خراج بلدة شيحين، بالقطاع الغربي جنوب لبنان.
كما أشارت الوكالة إلى أن الطيران الإسرائيلي "نفذ غارة على محيط جل العلام في القطاع الشرقي جنوب لبنان".
وأوضحت أن "قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت بقذائف الفسفور الأبيض المحرم دولياً، بين بلدتي ميس الجبل وحولا وموقع المنارة الصهيوني".
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، إغارته على بنى تحتية تابعة لحزب الله اللبناني، وفق بيان رسمي.
وجاء في بيان صدر عن الجيش، اطلعت "الأناضول" عليه: "رداً على عمليات إطلاق القذائف من لبنان نحو إسرائيل؛ طائرات ومروحيات حربية تغير على بنى تحتية ومواقع عسكرية لحزب الله".
وتابع البيان: "أنهت قبل قليلٍ طائرات ومروحيات حربيةٌ الإغارة على أهداف داخل لبنان رداً على قيام حزب الله بإطلاق قذائف نحو إسرائيل".
وأشار الجيش في البيان، إلى أن "من بين الأهداف المستهدفة عدة بنى تحتية ومواقع ومقرات قيادة ومواقف عسكرية عمل منها مسلحو التنظيم اللبناني".
وفي وقت سابقٍ الجمعة، أصيب 3 إسرائيليين جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات من جنوب لبنان، نحو منطقة الجليل الأعلى شمالي إسرائيل، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
وتشهد الحدود بين الجانبين منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، توتراً شديداً وتبادلاً متقطعاً للنيران بين الجيش الإسرائيلي من جهة، و"حزب الله" اللبناني وفصائل فلسطينية من جهة أخرى، أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين.
يتزامن ذلك مع حرب مدمرة يشنها الجيش الإسرائيلي على غزة منذ 42 يوماً، خلّفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلاً عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني صدر مساء الجمعة.
مظاهرات في صيدا ضد إسرائيل
في سياق متصل نظم المئات من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين، الجمعة، مسيرة شعبية بمدينة صيدا جنوبي لبنان، تنديداً بـ"الجرائم" التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ودعماً للمقاومة الفلسطينية.
حيث انطلقت المسيرة الحاشدة التي نظمتها كل من الجماعة الإسلامية، وحركة "حماس"، عقب صلاة الجمعة من ساحة الشهداء، إلى ساحة النجمة (جنوب)، وسط مدينة صيدا.
وشارك في المسيرة حشد من أبناء المخيمات الفلسطينية، إلى جانب ممثلين عن الأحزاب اللبنانية، والفصائل الفلسطينية.
وردد المشاركون هتافات التأييد للمقاتلين الفلسطينيين، ودعوا إلى توجيه مزيد من الضربات لتل أبيب والمدن المحتلة، ونددوا بالعمليات الإسرائيلية في قطاع غزة، كما حملوا الأعلام الفلسطينية وصور بعض القتلى الفلسطينيين داخل القطاع.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" علي بركة، على هامش مشاركته في المسيرة: إن "العدو الصهيوني (إسرائيل) يخسر في جبهتين، الأولى في ميدان المعركة العسكرية، فهو لم يحقق أي انجاز".
ومن جهة ثانية، فإن "العدو يخسر في معركة الرأي العام العالمي، الذي بات يقف الى جانب الشعب الفلسطيني"، وفق تعبيره. وأوضح بركة أن "المقاومة جهزت الخطة الدفاعية قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحضرت لعملية طوفان الأقصى، ووضعت كل الإمكانات".
وأشار إلى أن إسرائيل "لم تستطع هي وجيشها المهزوم، تحقيق أي انتصارات واضحة على رجال المقاومة، فهي تتقهقر أمام المجاهدين، ولذلك تستقوي على النساء والأطفال والشيوخ".
وعن مفاوضات تبادل الأسرى والهدنة الإنسانية، قال بركة: "نتنياهو يماطل لإطالة أمد المعركة دون أي استراتيجية، لكسب الوقت، لعله يحقق أي انتصار أو إنجاز، سواء غزة أو في الداخل الصهيوني الذي يطالب بإقالته ومحاسبته".